بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم مستمعينا الافاضل ورحمة الله وبركاته، لكم منا أطيب تحية نعطر بها هذا اللقاء المبارك في رحاب النصوص الشريفة التي تهدينا وترغبنا في معالي الأخلاق التي فيها صلاح الانسان وفلاحه في الدنيا والآخرة.
ومن هذه الاخلاق الفاضلة (افشاء السلام) بصيغته الاسلامية المفعمة بروح الأمن والمودة، وقد حثت على ذلك كثيرٌ من النصوص الشريفة، نستهلها بابلغها وهو قوله تبارك وتعالى في الآية (۸٦) من سورة النساء:
"وَإِذَا حُيِّيْتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيباً"
وتشير الآية الكريمة الحادية والستين من سورة النور الى أن التحلي بهذا الخلق الكريم من أسباب نشر البركات الالهية على الجميع، حيث قال عز من قائل:
"فَإِذَا دَخَلْتُم بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً"
قال مولانا محمد الباقر –عليه السلام- كما هو المروي عنه في تفسير علي بن ابراهيم:
"اذا دخل الرجل منكم بيتاً فان كان فيه أحد يسلم عليهم وان لم يكن فيه احد فليقل: السلام علينا من عند ربنا".
وقد بشرتنا احاديث اهل بيت النبوة –عليهم السلام- بعظمة الثواب الذي أعده الله عزوجل للمتحلين بأفشاء السلام، فقد روي في كتابي أمالي الصدوق ومعاني الاخلاق عن حبيبنا سيد الرسل –صلى الله عليه وآله- قال:
"ان في الجنة غرفاً يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها يسكنها من أمتي من أطاب الكلام وأطعم الطعام وأفشى السلام وصلى بالليل والناس نيام".
ثم قال الامام الصادق –عليه السلام- بعد رواية هذه الحديث مبيناً معنى افشاء السلام:
"افشاء السلام ان لا يبخل بالسلام على احد من المسلمين".
وفي التحلي بهذا الخلق عون على التحلي بخلق اخر من معالي الأخلاق هو التواضع، كما يشير لذلك امامنا الصادق في المروي عنه في كتاب الخصال أنه –عليه السلام- قال:
"من التواضع ان تسلم على من لقيت"
ويهدينا حبيبنا النبي الأحمد –صلى الله عليه وآله الى أن للتخلق بخلق إفشاء السلام آثار وبركات تشمل الدنيا والآخرة فقد روي في كتاب الأمالي للشيخ المفيد قوله –صلى الله عليه وآله- :
"يا أنس سلم على من لقيت يزيد الله في حسناتك، وسلم [على من] في بيتك يزيد الله في بركتك".
وزيادة البركة من الآثار العامة لافشاء السلام كما يصرح بذلك قول رسول الله –صلى الله عليه وآله- في حديث رواه الصدوق في كتاب الخصال:
"اسبغ الوضوء تمر على الصراط مر السحاب، أفش السلام يكثر خير بيتك، اكثر من صدقة السر فانها تطفئ غضب الرب عزوجل".
ونختم هذا اللقاء بما رواه الشيخ الجليل علي بن ابراهيم في تفسيره من اشارة نبوية الى أن تحية الاسلام هي تحية أهل الجنة، قال –رضوان الله عليه-: "كان اصحاب رسول الله –صلى الله عليه وآله- اذا اتوه يقولون له: أنعم صباحاً وانعم مساءً وهي تحية اهل الجاهلية، فانزل الله "وَإِذَا جَاؤُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ"، فقال لهم رسول الله –صلى الله عليه وآله-: قد ابدلنا الله بخير من ذلك، تحية اهل الجنة: السلام عليكم.."
نشكر لكم أيها الاطائب طيب الاستماع لحلقة اليوم من برنامجكم معالي الأخلاق... نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته