البث المباشر

شرح فقرة "اللهم عجل فرجه وأيده بالنصر وانصر ناصريه..."

الإثنين 16 سبتمبر 2019 - 08:49 بتوقيت طهران

إذاعة طهران - ينابيع الرحمة: شرح فقرة: " اللهم عجل فرجه وأيده بالنصر وانصر ناصريه " من دعاء عصر الغيبة.

 

نتابع حديثنا عن الادعية المباركة ومنها الدعاء الذي يتلى في زمان الغيبة (غيبة الامام المهدي(ع))، حيث حدثناك عن مقاطعه متسلسلة ووصلنا الى هذا المقطع الذي نعتزم ان نحدثك عنه الان فصاعداً وهو المقطع الاتي (اللهم عجل فرجه، وايده بالنصر، وانصر ناصريه، واخذل خاذليه ...).
ونبدأ بحديثنا عن هذا الاستدلال للمقطع الجديد فنقول: العبارات المتقدمة لعلها من الوضوح الى درجة لا نحس من خلالها بضرورة انارتها لكن كما هو دأبنا لابد وان نوضح حتى ما هو من الوضوح بمكان، وذلك لسبب واحد هو: ان الواضح والمألوف والبسيط في اللغة الشرعية ينطوي بدوره على نكات وطرائف وعمق في الآن ذاته.
اذن: نتحدث عن العبارة الاولى وهي: (اللهم عجل فرجه...)، هنا قبل ان نحدثك عن هذه العبارة الواضحة نحسبك ستعترض علينا ـ اذا كنت عجولاً ـ بان الدعاء الذي نحن بصدده قد ورد في اوله هذا النص (فصبرني على ذلك، حتى لا احب تعجيل ما اخرت، ولا تأخير ما عجلت...).
نقول: من الممكن ان تعترض قائلاً: أليس الدعاء بان يعجل تعالى فرج صاحب الزمان يتضارب مع الفقرة القائلة (حتى لا احب تعجيل ما اخرت؟)، أي ان هذه الفقرة تتوسل بالله تعالى بان يصبرنا على ما نحن عليه حتى لا نتعجل ظهور الامام(ع) ما دام الله تعالى قد اخره ... بينما تقول الفقرة الاخرى (اللهم عجل فرجه).
ويحسن بنا ان نجيبك عن الاشكالية المذكورة من الواضح اننا عندما نتوسل بالله تعالى بان يعجل فرج الامام(ع) فهذا يعني اننا نتطلع الى ظهور الحق وهذا لا يتنافى مع الذهاب الى ان الله تعالى حينما يرى ان التعجيل بظهوره ليس من صالح المجتمعات الان، حيث ان التأخر افضل من التعجيل، وهذا تماماً يتماثل مع دعائنا مثلاً بان يفرج عنا الشدائد مع ان المصلحة من الممكن ان تصبح مع استمرارية الشدائد وليس انفراجها... ولذلك ورد في دعاء آخر التوسل بالله تعالى بان يرفع الشدائد عنّا اذا كان خيراً لنا، وان تبقى في حالة ما اذا كان بقاءها خيراً لنا، وهكذا ...
اذن: لاتنافي البتة بين توسلنا بالله تعالى بان يعجل فرج الامام المهدي(ع) وبين توسلنا بالله تعالى بان يصبرنا على عدم ذلك أي، تأخيره اذا كان في التأخير هو الصالح لنا...
بعد ذلك نتجه الى العبارة الثانية وهي: (وايده بالنصر)، وقبل ان نحدثك عن هذه العبارة نذكرك بالعبارة التي تعقبها وهي"وانصر ناصريه"، فهنا نواجه عبارتين تتحدثان عن "النصر"، احداهما تتوسل بالله تعالى بان يؤيد ظهور الامام(ع) بالنصر، أي ينتصر على اعداء الله تعالى، والثانية تتوسل بالله تعالى بان ينصر ناصري الامام(ع) هنا ايضاً، قد يثور تساؤلي هو: عندما يؤيد تعالى الامام(ع) بالنصر، فان ناصريه ايضاً يشملهم التأييد المتقدم، فما هي النكتة وراء ذلك؟ هذه الاسئلة وسواها سنجيبك عنها في لقاء لاحق ان شاء الله تعالى.
اما الآن فنختم حديثنا بالتوسل الى الله تعالى بان يعجل ظهور الامام المهدي(ع) ويؤيده بالنصر، ومن ثم ان يوفقنا الى الاسهام في نهوضه والاستشهاد بين يديه، وان يوفقنا بعامة الى ممارسة الطاعة والتصاعد بها الى النحو المطلوب.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة