السلام عليكم أحبتنا ورحمة الله وبركاته تحية مباركة طيبة نستهل بها لقاء اليوم من هذا البرنامج وندعوكم لمرافقتنا في جولةٍ قصيرة في رحاب أحاديث أهل بيت النبوة المحمدية- عليهم السلام- وهي تعرفنا بالبركات الدنيوية والأخروية لأحد معالي الأخلاق التي يحبها الله تبارك وتعالى وهو خلق طيب التعامل مع الناس بالقول والفعل وهو أيضاً ما تسميه الأحاديث الشريفة إشارة الى عظيم فضيلته بحسن الخلق تابعونا أحباءنا على بركة الله.
يعرفنا حبيبنا المصطفى- صلى الله عليه وآله- بعظمة الآثار الأخروية لطيب التعامل مع الناس عندما يخبرنا بكونه من أفضل الحسنات في ميزان الإنسان، فقد روي في الكافي عنه- صلى الله عليه وآله- أنه قال:
"ما يوضع في ميزان إمرءٍ يوم القيامة أفضل من حسن الخلق".
كما أن طيب معاشرة الناس من علائم الإيمان الراسخ والكامل، فقد روي عن رسول الله في كتاب أمالي الشيخ الطوسي أنه- صلى الله عليه وآله- قال:
"أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً".
وهذا الخلق هو أحب الأعمال الى الله عزوجل بعد الفرائض فقد روي في كتاب الكافي عن إمامنا جعفر الصادق- عليه السلام- أنه قال:-
"ما يقدم المؤمن على الله عزوجل بعملٍ بعد الفرائض أحب الى تعالى من أن يسع الناس بخلقه".
كما أن طيب التعامل مع خلق الله من الأعمال التي جعلها الله وسيلة للتطهر من الذنوب فهو سبب لإذابة الخطايا، قال مولانا جعفر الصادق- عليهما السلام- كما في كتاب الكافي:
"أوحى الله تبارك وتعالى الى بعض أنبيائه [أن] الخلق الحسن يميث الخطيئة كما تميث الشمس الجليد".
وطيب معاشرة الناس هو- أيها الاخوة والأخوات- من علامات كمال العقل وهو سبب لجعل حياة الإنسان مفعمة بالمسرة، فقد روى ثقة الإسلام الكليني في كتاب الكافي عن إمامنا الصادق عليه السلام أنه قال:
"أكمل الناس عقلاً أحسنهم خلقاً".
وعن بحر السقاء قال: قال لي ابوعبد الله الصادق- عليه السلام-:
" يا بحر، حسن الخلق يسّر...إن رسول الله- صلى الله عليه وآله- كان حسن الخلق".
وفي المقابل فإنّ سوء الخلق في التعامل مع الناس أعاذنا الله وإياكم منه سبب لعذاب الإنسان في الدنيا فضلاً عن الآخرة فهو يبعث الهمّ والغمّ في قلب الإنسان في كتاب تحف العقول عن رسول الله- صلى الله عليه وآله-:
"من كثرهمه سقم بدنه ومن ساء خلقه عذب نفسه ومن لاحى (أي جادل بغير الحسنى) الرجال ذهبت مرؤته وكرامته".
وفي كتاب الكافي عنه- صلى الله عليه وآله- قال "أبى الله لصاحب الخلق السيء بالتوبة، قيل: وكيف ذلك يا رسول الله؟ قال: لأنه إذا تاب من ذنبٍ وقع في ذنبٍ أعظم منه".
مستمعينا الأفاضل، ومثلما أن حسن الخلق وطيب معاشرة خلق الله وسيلة للفوز برضا الله والراحة القلبية وطيب الذكر بين الناس فإن سوء الخلق سبب لوقوع الإنسان في النقيض من ذلك، قال أميرالمؤمنين- عليه السلام- في وصيته لولده محمد بن الحنفية: "من أساء خلقه عذّب نفسه وكانت البغضة أولى به" _يعني كره الناس له_، وقال _عليه السلام_ في وصيته هذه المروية في كتاب (الخصال):
"إياك والعجب وسوء الخلق وقلة الصبر فإنه لا يستقيم لك على هذه الخصال صاحب ولا يزال لك عليها من الناس مجانب، والزم نفسك التودد للناس".
إنتهى أعزاءنا مستمعي إذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران الوقت المخصص للقاء اليوم من برنامجكم معالي الأخلاق جعلنا الله وإياكم من الآخذين بها وتقبل الله منكم جميل الإصغاء، دمتم في رعايته سالمين.