سلام من الله عليكم إخوة الإيمان ورحمة الله
تحية طيبة مباركة نستهل بها الحلقة السابعة من هذا البرنامج نعرفكم أولاً مستمعينا الأفاضل بموضوع هذا اللقاء وهو دور القرآن في ترسيخ وزيادة الإيمان والتقوى وتثبيت القلوب عليهما.
ومعرفة هذا الموضوع لها تأثير مهم في إنتفاعنا من بركات القرآن، إذن فتابعونا مشكورين.
نرجع أولاً الى الآيات الكريمة لنعرف ما تقوله بهذا الصدد، ونبدأ بقول الله أصدق القائلين عن كتابه المجيد وصفة المؤمنين:
في آلايه ۲ من سورة الأنفال: " وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ".
و قال عز من قائل: " وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ{۲۷} قُرآناً عَرَبِيّاً غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ{۲۸}" الزمر ۲۷-۲۸.
وقال جل جلاله: " قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا ْ". نحل ۱۰۲
وقال تبارك أسماؤه: "وَكُـلاًّ نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاء الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ " هود ۱۲۰.
أيها الأخوة الأخوات، وتفصّل السنة المطهرة ما أجمله القرآن الكريم بشأن دوره في تثبيت الايمان والتقوى في القلوب، والأحاديث في هذا الباب كثيرة،
منها الحديث النبوي المشهور عن رسول الله – صلى الله عليه وآله – أنه قال: "عدد درج الجنة عدد أي القرآن، فاذا دخل صاحب القرآن الجنة قيل له: إقرأ وإرقأ، لكل آية درجة، فلا تكون فوق حافظ القرآن درجة ".
ولا يخفى أن المقصود ليس حافظ القرآن بألفاظه، بل الذي نفذت آياته في وجوده وصبغته بصبغة القران وأخلاق القرآن.
كما أن فى الثابت في النصوص الشريفة أن معيار التفاضل بين بني الإنسان هو الإيمان والتقوى وعلى أساسهما تحدد درجة المؤمن في الجنان.
من هنا يتضح أن درجة التشبع والتأثر بالقرآن الكريم وحفظه بالمعنى المذكور هي التي تحدد درجة إيمان المؤمن ودرجة تقواه وبالتالي درجته في الجنة.
وعن أمير المؤمنين – عليه السلام – قال في بعض خطبه واصفاً كتاب الله: " هو معدن الإيمان وبحبوحته ".
وقال – عليه السلام –: " ما جالس هذا القرآن أحد الا قام عنه بزيادة أو نقصان، زيادة في هدى أو نقصان من عمي ".
وقال سلام الله عليه موصياً شيعته: "... كتاب الله بين أظهركم ناطق لا يعيى لسانه، وبيت لا تهدم أركانه وعز لا تهزم أعوانه... ".
وقال إمامنا جعفر الصادق – عليه السلام – : " من قرأ القرآن وهو شاب مؤمن إختلط القرآن بلحمه ودمه، وجعله الله مع السفرة الكرام البررة، وكان القرآن حجيزاً عنه يوم القيامة ".
مستمعينا الأفاضل، وكما تلاحظون في النصوص الشريفة؛ فإن إحد أهداف إنزال القران الكريم، هو بعث الإيمان الفطري والتقوى وترسيخها وزيادتهما في قلوب المؤمنين وتثبيتهم على الصراط المستقيم...
أي تحصينهم من الإستجابة لأشكال الإغراءات والإنحرافات والأهواء النفسانية والوساوس الشيطانية وبالتالي معالجة حالات الضعف التي يمر بها الانسان عادة. وعلى أساس ما يتقدم يتضح أن على التالي للكتاب الله والطالب للإنتفاع من بركات القرآن، أن يسعى لتقوية إيمانه وتقواه وزيادتهما من خلال تلاوة الذكر الحكيم والإلتصاق به.
فإذا وجد أن تلاوته للقرآن لا تزيد في إيمانه وتقواه، فليعلم أنها ليست بالصورة المطلوبة، أي أن حفظه وتلاوته للآيات لفظية لا تخالط لحمه ودمه كما يقول إمامنا الصادق – عليه السلام –.
إن الذي يفتح قلبه على حقائق القرآن – وليس ألفاظه فقط – ويلتصق به حقاً يزداد بلا شك إيماناً وتقوى وحصانة من الإنحرافات ويرقى في درجات الجنة التي هي بعدد أي القرآن الكريم كما ورد في حديث الرسول الأكرم – صلى الله عليه وآله –.
وبذلك يبلغ درجات السفرة الكرام البررة من جند الله وملائكته ذوي الإيمان الشهودي الراسخ الذي لا ضلالة بعده.
وفقنا الله وإياكم أحبتنا مستمعي إذاعة طهران لبلوغ هذه الدرجات السامية ببركة التمسك بالثقلين كتاب الله وعترة نبيه – صلى الله عليه وآله –
شكراً لكم على طيب المتابعة لهذه الحلقة من برنامج من بركات القرآن ودمتم بكل خير