السلام عليكم أيها الاطائب، تحية من الله مباركة طيبة نهديها لكم ونحن نلتقيكم بتوفيق الله جل جلاله في حلقة أخرى من هذا البرنامج، نقضي فيها دقائق مع النصوص الشريفة التي ترغبنا في معالي الأخلاق التي يحبها الله ورسوله –صلى الله عليه وآله- ، ومنها خلق (زيادة النعمة والإحسان على من شكر) تابعونا على بركة الله:
هذا الخلق مستمعينا الأفاضل هو من أكرم الاخلاق الالهية –وكلها كريمة- والتي أمرنا رسول الله –صلى الله عليه وآله- بالتحلي بها في الحديث المأثور عنه أنه قال:
(تخلقوا بأخلاق الله).
فقد وصف الله عزوجل ذاته المقدسة بأنه شكورٌ غفور، وبأنه يجزي الشاكرين خبراً أي بزيادة النعمة عليهم، قال تبارك وتعالى في الآية السابعة من سورة إبراهيم:
"وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ" (سورة ابراهيم ۷ ).
وروي في كتاب أمالي الشيخ الطوسي مسنداً عن مولانا الإمام زين العابدين –عليه السلام- قال وهو يوصي أحد أولاده:
(يابني، اشكر من انعم عليكم، وانعم على من شكرك، فانه لا زوال للنعماء إذا شكرت، ولا بقاء لها إذا كفرت، والشاكر بشكره أسعد منه بالنعمة التي وجب عليها الشكر،وتلا –عليه السلام- قوله تعالى: "لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ".
مستمعينا الافاضل ومن أبلغ ما يعلمنا التحلي بهذا الخلق النبيل ما روي في كتاب الكافي عن مسمع بن عبدالملك قال:
كنا جلوساً عند أبي عبدالله الصادق (عليه السلام) بمنى وبين أيدينا عنبٌ نأكله، فجاء سائلٌ فسأله، فأمر –عليه السلام- بعنقود فأعطاه، فقال السائل: لا حاجة لي في هذا، إن كان درهم؟!
فقال –عليه السلام-: يوسع الله عليك.
فذهب السائل ثم رجع، فقال:ردوا العنقود [إليّ]، قال –عليه السلام-: يوسع الله عليك، ولم يعطه شيئاً.
ثم جاء سائل آخر، فأخذ ابو عبدالله الصادق ثلاث حبّات عنب فناولها إياه، فأخذ السائل من يده ثم قال: الحمدلله رب العالمين الذي رزقني.
فقال ابو عبدالله –عليه السلام-: مكانك، فحشا ملأ كفيه عنباً فناولها إياه، فأخذه السائل من يده ثم قال:الحمدلله رب العالمين الذي رزقني فقال أبو عبدالله (عليه السلام): مكانك، يا غلام أي شيء معك من الدراهم؟ فاذا معه نحو من عشرين درهما... فناولها اياه فاخذها ثم قال: الحمدلله، هذا منك وحدك لا شريك لك.
فقال ابو عبدالله –عليه السلام- مكانك، فخلع قميصاً كان عليه، فقال: إلبس هذا، فلبسه، ثم قال: الحمدلله الذي كساني وسترني، أو قال: جزاك الله خيراً..
وفقنا الله وإياكم أيها الأطائب التخلق بأخلاقه الكريمة ببركة التأسي بمحمد وآله الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين.
اللهم آمين، وبهذا ننهي لقاء اليوم من برنامجكم معالي الأخلاق إستمعتم له مشكورين من إذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران دمتم بألف خير.