بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم مستمعينا الاطياب ورحمة الله وبركاته، طابت أوقاتكم بكل خير وبركة وأهلاً بكم في حلقة اليوم من هذا البرنامج؛
نستنير في هذا اللقاء بطائفة من الاحاديث الشريفة التي ترغبنا وتزيد حبنا لخلق آخر من أجمل الاخلاق الفاضلة وهو خلق (الحياء من الله عزوجل)، ومعنى الحياء الايجابي هو كما قال العالم الجليل السيد قطب الدين الراوندي –رضوان الله عليه- في كتاب (ضوء الشهاب):
"الحياء انقباض النفس عن القبائح وتركها لذلك... وما اكثر ما يمنع الحياء من الفواحش والذنوب".
مستمعينا الاحبة، وهذا المعنى الايجابي للحياء هو من أهم اسباب الفوز بمحبة الله عزوجل للمتخلق به، كما يبشرنا بذلك حبيبنا الهادي المختار –صلوات ربي عليه وآله الأطهار- فقد روي في كتاب أمالي الشيخ المفيد أنه قال:
"ان الله يحب الحيي المتعفف، ويبغض البذي السائل الملحف"
ولذلك كان النبي الاكرم يوصي بالحياء من الله كثيراً ويبين مصاديق التحلي بهذا الخلق، فقد روي في كتب قرب الاسناد والخصال وأمالي الصدوق عنه –صلى الله عليه وآله- أنه قال:
"استحيوا من الله حق الحياء، قالوا: وما نفعل يا رسول الله؟ قال: فان كنتم فاعلين فلا يبيتن أحدكم الا وأجله في عينيه، وليحفظ –يعني من الذنوب- الرأس وما حوى، والبطن وما وعى، وليذكر القبر والبلى"
والحياء من الله عزوجل هو –ايها الافاضل- أكرم زينة يتزين بها الانسان، فقد روي في كتاب أمالي الشيخ الطوسي عن الرسول الاعظم –صلى الله عليه وآله- أنه قال:
"ما كان الفحش في شيء قط الا شانه، ولا كان الحياء في شيء قط الا زانه".
ولذلك فان بالتحلي بخلق الحياء من الله يجمع للانسان كل الخير كما يشير قوله –صلى الله عليه وآله- في المروي عنه في كتاب (معاني الأخبار) أنه قال: (الحياء خيرٌ كله).
والتخلق بهذا الخلق هو –أيها الأعزاء- من وسائل التحقق بحقائق الايمان، فقد روى الشيخ الصدوق في كتاب معاني الاخبار أيضاً انه قال:
"الحياء والايمان في قرن واحد فاذا سلب أحدهما اتبعه الآخر"
وعليه فان التخلق بخلق الحياء من أوسع الابواب الى الجنة، روي في كتاب الكافي مسنداً عن امامنا جعفر الصادق –صلوات الله عليه- قال:
"الحياء من الايمان، والايمان في الجنة".
وفي هذا الحديث الشريف اشارة لطيفة الى أن تقوية الايمان بالله عزوجل وعلمه بكل ما يفعله الانسان من وسائل التحلي بهذا الخلق الكريم.
ختاماً تقبلوا منا أيها الاكارم جزيل الشكر على كرم الاستماع لحلقة اليوم من برنامج معالي الاخلاق دمتم بكل خير.