السلام عليكم أيها الاخوة والاخوات ورحمة الله، تحية مباركة طيبة ندعوكم بها للدخول في روضة أخرى من رياض معالي الاخلاق التي يحبها الله وأولياؤه الصادقون عليهم السلام إنها روضة (التودد الى الناس) وهذا من الاخلاق الفاضلة التي دعتنا للتحلي بها كثير من أحاديث أهل بيت النبوة –عليهم السلام-.
.معنى التودد الى الناس هو التحبب اليهم من خلال ابراز المودة والمحبة لهم بطيب معاشرتهم والاحسان اليهم ونظائر ذلك وهذا من أخلاق الله عزوجل في التعامل مع الخلق فمن أسمائه الحسنى تبارك وتعالى اسم الودود الذي يعني المحب لخلقه والمحبوب لديهم.
ننور قلوبنا أيها الأعزاء بتلاوة بعض الأحاديث الشريفة التي تحثنا على التخلق بالخلق الكريم فتابعونا على بركة الله الغفور الودود تبارك وتعالى.
أيها الأحبة، تصرح الاحاديث الشريفة بأن التودد الى الناس من الاخلاق المعبّرة عن كمال العقل، فقد روى الشيخ الصدوق عن رسول الله –صلى الله عليه وآله-أنه قال "رأس العقل بعد الدين التودد الى الناس واصطناع الخير الى كل برّ وفاجر".
وفي كتاب الكافي عن امامنا الكاظم –عليه السلام- قال:- "التودد الى الناس نصف العقل".
وهو وسيلة جعلها لكي تطيب العلاقات بين الناس وتسود بينهم المودة والمحبة، فقد روى ثقة الاسلام الكليني في الكاظم عن مولانا الامام أبي جعفر الباقر عليه السلام-قال:
"ان اعرابياً من بني تميم أتى النبي –صلى الله عليه وآله- فقال له: أوصني، فكان مما أوصاه أن قال –صلى الله عليه وآله –له: تحبب الى الناس يحبوك".
نعم أيها الاخوة والاخوات، ان التودد الى الناس سبب لتقوية العلاقات الطيبة بينهم فهو الذي يقرب البعيد أي يجعله كالاخ القريب كما أن الاعراض عن التودد للناس سبب لأن يصبح القريب كالغريب البعيد، روي في الكافي عن أمامنا السبط الاكبر الحسن المجتبي –عليه السلام –قال:- "القريب من قربته المودة وان بعد نسبه، والبعيد من بعدته المودة (أي عند فقدانها) وان قرب نسبه".
كما أن التودد للناس من أسمى مصاديق المرؤة وروح الفتوة، فقد روي في كتاب (عيون الحكم والمواعظ) للواسطي عن أميرالمؤمنين –عليه السلام- قال: "أول المرؤة طلاقة الوجه وآخرها –أي أعلى مراتبها – التودد للناس".
ولذلك نراه-عليه السلام- يشدد الوصية بتطويع النفس للعمل بهذا الخلق الكريم فيقول لولده محمد بن الحنفية في وصيته المروية في كتاب الخصال: (وألزم نفسك التودد وصبّر على مؤونات الناس نفسك وابذل لصديقك نفسك ومالك.. وللعامة بشرك ومحبتك ولعدوك عدلك وانصافك … فانه أسلم لدينك ولدنياك)
مستمعينا الافاضل.. وتعرفنا الأحاديث الشريفة بجملة من وسائل التودد للناس مثل عذوبة الكلام والبشر وابراز الاحترام وغير ذلك.. ففي كتاب الكافي عن رسول الله –صلى الله عليه وآله –قال:
"ثلاث يصفين ودّ المرء لأخيه المسلم: يلقاه بالبشر اذا لقيه ويوسع له في المجلس اذا جلس اليه ويدعوه بأحب الاسماء اليه" وفي كلمات أميرالمؤمنين –عليه السلام- قال: "من لانت كلمته وجبت محبته".
جعلنا الله واياكم أحبتنا من العاملين بهذا الخلق الكريم والمتقربين الى الله عزوجل بالتودد الى خلقه انه سميع مجيب.
تقبل الله منكم أعزاءنا جميل الاصغاء لحلقة اليوم من برنامج معالي الاخلاق استمعتم له من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران شكراً لكم ودمتم بكل خير.