بسم الله الرحمن الرحيم
سلام من الله عليكم مستمعينا الاطائب ورحمة منه وبركات، معكم بتوفيق الله في حلقة أخرى من هذا البرنامج، نستهدي فيها بطائفة من النصوص الشريفة المبينة لفضيلة التحلي بخلق الحرص على ابتغاء الطيبات من الرزق اي ان يكون ما يأكله وما يتنعم به الانسان حلالاً طيباً منزهاً من الحرام والشبهة، قال الله تبارك وتعالى في الآية الحادية والخمسين من سورة (المؤمنون):
"يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحاً إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ"
ومن هذه الآية الكريمة يتضح أن التخلق بهذا الخلق هو من التحلي بالاخلاق النبوية.
روي في الكافي عن احمد بن محمد بن ابي نصر انه قال:
قلت لابي الحسن [الرضا] –عليه السلام-: جعلت فداك أدع الله جل وعز ان يرزقني الحلال، فقال: أتدري ما الحلال؟ فقلت جعلت فداك اما الذي عندنا فاكسب الطيب، فقال: كان علي بن الحسين صلوات الله عليهما يقول: الحلال قوت المصطفين...
وفي المقابل تحذر النصوص الشريفة من اكل اي مال حرام وبابلغ التحذير حيث يقول أصدق القائلين في الآية العاشرة من سورة النساء:
"إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْماً إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَاراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً"
في حين أن التخلق بخلق الحرص على أكل الحلال سبب لتنور القلب بنور الله والفوز بالحكمة التي من يعطاها فقد اعطي خيراً كثيراً، قال رسول الله –صلى الله عليه وآله- كما في كتاب المحجة البيضاء في تهذيب الاحياء:
"من اكل الحلال أربعين يوماً نور الله قلبه واجرى ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه وزهده في الدنيا".
ولذلك كان طلب الحلال من أفضل العبادة، فقد روي في كتاب الكافي عن الامام محمد الباقر –عليه السلام- قال:
"قال رسول الله –صلى الله عليه وآله-: العبادة سبعون جزءً افضلها طلب الحلال"
ويستفاد من النصوص الشريفة ان التحلي بخلق الحرص على ان يكون ما يكتسبه وما يتنعم به الانسان من الرزق الحلال الطيب، هو من الوسائل التي تستجلب العون الالهي، روى في الكافي عن الامام الصادق –عليه السلام- انه قال في بعض وصاياه للمؤمنين:
"عليكم بتقوى الله عزوجل وما ينال به ما عندالله، اني والله ما آمركم الا بما تامر به انفسنا، فعليكم بالجد والاجتهاد، واذا صليتم الصبح وانصرفتم فبكروا في طلب الرزق واطلبوا الحلال فان الله عزوجل سيرزقكم [الحلال] ويعينكم عليه".
وقال –عليه السلام-: "اذا اكتسب الرجل مالاً من غير حله ثم حج فلبى نودي لا لبيك ولا سعديك، وان كان من حله نودي لبيك وسعديك"
وقال: (كسب الحرام يبين في الذرية" أي تظهر آثاره في فساد الأولاد، وأخيراً قال الإمام الكاظم –عليه السلام-:
"الحرام لا ينمى، وان نمى لم يبارك فيه وما انفقه [المرء] منه لم يؤجر عليه وما خلفه كان زاده الى النار".
نشكر لكم ايها الاكارم كرم الاستماع لحلقة اليوم من برنامج معالي الاخلاق لكم منا خالص الدعوات وفي امان الله.