بسم الله الرحمن الرحيم سلام من الله عليكم أيها الكرام ورحمة الله وبركاته
طبتم وطابت أوقاتكم بكل خير وبركة وأهلاً بكم في لقاء اليوم من هذا البرنامج. لنا فيه وقفة أخرة مع النصوص الشريفة التي ترغبنا في أحد أركان أخلاق المؤمنين، إنه خلق محاسبة النفس فتابعونا على بركة الله.
أيها الأحبة يهدينا الهادي المختار صلوات ربي عليه وآله الأطهار الى أن هذا الخلق هو ثاني الخلق الأساسية التي يجب أن يتحلى بها كل مؤمن يطلب النجاة بل كل عاقل يتحلى بالعقل السليم. فقد روي في كتاب الخصال للشيخ الصدوق عنه صلى الله عليه وآله أنه قال: "على العاقل مالم يكن مغلوباً أن تكون له ساعات، ساعة يناجي فيها ربه وساعة يحاسب فيها نفسه وساعة يتفكر فيها فيما صنع الله اليه وساعة يخلو بها بحظ نفسه من الحلال فهذه الساعة عون لتلك الساعات وإستجمام للقلوب وتفريغ لها".
أعزاءنا المستمعين ويهدينا نبي الرحمة الى أن التحلي بخلق محاسبة النفس هو من تحقق شروط صدق الايمان فقد جاء في كتاب الوسائل عن السبط المحمدي الأكبر الحسن المجتبى عليه السلام قال: "قال رسول الله صلى الله عليه وآله لايكون العبد مؤمناً حتى يحاسب نفسه أشد من محاسبة الشريك شريكه".
فمحاسبة النفس هي احدى العلامات الأساسية لصدق الايمان بالقيامة ويوم الحساب كما يشير لذلك الامام زين العابدين علي السجاد عليه السلام فقد جاء في كتاب السرائر للفقيه الجليل إبن ادريس رضوان الله عليه أنه كان يكرر في مواعظه قوله: "إبن آدم إنك لاتزال بخير ماكان لك واعظ من نفسك وما كانت المحاسبة من همك، إبن آدم إنك ميت ومبعوث وموقوف بين يدي الله فأعد له جواباً".
أيها الأخوة والأخوات كما أن من بركات التحلي لخلق محاسبة النفس إعانة المؤمن للتحلي بفضيلة الورع وهي أسمى خصال احباء الله. والى هذا يشير ماجاء في كتاب مصباح الشريعة من قول الصادق سلام الله عليه: "أغلق أبواب جوارحك عما يقع ضرره على قلبك ويذهب بوجاهتك عند الله ويعقب الحسرة والندامة يوم القيامة والحياء عما إجترحت من السيئات".
المتورع يحتاج الى ثلاثة أصول، الصفح عن عثرات الخلق اجمع وترك خطيئته فيهم وإستواء المدح والذم عنده، يعني من الناس. وأصل الورع دوام محاسبة النفس".
والى هنا ننهي أيها الأكارم حلقة اليوم من برنامج معالي الأخلاق شكراً لكم على كرم المتابعة وفي أمان الله.