بسم الله الرحمن الرحيم سلام من الله عليكم أيها الأخوة والأخوات ورحمة منه وبركات اطيب تحية نهديها لكم في مطلع لقاء اليوم من هذا البرنامج نخصصه للإستنارة بطائفة اخرى من النصوص الشريفة المبينة لشرف التفضل وهو من الأخلاق الإلهية السامية التي أمرنا الله عزوجل بالتخلق بها وعدم نسيانها حيث قال في الآية السابعة والثلاثين ومئتين من سورة البقرة أعوذ بالله من الشيطان الرجيم "ولاتنسوا الفضل بينكم".
أيها الكرام قال العلامة الطباطبائي في تفسير الميزان في معنى الآية "الفضل هو الزيادة كالفضول، غير أن الفضل هو الزيادة في المكارم والمحامد. الفضول هو الزيادة غير المحمودة على ما قيل. وفي الكلام أي في الآية ذكر الفضل الذي ينبغي أن يؤثره الانسان في المجتمع والحياة فيتفاضل به البعض على البعض والمراد به الترغيب في الاحسان. والفضل بالعفو عن الحقوق والتسهيل والتخفيف".
مستمعينا الأطائب التحلي بخلق التفضل هو من أبرز مصاديق خلق المروءة حسب المنطق القرآني وكذلك من مصاديق الاحسان الذي أمرنا الله به عزوجل الى جانب العدل وهذا ما يهدينا اليه مولانا امير المؤمنين عليه السلام. كما ورد في تفسير العياشي روي فيه عن عمرو بن عثمان قال "خرج علي عليه السلام على أصحابه وهم يتذاكرون المروءة فقال: اين أنتم؟ أنسيتم كتاب الله وقد ذكر ذلك؟ قالوا: يا أمير المؤمنين في أي موضع؟ قال في قوله: إن الله يأمر بالعدل والاحسان. فالعدل الانصاف والاحسان التفضل".
أيها الأكارم ومن بركات التخلق بخلق التفضل الفوز بمراتب أعلى من حب الله لعبده فقد روي في كتاب الكافي عن مولانا جعفر الصادق عليه السلام أنه قال "من إصطحب إثنان إلا كان أعظمهما أجراً وأحبهما الى الله عزوجل أرفقهما بصاحبه". فالمتفضل تكون له اليد العليا بعد الله عزوجل وهذا ما يبشرنا به البشير النذير حبيبنا المصطفى صلى الله عليه وآله في المروي عنه كما في ميزان الحكمة أنه قال "الأيدي ثلاث فيد الله عزوجل العليا ويد المعطي التي تليها ويد السائل السفلى فأعط الفضل".
كما أن من بركات التخلق بالفضل جبران ما يمكن أن يقصر به الانسان في أمر العبادة فقد روي في كتاب الكافي عن مولانا الامام الصادق عليه السلام قال "اذا خالطت الناس فإن إستطعت أن لاتخالط احداً من الناس إلا كانت يدك العليا عليه أي بالتفضل فأفعل فإن العبد يكون فيه التقصير من العبادة ويكون له خلق حسن فيبلغه الله بخلقه درجة الصائم القائم".
أيها الكرام ختاماً نشكر لكم طيب الإستماع لحلقة اليوم من برنامجكم معالي الأخلاق شكراً لحسن متابعتكم نستودعكم الله ودمتم في رعايته وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.