إخوتنا ، أخواتنا المستمعين والمستمعات في كلّ مكان !
كلّ المراحب بكم في هذه المحطّة الأخري التي يسرّنا ويسعدنا أن نعاود اللقاء بكم عندها في جولاتنا بين رحاب الصروح العلميّة والحضارية في جمهوريّة إيران الإسلاميّة ، والتي سنخصّص حلقتها لهذا الأسبوع لاستعراض واحدة من الجامعات المتخصصة التي تأسست بعد انتصار الثورة الإسلاميّة ألا وهي جامعة العلّامة الطباطبائي ، ندعوكم لمتابعتنا .....
مستمعينا الأعزّة !
تعتبر جامعة العلّامة الطباطبائي أكبر جامعات العلوم الإنسانيّة والاجتماعيّة وأهمّها في إيران وقد تأسّست عام ۱۹۸٤ بعد موافقة المجلس الأعلي للثورةالثقافيّة .
ولعلّ بإمكاننا أن نعتبر جامعة العلامة الطباطبائي منعطفاً في نظام التعليم العالي في إيران حيث لفتت انظارَ المفكّرين والجامعات في الداخل والخارج إلي السياسات العامة لنظام الجمهورية الإسلامية فيما يتعلّق بتخصيص الجامعات قدر الإمكان . وبعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران و بالنظر إلي المكانة المرموقة للعلوم الإنسانية وضرورة إنشاء جامعة متخصصة في العلوم الإنسانيّة والاجتماعية في إيران ، كان هناك في البدء ۲۷ مركزاً مستقلاً للتعليم العالي كانت قد تأسست تدريجياً منذ سنة ۱۹٥۸ وكانت تمارس نشاطها في العام ۱۹۸۰م بعناوين مختلفة من مثل الجامعة و الكلية و معهد البحوث والمدارس العالية و المعاهد العليا والمؤسسات والمراكز والمنظّمات ، حيث تمّ دمجها ليتأسس مجمّعان ضخمان هما المجمّع الجامعي للأدب والعلوم الإنسانيّة ( بدمج ۱۳ مركزاً ) و المجتمع الجامعي العلمي – الإداري والتجاري ( بعد دمج ۱٤ مركزاً ) .
وقد واصل كل من هذين المجمّعين نشاطه لفترة خمسة شهور بمديرين مستقلين ليتم دمجهما مع بعضهما البعض أخيراً في عام ۱۹۸٤ بعد موافقة المجلس الأعلي للثورة الثقافية و لتنبثق منهما جامعة العلّامة الطباطبائي . وقد سمّيت الجامعة باسم المفكّر الإيراني المعاصر العلّامة الطباطبائي الذي شغل مكانة رفيعة في مجال تفسير القرآن الكريم والفلسفة والعرفان . ويعدّ اختيار هذا الاسم أنموذجاً مناسباً للجامعيين حيث تعرّفوا أكثر فأكثر علي هذه الشخصية والعالم الربّاني و أعانهم علي أن يجدوا طريقاً مناسباً للتسامي والتطوّر و أن يتعرّفوا بشكل أفضل علي تزكية النفس وتهذيبها والتعليم والتعلّم .
مستمعينا الأفاضــــل !
وتعتبر جامعة العلّامة الطباطبائي اليوم أكبر جامعة في البلاد متخصّصة في العلوم الإنسانيّة ويتمتع أعضاء الهيئة التدريسية فيها بقدرات وكفاءات متميّزة ويقدّم الباحثون فيها خدمات قيّمة إلي المجتمع الإيراني . وقد كان ومايزال الكثير من الشخصيات العلمية والسياسية والتنفيذية البارزة ومؤسسي العلوم الإنسانية والاجتماعية المختلفة في جمهوريّة إيران الإسلامية من خرّيجي هذه الجامعة .
وتضم جامعة العلامة الطباطبائي باعتبارها الجامعة المتخصصة الوحيدة في البلاد في العلوم الإنسانيّة والاجتماعية ، عشر كليات و مؤسسة ناشطة للتعليم العالي و فرعاً للدراسات العليا ومركزاً للتنمية و تسعة معاهد للبحوث والدراسات ، في ۲۱۸ فرعاً في مراحل البكالوريوس والماجستير والدكتوراه . ويبلغ حالياً عدد أعضاء هيئتها التدريسية المتفرّغين للتدريس خمسمائة واثنين من الأعضاء . ومن المفاخر الوطنيّة والدولية لجامعة العلّامة نيلُ المرتبة الثانية في الإنتاج العلمي في مركز الإحالات إلي الكتب والمقالات العلمية في العالم الإسلامي مع تسجيل و إظهار ثلاثة آلاف وخمسمائة وخمسين مقالة في والحصول علي لقب العالم الإيراني الغزير التأليف من قبل الدكتور علي دلاور ( الأستاذ في كلية علم النفس وعلوم التربية ) والدكتورمهدي ألواني الأستاذ في كلية الإدارة ) .
وكما ذكرنا فإن جامعة العلّامة الطباطبائي تحوي العديد من الكليات و المراكز البحثية والمؤسسات حيث سنعرّفكم – أعزّتنا المستمعين – في الفقرة التالية علي كلية الأدب الفارسي واللغات الأجنبية ، تابعونا بعد الفاصل....
إخوتنا ، أخواتنا المستمعين والمستمعات !
ظهرت كلية الأدب الفارسي واللغات الأجنبية عام ۱۹۸۳ بعد دمج عدد من المدارس العالية والكليات ومعاهد البحوث . و قد حازت هذه الكلية من حيث تنوّع الفروع التعليميّة في اللغات الأجنبية علي الرتبة الأولي في إيران وكانت منذ البدء من الكليات المعروفة في الأدب الفارسي واللغات الأجنبيّة علي مستوي إيران بفضل تمتّعها بأساتذة معروفين وعلي مستوي عال حيث كان لأعضاء هيئتها التدريسية دور كبير في اتخاذ القرارات الوطنية في فرق العمل و اللجان التخصصية في وزارة العلوم ، و البحوث والتقنيات ، و وزارة التعليم والتربية ، ووزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي ، ومجمع اللغة والأدب الفارسي ومؤسسة سعدي الثقافية حيث يدل كل ذلك علي القدرات والإمكانيات التي تتمتع بها الكلية وأقسامها التعليمية .
وتعدّ كلية الأدب الفارسي واللغات الأجنبيّة من أشهر كليات البلاد حيث يدل تواجد الشخصيات العلمية البارزة فيها علي هذه المكانة العلميّة ، وتضم هذه الكلية عشرة أقسام تعليمية في مجال تعليم اللغات الأجنبية تشمل اللغة والأدب الفارسي واللسانيات واللغة والأدب العربي واللغة والأدب الانجليزي و الترجمة باللغة الفرنسية ، واللغة الإسبانية واللغة والأدب التركي الإستانبولي واللغة الروسية واللغة الصينية. وتعدّ هذه الكلية في الوقت الحاضر من أكبر كليات الأدب الفارسي واللغات الأجنبية في البلاد بفضل تواجد حوالي ۱۰۰ عضو مؤثّر في الهيئة التدريسية حيث يقومون بتدريس ۳۰۰۰ طالب في المراحل الدراسية المختلفة .
واستناداً إلي آخر الإحصائيّات ، فقد كان مايقرب من سبعة عشر ألف طالب يدرسون في العام الدراسي ۲۰۱٤-۲۰۱٥ في كليات جامعات العلّامة الطباطبائي وفروعها حيث يتركّز العدد الأكبر من هؤلاء الطلبة في كلّ من فرع اللغة والأدب الفارسي و والمحاسبة والقانون و علوم العلاقات الاجتماعية والصحافة و اللغة والأدب الإنجليزي . وتضم كلية علم النفس وعلوم التربية العدد الأكبر من الطلّاب .
وقد أدّت أهمية جامعة العلّامة الطباطبائي ودرجتها العلميّة المرموقة إلي جذب الطلبة غير الإيرانيين من حوالي عشرين بلداً أجنبياً وهو منشغلون بالدراسة في كليات هذه الجامعة ويبلغ عددهم ۱۲٥ طالباً حسب إحصائية عام ۲۰۱٥ . وهو يميلون في الغالب إلي الدراسة في فرع علوم العلاقات الاجتماعية والصحافة واللغة والأدب الإنجليزي والترجمة الإنجليزية واللغة والأدب العربي . ومعظم هؤلاء الطلبة من بلدان مثل سورية والعراق ولبنان وطاجيكستان وكازاخستان وتركمانستان والمغرب والسودان والصومال وآذربايجان وباكستان وتركية والهند وأوكرانيا وكوريا الشمالية وأفغانستان واليمن . كما تضم كلية الأدب الفارسي واللغات الأجنبية العدد الأكبر من الطلبة غير الإيرانيين .
مستمعينا الأحبّة !
حتّي نجدّد اللقاء بكم عند صرح علمي آخر ضمن برنامجكم صروح حضاريّة ، نودّعكم شاكرين لحضراتكم طيب متابعتكم ، وإلي الملتقي .