إخوتنا ، أخواتنا المستمعين والمستمعات !
تحايانا القلبية الخالصة نبعثها لحضراتكم في هذه المحطة الجديدة التي نجدّد فيها اللقاء بكم فيها من خلال برنامجكم صروح حضاريّة ، حيث سنواصل في هلاه الحلقة الحديث عن جامعة طهران وبعض المراكز ومؤسسات التعليم الأخري وعن الإنجازات التي حقّقتها ، كونوا بصحبتنا ....
مستمعينا الأكارم !
فضلاً عن التصنيف العام لجامعات العالم الصادر من قاعدة يو أس نيوز في ۲۲ فرعاً موضوعياً للتصنيف والجامعات الأفضل البالغ عددها ۲٥۰ جامعة في كل فرع ، فقد أعلنت هذا المركز أن إيران تم تصنيفها ضمن تلك الجامعات الأفضل في العالم في ثمانية فروع هي الهندسة والمواد العامة والكيمياء والفيزياء والرياضيات والعلوم المرتبطة بالزراعة وعلوم الحاسوب والعلوم النباتية والحيوانية . 
واستناداً إلى هذه الإحصائية ، فقد استأثرت كلّ من جامعة طهران و إعداد المدرسين وجامعة شريف التكنلوجية وجامعة أمير كبير والعلم والصناعة الرتبة الأولى وحتى الخامسة حسب الترتيب في الشرق الأوسط . وفيما يتعلق بفروع الزراعة فإن جامعة طهران هي الجامعة الوحيدة المصنفة ضمن جامعات العالم الأفضل في منطقة الشرق الأوسط ، كما حازت جامعة طهران الرتبة الأولى في الشرق الأوسط في فرعي الكيمياء وعلم المواد . 
وقد أدت أهمية جامعة طهران ودرجتها العلمية المرموقة إلى اجتذاب الطلاب غير الإيرانيين للدراسة فيها بحيث بلغ عدد الطلاب الأجانب فيها عام ۲۰۱٥ ، ٥٤۰ طالباً من خمسين بلداً . و يتركّز هؤلاء الطلاب في فروع اللغة والأدب الفارسي والعلوم السياسية والعلاقات الدولية والجغرافيا و التخطيط المدني و الهندسة المعمارية حسب التسلسل . ومعظم هؤلاء الطلاب من البلدان المجاورة و من القارة الأمريكية وأوروبا مثل بريطانيا و فرنسا و ألمانيا وروسيا وأوكرانيا وإيرلندا وغيرها وكذلك من البلدان الأفريقية مثل مصر وسريلانكا والسودان والسنغال ومالي وبوركينا فاسو وغيرها .
آحبّتنا المستمعين !
وبغض النظر عن المكانة والمستوى العلمي المطلوب الذي تتمتع به جامعة طهران على مستوى الشرق الأوسط والعالم ، فإن الطلبة غير الإيرانيين أشاروا أيضاً لإسباب أخرى دفعتهم إلى اختيار جامعة طهران للدراسة فيها ومنها الرغبة في تعلّم اللغة الفارسية وآدابها و التعرّف على الحضارة والتاريخ الإيراني وغير ذلك . 
وكما ذكرنا في الحلقة الماضية ، فإن جامعة طهران تضم العديد من المعاهد والكليات والمؤسسات ومراكز البحوث والدراسات و المكتبات والأقطاب العلمية و مركزاً للعلم والتقنيات وآخر للتدريب الألكتروني . 
ومن بين الأقسام المهمة في جامعة طهران ، المكتبة المركزية ومركز الوثائق . وتعد هذه المجموعة أكبر المكتبات الجامعية في إيران ومجموعةً غنية وواسعة من المصادر المختلفة في المجالات العلمية والفنية والأدبية المختلفة . وهذه المكتبة مخصصة في الغالب للنشاطات البحثية إلى جانب المكتبات التخصصية في الكليات ، وهي مخصّصة في الغالب للنشاطات البحثية وتعمل في مجال جمع الآثار المتعلقة بالدراسات الإسلامية والإيرانية والشرقية .
وقد تم تأسيس النواة الأصلية لمكتبة جامعة طهران المركزية سنة ۱۹٤۹ بالمجموعة المهداة من السيد محمد مشكات الأستاذ في جامعة طهران وتضم ۱۳۲۹ مخطوطة . وأما المبنى الحالي للمكتبة فقد تم تشييده في سنة ۱۹۷۱ وفي العام ۱۹۷٤ تم افتتاح مركز الوثائق بهدف جمع وحفظ وتنظيم الإصدارات من غير الكتب والتي كانت تهدى إلى المكتبة المركزية من المنظمات والوزارات والجامعات و الجمعيات الثقافية والمؤسسات والمراكز داخل وخارج البلد. 
وتبلغ مساحة مبنى المكتبة أكثر من ۲۲۰۰۰ متر مربّع ويضم تسعة طوابق تضم طابقين تحت الأرض و طابقين خاصين بشؤون المراجعين و خمسة طوابق تضم خزانات الكتب و المطبوعات والوثائق . واستناداً إلى آخر الإحصائيات ، فإن مجموعة المكتبة المركزية ومركز وثائق جامعة طهران يحويان أكثر من مليون وثيقة تضم الكتب المطبوعة و النشريات الدورية والمخطوطات والميكروفيلم والمخطوطات المصورة والوثائق والصور التاريخية والكتب الحجرية والرسائل الجامعية والوثائق العلمية والخرائط والكتب الدراسية والمصادر الألكترونية . ويرتادها أكثر من ٤٥۰۰ يومياً من طلاب جامعة طهران والجماعات الأخرى ومؤسسات التعليم العالي والباحثين في داخل إيران وخارجها . 
جدير ذكره أن المكتبة المركزية ومركز وثائق جامعة طهران ، دخلا منذ سنة ۱۹٦۷ في عضوية الاتحاد الدولي للجمعيات والمؤسسات المكتبية المعروف بـ إيفلا (IFLA) .
مستمعينا الأفاضل !
كما تحوي المكتبة المركزية لجامعة طهران آقساماً تشمل علوم الآفات و ترميم الوثائق والكتب المخطوطة والمطبوعة و الوثائق والأطروحات الجامعية و تكنلوجيا المعلومات وقسماً خاصاً بالمكفوفين و المخطوطات والنشريات الدورية . 
ويتألّف قسم ترميم الوثائق والكتب المخطوطة والمطبوعة من ثلاث وحدات هي المختبر التخصصي و ورشة الترميم والتجليد . و المسؤولية الرئيسة التي تقع على عاتق هذا القسم ، هي دراسة وتقييم مدى تضرّر المصادر المخطوطة والمطبوعة في المكتبة والمحافظة على هذه الآثار وترميمها . كما أن تجليد النشريات والكتب المطبوعة هو أيضاً من المسؤوليات الأخرى لهذا القسم الواقع في الطابق السفلي من المكتبة. 
ويعتبر قسم الوثائق والأطروحات الجامعية من الأقسام الأخرى في المكتبة المركزية ومركز وثائق جامعة طهران حيث يتولّى مسؤولية فرز المجموعات وجمع وتنظيم وإعداد مجموعة الوثائق ( باستثناء الكتب ) و تضمّ الوثائق العلمية والخرائط والكتب الدراسية والأطروحات الجامعية للمتخرّجين من الكليات والمؤسسات والمراكز التابعة لجامعة طهران . وفي الوقت الحاضر يوجد في هذا القسم ما يبلغ ۷۰۰۰۰ أطروحة و٤۰۰۰۰ وثيقة . 
وقد تمّ تأسيس قسم المكفوفين بهدف تقديم خدمات الإعلام وإيصال المعلومات إلى المكفوفين وشبه المكفوفين و يتمتع بإمكانيات مثل جهاز للكتابة بالحروف البارزة وجهاز للطباعة علي طريقة بريل وجهاز مسح ضوئي وعدد من الكتب والنشريات والصحف بخط بريل . ومن الإمكانيات الأخرى في هذا القسم وجود آرشيف بالكتب الناطقة ذات الموضوعات المختلفة و إمكانية تحويل الكتب المطلوبة إلى ملفات صوتية ويقع في الطابق الأرضي للمكتبة . 
آعزّتنا المستمعين !
نشكر لكم طيب متابعتكم ، وأنتم علي موعد معنا في الحلقة القادمة بإذن الله حيث سيتواصل حديثنا عن الجامعات والمؤسسات والمراكز العلمية الأخري في جمهورية إيران الإسلامية ، في أمان الله .