السلام عليكم مستمعينا الأطائب ورحمة الله، على بركة الله نلتقيكم في حلقة اليوم من هذا البرنامج ننور قلوبنا فيها ببعض ما ورد في وصايا أهل بيت النبوة المحمدية – عليهم السلام – من الحث على التحلي بخلق العفو وهو من أسمى الأخلاق التي يحبها الله عزوجل ويرتضيها لعباده الصالحين، تابعونا مشكورين.
روى المحدث الجليل أبو القاسم الكوفي في كتاب الأخلاق عن حبيبنا المصطفى – صلى الله عليه وآله – أنه قال لرجل طلب منه النصيحة: "أوصيك بتقوى الله والعفو عن الناس" وقد روي مستمعينا الأكارم أن رسول الله كان يكثر في مجالسه من الوصية بالعفو وينهى عن المثلة.
وروى السيد ابن طاووس في كتابه القيم (كشف المحجة لثمرة المهجة) الذي ألفه لولده السيد محمد وضمنه وصاياه ، روى فيه عن كتاب الرسائل لثقة الإسلام الكليني بإسناده إلى الإمام الباقر – عليه السلام – قال: "قال أميرالمؤمنين عليه السلام لولده الحسن في وصيته إليه – عليه السلام –: ولا يكونن أخوك أقوى على قطيعتك منك على صلته، ولا على الإساءة أقوى منك على الإحسان ، ولا على البخل أقوى منك على البذل ولا على التقصير أقوى منك على الفضل ولا يكبرن عليك ظلم من ظلمك فإنما يسعى في مضرته ونفعك".
وفي كتاب دعائم الإسلام للقاضي النعمان المغربي عن علي – صلوات الله عليه – أنه كتب إلى بعض أصحابه يوصيه قائلا: ".. وأحسن إلى من أساء إليك، وكاف من أحسن إليك، واعف عمن ظلمك وادع لمن نصرك، وأعط من حرمك وتواضع لمن أعطاك واشكر الله كثيرا على ما أولاك وأحمده على ما أبلاك".
وفي إشارة لطيفة إلى أفضلية العفو عند المجازاة بالمثل يبين الإمام الباقر – عليه السلام – في حديث مروي في الكافي عنه الأثر الروحي للعفو في إيجاد السكينة المعنوية قائلا: "الندامة على العفو أفضل وأيسر من الندامة على العقوبة". والمقصود – مستمعينا الأفاضل – هنا الإشارة إلى أن العفو يعزز روح حب الخير للآخرين في الإنسان ويضعف فيه شهوة الإنتقام للنفس التي يثيرها انزال العقوبة بهم أعاذنا الله وإياكم منها.
وروى الشيخ الصدوق في كتاب معاني الأخبار عن جرائح المدني قال: قال لي أبو عبد الله [الصادق] عليه السلام: ألا أحدثك بمكارم الأخلاق؟ قلت بلي، قال: الصفح عن الناس ومواساة الرجل أخاه في ماله وذكر الله كثيرا.
وجاء في كتاب تحف العقول لابن شعبة الحراني ضمن وصية الإمام الصادق لعبد الله بن جندب قوله – عليه السلام –: "يابن جندب، صل من قطعك وأعط من حرمك وأحسن إلى من أساء إليك وسلم على من سبك وأنصف مع من خاصمك واعف عمن ظلمك كما أنك تحب أن يعفى عنك، فاعتبر بعفو الله عنك، ألا ترى أن شمسه تبارك وتعالى أشرقت على الأبرار والفجار وأن مطره ينزل على الصالحين والخاطئين".
جعلنا الله وإياكم أعزائنا المستمعين من المتأدبين بآداب الله والمتخلقين بأخلاقه عزوجل التي أوصانا بها أولياؤه الصادقون محمد وآله الطاهرون، انه سميع مجيب، نشكر لكم طيب إصغائكم لحلقة اليوم من برنامجكم معالي الأخلاق استمعتم لها من إذاعة طهران، دمتم بكل خير وفي أمان الله.