بسم الله الرحمن الرحيم
سلامٌ من الله عليكم مستمعينا الأطائب .. طابت أوقاتكم بكل ما يحبه الله لكم ويرضاه، وأهلاً بكم في حلقة اليوم من هذا البرنامج، نخصصها لطائفة من النصوص الشريفة المبينة لفضيلة التحلي بخلق (التورع عن الشبهات) ويكفي في فضيلته أنه أعلى مراتب الورع والتقوى، فقد روي –كما في كتاب هداية الائمة الى أحكام الائمة- عن أمير المؤمنين –عليه السلام- قال:
"لا ورع كالوقوف عند الشبهة"، وروي في كتاب الخصال عن الامام الصادق –عليه السلام- قال:
"اورع الناس من وقف عند الشبهة، اعبد الناس من اقام الفرائض، ازهد الناس من ترك الحرام واشد الناس اجتهاداً من ترك الذنوب".
مستمعينا الافاضل، المراد من التحلي بهذا الخلق هو أن يجتنب الانسان الباطل الذي يظهر بمظهر الحق كالغيبة التي ترتكب تحت عنوان النقد البناء مثلاً، فلا يقوم الا بما يطمئن الى سلامته وخلوه من شائبة الحرام مهما كان ظاهره مشابها للحق. جاء في كتاب نهج البلاغة قول مولانا أمير المؤمنين –عليه السلام-:
"انما سميت الشبهة شبهة لأنها تشبه الحق، فاما اولياء الله فضياؤهم فيها اليقين ودليلهم سمت الهدى، واما اعداء الله فدعاؤهم فيها الضلال ودليلهم فيها العمى".
ومثلما ان التحلي بخلق الورع عن الشبهات يرفع الانسان الى مراتب أولياء الله عزوجل، فان اتباعها سبب للخسران المبين يوم القيامة، روي في تفسير البرهان ان الامام الباقر –عليه السلام- سئل عن قوله عزوجل {والذين كسبوا السيئات جزاء سيئه بمثلها وترهقهم ذلة ما لهم من الله من عاصم}، فقال ""هؤلاء أهل البدع والشبهات والشهوات يسود الله وجوههم يوم يلقونه".
وقد كثرت وصايا أهل بيت الرحمة المحمدية –عليهم السلام- الداعية للتحلي بهذا الخلق الكريم، فقد روي في كتب الفريقين عن النبي الاكرم –صلى الله عليه وآله- أنه قال: "دع ما يريبك الى ما لا يريبك فانك لن تجد فقد شيء تركته لله عزوجل"
وفي هذا الحديث ضمانة نبوية أن من أعرض عن امر تحرزاً عن الوقوع فيما لا يرضاه الله عزوجل، عوضه الله عن اي خير كان في ذلك الامر المشتبه كما ان الاحاديث الشريفة تحذر من ان اتباع الشبهات يسوق الانسان بالتالي الى الجرأة على المعاصي الصريحة وبالتالي الهلاك.
قال رسول الله –صلى الله عليه وآله-:
"دع ما يريبك الى ما لا يريبك فمن رعى حول الحمى يوشك ان يقع فيه)
ومن الوصايا العلوية كما في نهج البلاغة قوله –عليه السلام-:
"اياك والوقوع في الشبهات والولوع بالشهوات فإنهما يقتادانك الى الوقوع في الحرام وركوب كثير من الاثام).
ونقرأ اخيراً قوله –عليه السلام- المروي في كتاب (غرر الحكم):
"نزهوا أديانكم عن الشبهات وصونوا أنفسكم عن مواقع الريب الموبقات".
ايها الاكارم وها نحن نصل الى نهاية دقائق لقاء اليوم من برنامجكم معالي الأخلاق نشكر لكم كرم الاستماع ودمتم في رعاية الله.