البث المباشر

نسبة المهدي(عج) الى الله ورسوله

السبت 5 أكتوبر 2019 - 13:08 بتوقيت طهران
نسبة المهدي(عج) الى الله ورسوله

اذاعة طهران – عهد الصادقين : الحلقة : 28

 

نحن الآن مع دعاء العهد، نتابع ما قدمناه من مقاطع متسلسلة فيه، ووقفنا عند المقطع القائل: (فاظهر اللهم لنا وليك وابن بنت نبيك، المسمى باسم رسولك).. ونذكرك بان هذا الدعاء يتلى كل صباح لتعجيل ظهور امام العصر عليه السلام (الامام المهدي عليه السلام)، حيث وردت التوصية بقراءته (لا اقل من اربعين صباحاً).. ونحدثك الآن عن مقطع الدعاء المذكور..
هنا يجدر بنا ان نشير الى ان هذا المقطع يتوسل بالله تعالى بان يظهر لنا وليه عليه السلام، اي: هذا المقطع لا يتناول من الدلالات سوى التوسل باظهار الامام عليه السلام، حيث لاحظنا ان التوسل لظهوره او تعجيله يتكرر في كثير من مقاطع الدعاء المذكور، كلما في الامر ان كل تكرار في المقطع الجديد: يتضمن دلالة جديدة، والآن: نحن مع مقطع الدعاء المذكور، حيث نلاحظ جملة نكات دلالية في هذا المقطع، مع ان هذه الدلالات لاتتحدث عن مفهومات عن الظهور بقدر ما تتحدث عن هوية الامام المنتظر عليه السلام، والتركيز على نسبه، وفق نكتة خاصة، وهي ما نستهدف العرض لها الآن..
لنلاحظ اولاً ان مقطع الدعاء قد اطلق سمة جديدة على الامام عليه السلام، وهي عبارة: (الوليّ) حيث قال: (واظهر اللهم لنا وليّك) .. هذا اولاً، ثانياً: اطلق سمة نسبية عليه هي: (وابن بنت نبيك) ، ثالثاً: اطلق سمة نسبية اخرى هي (المسمى باسم رسولك).. اذن: نحن الآن امام ثلاث سمات، احدها انتساب الى الله تعالى وهو (الولي)، والثانية: انتساب الى فاطة الزهراء عليها السلام، والنبي صلى الله عليه وآله وسلم، والثالثة: انتساب الى النبي صلى الله عليه وآله وسلم ايضاً، ولكن من خلال الاسم المشترك بينهما وهو محمد صلى الله عليه وآله وسلم. هنا، يتعين علينا ان نعرض لهذه السمات وما تنطوي عليه من النكتة الدلالية..
اذن: لنتحدث عن هذا الجانب..
بالنسبة الى سمة الولي لانحتاج الى تسليط الاضواء عليها، بصفة ان الولي هو من يتولى امامة العصر من الامر الصادر عن الله تعالى.. وهو امر مفروض منه ما دمنا نؤمن تماما بان الله تعالى ختم رسالات السماء بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم، وان محمد صلى الله عليه وآله وسلم جعل الامام علياً عليه السلام ولياً من بعده، وان الائمة عليهم السلام تولوا الامامة متسلسلة، حيث ختمت بامامة الامام المهدي عليه السلام، وهو الشخصية الغائبة منذ قرون، والمنتظرة للظهور لاصلاح المجتمع البشري ووراثة الارض لعباد الله الصالحين..
وهذا فيما يتصل بسمة الولي وعلاقتها بالحديث عن ظهور الامام المهدي عليه السلام.. ولكن السؤال هو عن السمتين الاخريين وهما: العبارة القائلة بان عليه السلام هو (ابن بنت النبي صلى الله عليه وآله وسلم) والعبارة القائلة بانه (المسمى باسم رسولك).. فماذا نستخلص منهما؟
ان الاشارة الى ان الامام المهدي عليه السلام ابن بنت النبي، تظل مذكرة قارئ الدعاء بفاطمة الزهراء عليها السلام بصفتها: احد الاربع عشر معصوماً، وبصفتها والدة للائمة عليهم السلام وهم خلفاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم كما ذكرنا.. فالتنويه بانه عليه السلام ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يحمل دلالته المهمة التي ذكرناها..
واما بالنسبة الى العبارة القائلة بانه عليه السلام هو مسمى باسم رسول الله تعالى، فامر يتطلب مزيداً من الايضاح، فنقول..
ان الاشتراك الاسمي (وهو محمد صلى الله عليه وآله وسلم وعليه السلام) بين محمد والمهدي له دلالته المهمة جداً، فالنبي صلى الله عليه وآله وسلم هو خاتم الانبياء، والامام المهدي عليه السلام خاتم الائمة (خلفاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم).. هذا من جهة، ومن جهة اخرى: النبي صلى الله عليه وآله وسلم، اول المعصومين عليهم السلام، والامام المهدي آخر الائمة عليهم السلام، ومن جهة ثالثة: النبي جاء في بيئة لادين لها منحرفة وسيجيء الامام عليه السلام في بيئة منحرفة وهي بيئة آخر الزمن.. اذن: الثورة الاصلاحية لكل من النبي صلى الله عليه وآله وسلم والامام عليه السلام، تظل طابعاً مشتركاً بين الاسمين، مما يفسر لنا احتمالاً اشتراك الاسمين المذكورين: مع ملاحظة الفارق بطبيعة الحال بين رسالة النبوة ورسالة الامامة، حيث تعد الثانية وهي الامامة امتداداً لرسالة النبي صلى الله عليه وآله وسلم غير منفصلة عنها، اي: خلافة الرسالة لمحمد صلى الله عليه وآله وسلم: وبعبارة اكثر وضوحاً، يظل الامام المهدي عليه السلام، آخر خلفاء الرسول صلى الله عليه وآله وسلم..
اذن: امكننا ان ندرك ولو سريعاً هذا الوجه من توسل الدعاء بالله تعالى بان يعجل لنا ظهور وليه، وابن بنت نبيه صلى الله عليه وآله وسلم، والمسمى باسم رسوله، ونسأله تعالى ان يوفقنا للمشاركة في مهمته الاصلاحية.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة