السلام عليكم إخوة الإيمان وأهلاً بكم في تاسعة حلقات هذا البرنامج الذي نسعى فيه الى التعرف على بركات كتاب الله المجيد وكيف نستفيد منها بالصورة المطلوبة.
ومن البركات المهمة للقرآن الكريم أن الله عزوجل جعل فيه كلمة الفصل الحق في كل اختلاف يتعرض له الإنسان سواءً على الصعيد الفردي أو الإجتماعي وهذا مانتحدث عنه في هذا اللقاء فنقرأ اولاً ماتبينه بشأنه اولاً الآيات الكريمة ثم الأحاديث الشريفة ثم نعمد بعون الله الى تلخيص دلالاتها تابعونا مشكورين.
قال الله أصدق القائلين تبارك وتعالى:- " إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللّهُ النساء ۱۰٥
وقال عز من قائل عن كتابه المجيد: " إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ{۱۳} وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ{۱٤} الطارق ۱۳- ۱٤
وقال جل جلاله: " وَمَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلاَّ لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُواْ فِيهِ النحل ٦٤
وقال سبحانه وتعالى " وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ المائدة ٤۹
أما في السنة المطهرة، فقد روي عن رسول الله – صلى الله عليه واله انه قال عن القرآن : " فيه بيان ماقبلكم من خبر… وحكم مابينكم "
وقال – صلى الله عليه واله موصياً امته: " اذا اردتم عيش السعداء وموت الشهداء والنجاة يوم الحسرة والظل يوم الحرور فأدرسوا القرآن فانه كلام الرحمان وحرز من الشيطان "
وقال – صلى الله عليه واله - في وصف القرآن: " وهو حبل الله المتين وهو الذكر الحكيم وهو الصراط المستقيم لاتزيغه الأهواء ولاتلبسه الالسنة "
وقال ايضاً : " القرآن هدى من الضلالة وضياء من الاحزان وعصمة من الهلكة ورشد من الغواية وبيان من الفتن ومن عقد به اموره عصمه الله … ومن لم يفارق أحكامه رفعه الله "
وروي عن الوصي المرتضى عليه السلام انه قال: "ذلك القرآن فاستنطقوه ولن ينطق ولكن أخبركم عنه الاان فيه علم مايأتي والحديث عن الماضي ودواء دائكم ونظم ما بينكم "
وقال عليه السلام: " وتمسك بحبل الله واستنصحه واحل حلاله وحرم حرامه
وجاء في دعاء الامام السجاد في دعاء ختم القران قوله (عليه السلام): اللهم صلي علي محمد وال محمد واجعلنا ممن يعتصم بحبله… ويأوي من المتشابهات الي حرز معقله، ويسكن في ظل جناحه ويهتدي بضوء صباحه ويقتدي بتبلج اسفاره، … ولايلتمس الهدي في غيره
وقال إمامنا الباقر – عليه السلام – في وصيته لجابر الجعفي: واعلم بانك لاتكون لنا وليا حتي لو اجتمع عليك اهل مصرك وقالوا: انك رجل صالح لم يسرك ذلك،ولكن أعرض نفسك علي كتاب الله، فأن كنت سالكا سبيله زاهدا في تزهيده، راغبا في ترغيبه، خائفا من تخويفه فإثبت وأبشر فانه لايضرك ماقيل فيك …
وأخيرا قال مولانا ألأمام ألرضا - سلام ألله عليه –: كلام الله لاتتجاوزوه ولا تطلبوا الهدي في غيره فتضلوا
وبعد ان نورنا قلوبنا بتلاوة النصوص الشريفة المتقدمة،نلخص دلالاتها فيما يرتبط بموضوع هذه الحلقة من برنامج من بركات القران بالنقاط التالية:
اولاً: إن من رحمة الله عزوجل بعباده إنزال كتابه المجيد اليهم لكي يكون مرجعا معصوما منزها عن الشبهات والاهواء، يرجعون اليها ليحكم بينهم بالحكم الالهي والعدل والفضل والنقي من التآثر بالاهواء آو الاوهام،فيكون بذلك المصدر الحق للحكم بين الناس ونظم امورهم بما يصلحهم ويوفر الحياة الكريمة القائمة علي اساس العدل والقسط والبعيدة عن جميع اشكال الجور والظلم والفسادة.
ثانياً: وتصرح الايات الكريمة التي تلونا في بداية اللقاء بان الذي يحكم بالقران بين الناس هو المعصوم اي النبي ومن يقوم مقامه – صلي الله عليه واله – فيجب الرجوع الي كتاب الله بتوسط المعصوم الذي يريه الله حكمه فيحكم به دون ان يوثر عليه الاهواء والمصالح الشخصية ودون ان يقع في سوء الفهم للقران او يتبع ماتشابه منه ابتغاء الفتنة.
ثالثاً: ويعلمنا الامام الباقر -عليه السلام – في وصيته لجابر الجعفي طريقة عملية للنجاة من الفتن والضلالات بالرجوع الي كتاب الله وذلك بأن يعرض الانسان المومن نفسه عليه فيلتزم بما يوافقه من عقائده واخلاقه وسلوكياته ويترك مايخالفه.
وهذا مايوكده الامام علي – عليه السلام – في وصية عامة للمسلمين حيث يقول عن القران: ماتوجه العباد الي الله بمثله …واعلموا ان القران شافع مشفع …استنصحوه علي انفسكم واتهموا عليه اراءكم واستغشوا فيه اهوائكم.
جعلنا الله واياكم اخوتنا مستمعي اذاعة طهران من المتمسكين ببركات كتاب الله عزوجل بالرجوع الي قوله الفصل في جميع شووننا.
اللهم امين، وبهذا ينتهي لقاونا بكم في تاسعة حلقات برنامج من بركات القران تقبل الله اعمالكم وفي أمان الله.