بسم الله الرحمن الرحيم
سلام من الله عليكم أيها الاطائب، طبتم وطابت أوقاتكم بكل ما تحبون ... أهلاً بكم في حلقة اليوم من هذا البرنامج نقضي فيه دقائق مباركة مع النصوص الشريفة التي تفتح قلوبنا على التحلي بأحد معالي الأخلاق الكريم هو (كتمان البلاء)، وقد عرضنا في حلقة، سابقة الى طائفة من تلك النصوص ونواصل الاستنارة بطائفة اخرى منها، ونبدأ بالبشارة النبوية التي يشتمل عليها الحديث التالي المروي كتاب الخصال للشيخ الصدوق، وفيه أعظم بركات التخلق بهذا الخلق لأن يرقى بصاحبه الى مرتبة مرافقة ابراهيم الخليل –عليه السلام-، قال–صلى الله عليه وآله-:
"من مرض يوماً وليلة فلم يشك الى عواده بعثه الله يوم القيامة مع خليله ابراهيم خليل الرحمان حتى يجوز الصراط كالبرق اللامع"
مستمعينا الاحبة
كما ان من بركات التخلق بهذا الخلق النيل الفوز بالجنة فقد روي في كتاب المحاسن عن الامام الباقر –عليه السلام- قال:
"ألا اخبركم بخمس خصال هي من البر والبر يدعو الى الجنة؟... قيل: بلى فذكر –عليه السلام- أولى هذه الخصال الخمس بقوله: إخفاء المصيبة وكتمانها.
كما تبشرنا احاديث أهل بيت الرحمة –عليهم السلام- بعظمة ثواب التخلق بهذا الخلق الكريم وهي تعرفنا بمصاديق العمل به، فقد روي في الكافي عن مولانا الامام جعفر الصادق –عليه السلام- قال:
(من اشتكى –اي أصابه المرض- ليلة فقبلها بقبولها وأدى الى الله شكرها، كانت كعبادة ستين سنة".
قال الراوي: فقلت له: ما قبولها يا رسول الله؟
فقال –عليه السلام- "يصير عليها ولا يخبر أحدٌ بما كان فيها فاذا أصبح حمدالله على ما كان".
أيها الاخوة والأخوات، وتهدينا الأحاديث الشريفة الى استثناء المؤمن وتشدد التحذير من الشكوى الى المخالف، فقد روي الشيخ الصدوق في كتاب (معاني الأخبار) عن الامام الصادق –عليه السلام- قال:
"من شكى الى مؤمن فقد شكى الى الله عزوجل، ومن شكى الى مخالف فقد شكا الله عزوجل".
وروى الصدوق أيضاً في كتاب (مصادقة الأخوان) حديثاً اكثر تفصيلاً يبين وجه الحكمة في الحديث السابقه، قال فيه مولانا الصادق –عليه السلام- لأحد أصحابه:
"اذا نزلت بك نازلة فلا تشكها الى احد من أهل الخلاف، ولكن إذكرها الى بعض اخوانك فانك لن تعدم خصلة من خصال أربع: اما كفاية بمال، واما معونة بجاه، او دعوة تستجاب، أو مشورة برأي".
وختاماً تقبلوا منا ايها الاكارم جزيل الشكر على جميل الاصغاء لحلقة اليوم من برنامجكم معالي الاخلاق دمتم في امان الله.