بسم الله الرحمن الرحيم
سلام من الله عليكم ايها الاخوة والاخوات ورحمة منه وبركات- معكم في حلقة اليوم من هذا البرنامج نستنير فيها بطائفة من النصوص الشريفة التي ترغبنا باحد معالي الاخلاق التي يحبها الله عزوجل لعباده الصالحين، وهو الكسب والسعي ابتغاءً لفضل الله واستغناءً عن الخلق؛ قال الله تبارك وتعالى في الآية العاشرة من سورة الجمعة:
" فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ"
وواضحٌ من الآية ان الكسب وابتغاء فضل الله عزوجل ينبغي ان يقترن بذكر الله بما يشتمل عليه هذا الذكر لله من رعاية حلاله وحرامه، وان لا يشغل الكسب الانسان عن الصلاة في اول اوقاتها وسائر اعمال الخير، وبذلك لكون هذا الكسب من افضل العبادة، روى الشيخ الصدوق في كتاب من لا يحضره الفقية ان الامام الصادق –عليه السلام- قال في قول الله عزوجل " رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ"، قال:
كانوا اصحاب تجارة، فاذا حضرت الصلاة تركوا التجارة وانطلقوا الى الصلاة وهم اعظم اجراً ممن لا يتجر.
ومن أعظم بركات الكسب والعمل ابتغاء فضل الله دون الانشغال عن ذكره الفوز بحبه عزوجل، فقد روي في الكافي ان رسول الله –صلى الله عليه وآله- قال: "ان الله يحب المؤمن المحترف" اي صاحب الحرفة، وعن امير المؤمنين –عليه السلام- قال:
"ان الله يحب ان يرى عبده تعباً في طلب الحلال".
كما ان من بركات التحلي بهذا الخلق الفوز بالسعادة الاخروية ورضا الله عزوجل، ففي الكافي عن مولانا الامام الباقر –صلوات الله عليه- قال: "من طلب الدنيا حلالاً، تعففاً عن المسألة، وتوسيعاً على عياله، وتعطفاً على جاره، لقي الله ووجهه كالقمر ليلة البدر".
كما ان الكسب ابتغاء فضل الله واستغناءً عن السؤال من الناس له ثواب الجهاد في سبيل الله، قال امامنا الصادق –عليه السلام-:
"اذا كان الرجل معسراً، فعمل بقدر ما بقوت نفسه واهله لا يطلب حراماً فهو كالمجاهد في سبيل الله".
ايها الاخوة والاخوات ونقرأ في كتاب الكافي ايضاً هذا الحديث المؤثر في بيان اهمية التحلي بخلق الكسب ابتغاءً لفضل الله، فقد روي فيه عن امير المؤمنين –عليه ا لسلام- قال:
"اوحى الله عزوجل الى داود: يا داود انك نعم العبد لو لا انك تاكل من بيت المال ولا تعمل بيدك شيئاً، فبكى داود اربعين صباحاً فاوحى الله عزوجل الى الحديد ان (لن لعبدي داود)، فالان الله عزوجل له الحديد وكان يعمل كل يوم درعاً فيبيعها بالف درهم... واستغنى عن بيت المال" واخيراً نقرأ في سيرة مولانا الامام الكاظم –عليه السلام- كما في كتاب من لا يحضره الفقيه عن احد اصحابه هو علي بن ابي حمزة قال:
"رايت ابا الحسن –عليه السلام- يعمل في ارض له قد استنقعت قدماه في العرق، فقلت: جعلت فداك اين الرجال، فقال: يا علي عمل باليد من هو خيرٌ مني ومن ابي في ارضه، ... رسول الله وامير المؤمنين وآبائي كلهم عليه السلام قد عملوا بايديهم وهو من عمل النبيين والمرسلين والصالحين".
انتهت ايها الاطائب دقائق هذه الحلقة من برنامج معالي الاخلاق نشكر لكم كرم المتابعه وفي امان الله.