البث المباشر

شرح فقرة: "واضربهم بسيفك القاطع.."

الثلاثاء 17 سبتمبر 2019 - 10:12 بتوقيت طهران

إذاعة طهران - ينابيع الرحمة: شرح فقرة: " واضربهم بسيفك القاطع " من دعاء عصر الغيبة.

 

نواصل حديثنا عن الادعية المباركة ومنها دعاء الغيبة وهو الدعاء الموظف قراءته بعد عصر الجمعة ومطلق الازمنة والاوقات وقد حدثناك عن مقاطع متسلسلة منه ونتابع فقرات جديدة من ذلك حيث يتوسل الدعاء بالله تعالى بان يدحر العدو على يد الامام المهدي(ع) فيقول (ولا جيشاً الا خذلته وارمهم يارب بحجرك الدامغ، واضربهم بسيفك القاطع).
هذه العبارات من الدعاء امتداداً لعبارات سابقة حيث ختمها بعبارة (ولا جيشاً الا خذلته) وحيث افصحت العبارة المذكورة عن خلاصة الموقف من العدو وهو خذلان جيشه وذلك بعد ان كانت العبارات السابقة تتوسل بالله تعالى بالا يدع ركناً الا هدمه ولا سلاحاً الا عطله ولا راية الا اسقطها ولا شجاعاً الا قتله ثم ختم ذلك بقوله ولا جيشاً الا خذلته وبذلك يكون المقطع من الدعاء قد توسل بالله تعالى بان يرصد قوى العدو بمختلف امكاناته ولكن بقي شيء وهو ان العدو وان اصابه الخذلان ولكنه قد تبقى منه بقية بما تعمل في الظلام او تنتهز فرصاً ونحو ذلك من هنا فان الدعاء يقدم لنا توسلاً آخر على هذا النحو واريهم يا رب بحجرك الدامغ واضربهم بسيفك القاطع والسؤال الان ماذا نستخلص من العبارات المذكورة وهي استعارات فنية تحتاج الى التوضيح ...
لقد توسل الدعاء بالله تعالى بان يرمي الاعداء بحجره الدامغ ترى ما هي الدلالات التي يمكن ان نستخلصها من الاستعارة المذكورة؟ الحجر هنا رمز بلا ادنى شك انه يرمز الى ضرب العدو ولكن لماذا بالحجر؟ من الواضح ان الحجارة هي مادة سفلية بحيث يرمز بها دوماً الى رمي الانسان باتفه وسيلة تحقيراً لمكانته ولذلك عندما يستهدف احد الاشخاص ان يهين الاخر عندئذ يعتمد على الحجر والتراب ونحوهما للطعن به كما لو القمه حجراً لا يتمكن من الحركة وهكذا بالنسبة الى ما نحن بصدده حيث توسل الدعاء بالله تعالى بان يرمي العدو بحجره الدامغ والسؤال الجديد هو لماذا وصف الدعاء الحجر بانه دامغ؟ أي ما هي النكتة الكامنة وراء ذلك؟
عندما نقول دمغ فلان فلاناً فهذا يعني اما انه شج رأسه حتى بلغ دماغه بالحجر او بسواه او يعني انه قهره وفي الحالتين فان الدمغة هي ضربة قاضية بحيث تبلغ دماغ الرأس فتقضي عليه نهائياً او هي قهر ودحر لشخصية العدو حيث تجعله مشلولاً عن الحركة المعادية.
اذن عندما يقول النص وارمهم بحجرك الدامغ فهذا يعني شل حركة العدو، لكن لم يكتف الدعاء باستعارة العبارة القائلة وارمهم بحجرك الدامغ بل اردف ذلك بعبارة استعارية هي واضربهم بسيفك القاطع ترى ماذا نستخلص من هذه العبارة الاستعارية؟
لا نتأمل طويلاً حتى ندرك سريعاً بان العدو حينما يشل عن الحركة من خلال رميه بالحجر الدامغ حينئذ تبقى بقية من شخصيته حتى لو شلت عن الحركة القتالية ولذلك لابد من الضربة النهائية له وهذا يتم من خلال استخدام السيف القاطع حتى تقطع رقبة العدو وتتخلص البشرية من شره.
اذن امكننا ان نحلل ونوضح جانباً من العبارات الاستعارية التي استخدمها الدعاء في التوسل بالله تعالى بالقضاء على العدو على يد الامام المهدي(ع).
والمهم هو ان نديم توسلنا المذكور وذلك بان يوفقنا الله تعالى الى المشاركة مع الامام المهدي(ع) في معركته الاصلاحية وان يوفقنا لممارسة الطاعة والتصاعد بها الى النحو المطلوب.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة