السلام عليكم اخوة الايمان ورحمة الله وأهلاً بكم في ثالثة حلقات هذا البرنامج نخصصها للحديث عن القرآن الكريم والأنقاذ من الضلالة تابعونا على بركة الله.
في الحلقة السابقة عرفنا – مستمعينا الأفاضل – أن هدى الله عزوجل هو في كتابه المجيد فعلى من يريد أن ينتفع من بركات القرأن السعي للحصول على هدى الله منه.
وفي هذه الحلقة نقول ان سبل النجاة من الضلالة هي ايضاً في الفرقان العظيم، فينبغي التدبر فيه لمعرفتها وهذه ما صرحت به كثير من النصوص الشريفة قرآنا وسنة قال عز من قائل في الأية ۱۲۳ من سورة طه " فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى"
وقال جل جلاله في الاية ۱۷٦ من سورة النساء : "يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ أَن تَضِلُّواْ وَاللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ"
أما في السنة الشريفة فقد روي عن رسول الله – صلى الله عليه وآله – أنه قال : " ان هذا القرآن هو النور المبين والحبل المتين والعروة الوثقى من استضاء به نوره الله ومن عقد به أموره عصمه الله ومن تمسك به أنقذه الله".
وروي عنه - صلى الله عليه واله - قال : " أتاني جبرئيل"
فقال : يامحمد سيكون في امتك فتنة
قلت : فما المخرج منها؟
فقال :" كتاب الله "
وقال صلى الله عليه واله :" القرآن هدى من الضلالة وتبيان من العمى "
وقال صلى الله عليه وآله في وصية جامعة :" اذا التبست عليكم الفتن كقطع الليل المظلم فعليكم بالقرآن فانه شافع مشفع "
وفي آخر وصاياه الخالدة والمروية من طرق الفريقين قال صلى الله عليه واله : " اني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ماأن تمسكتم بهما لن تضلوا أبداً من بعدي "
أما أئمة العترة النبوية – عليهم السلام – فقد واصلوا نهج سيدهم المصطفى – صلى الله عليه وآله – في دعوة أجيال المسلمين الى الرجوع للقرآن الكريم للنجاة من الضلالة، والاستجابة لهذه الدعوات هو ولاشك من مصاديق العمل بحديث الثقلين المتقدم.
قال أميرالمؤمنين علي عليه السلام : " انما بدء وقوع الفتن أهواء تتبع وأحكام تبتدع يخالف فيها كتاب الله "
وفي حديث مروي عن مولانا الامام الصادق قال –عليه السلام :" وقارئ قرأ القرآن … فهو يعمل بمحكمه ومتشابهه ويتبع فرائضه ويحل حلاله ويحرم حرامه، فهذا ممن ينقذه الله من مضلات الفتن وهو من أهل الجنة ويشفع فيمن يشاء "
اذن – مستمعينا الأفاضل – يتضح من هذه النصوص الشريفة ونظائرها أن الهدف الثاني من انزال القرآن بعد الهدف الأول وهوالهداية الى سبل السبل الذي ذكرناه في الحلقة السابقة نقول أن الهدف الالهي الثاني هو ايجاد وسيلة للعباد للنجاة من الضلالة.
فالقرآن الكريم هو رحمة الهية اذ أنزل الله لعباده عروة وثقى يضمن لهم التمسك بها النجاة من أشكال الضلالة وأنواع الانحرافات الخفية والظاهرة عن الصراط المستقيم.
كما أن الرجوع للقرآن الكريم خاصة في الفتن الفكرية والعقائدية والسلوكية يضمن للمؤمنين النجاة من السقوط في مضلات الفتن التي يختلط فيها الباطل بالحق، ويخفى على الانسان الموقف الشرعي السليم وتشتبه عليه الامور فاذا رجع الى كتاب الله أراه الله عزوجل الحق حقاً فيتبعه والباطل باطلاً فيجتنبه.
ولايخفى عليكم مستمعينا الافاضل أن الدنيا دار بلاء والانسان فيها معرض لأشكال الضلالات وائمة الضلال كثيرون حذر منهم رسول الله – صلى الله عليه واله – واعتبرهم أشد الأخطار على الامة المحمدية والسر في ذلك يكمن في أساليب أئمة الضلال في الخداع وعرض الباطل بصورة الحق كثيرة وبدرجة يصعب حتى على الاعيان والنخب اكتشافها في بعض الأحيان الا بالتوسل بكتاب الله الذي هو النور المبين الذي ينور الله به قلوب العباد وبصائرهم ويعرفها بمعايير تمييز الحق من الباطل فهو الفرقان العظيم.
أيها الأخوة والأخوات والنتيجة التي نخلص اليها مما تقدم هي أن الانسان في حاجة مستمرة للالتصاق القلبي الحقيقط بالقرآن الكريم والتمسك العملي والوجداني بقيمه لكي ينجو بذلك من أشكال الضلالة والفتن المضلة وأحابيل أئمة الضلال.وحديث الثقلين المتقدم صريح في ان التمسك بكتاب الله للنجاة من الضلالة لايتحقق الا اذا اقترن بالتمسك بعروة مفسريه الحقيقين وهم عترة النبي – صلى الله عليه واله – وخلفائه في مهمة تلاوة آياته على عباده وتزكيتهم وتعليمهم الكتاب والحكمة وبالتالي انقاذهم من مهاوي الضلالة وعند هذه النتيجة ننهي اخوتنا مستمعي إذاعة طهران ثالثة حلقات برنامج من بركات القرآن وفقنا الله واياكم للتمسك به والتزود من بركاته …
نستودعكم الله والسلام عليكم