البث المباشر

شرح فقرة: "مع علمي بان لك السلطان..."

الأحد 15 سبتمبر 2019 - 11:24 بتوقيت طهران
شرح فقرة: "مع علمي بان لك السلطان..."

إذاعة طهران - ينابيع الرحمة: شرح فقرة: " مع علمي بان لك السلطان " من دعاء عصر الغيبة.

 

نواصل حديثنا عن الادعية المباركة ومنها الدعاء الذي يتلى في زمن الغيبة (غيبة امام العصر(ع))، حيث حدثناك عن جملة مقاطع منه، ونواصل تقديم الجديد من ذلك الا ان الاستشهاد بمقطع سابق يفرض ضرورته نظراً لارتباطه بما نحدثك عنه، ونعني به: التوسل بالله تعالى بان يرينا حادثة الظهور، ثم يقول الدعاء (مع علمي بان لك السلطان والقدرة والبرهان والحجة والمشية والحول والقوة ...).
ان هذا الاستثناء أي بان الله تعالى له السلطان وله القدرة وله البرهان وله الحجة وله المشية وله الحو وله القوة، هذا الاستثناء ينبغي ان نوضح جانباً من دلالته فنقول: الدعاء يتوسل بالله تعالى بان يجعلنا حاضرين متأهبين عند عملية الظهور واضطلاع الامام(ع) بمهمته الاصلاحية للمجتمعات ... ونذكرك بان الدعاء نفسه قد منع قارئ الدعاء من ان يبحث عن زمن الظهور من حيث التحديد له ولكنه لا يمانع من التوسل بالله تعالى من حيث الاراءة للظهور نفسه، حيث قلنا في لقاءات سابقة بان هدف التوسل باراءة الظهور انما هو من اجل مشاركة قارئ ادعاء في معركة الامام(ع) حيال الباطل.
والآن مع معرفتنا بهذه الحقائق نجد ان الدعاء وهو يتوسل بالله تعالى بان يرينا ولي الامر نافذ الفاعلية نجده يقرر ذلك ويقر في الآن نفسه ان الامر موكول بيد الله تعالى لا بايدينا ... ولكن السؤال الأهم من ذلك هو ملاحظة ان الدعاء عندما او كل اراءة حدوث الظهور لقارئ الدعاء اوكل ذلك الى الله تعالى، انما قدم لنا مجموعة سمات تتصل بهذا المعنى حيث قال ان لله تعالى السلطان القدرة البرهان الحجة المشية الحول القوة...
هنا نحسب بان قارئ الدعاء لابد وان يكون حريصاً على معرفة ما تعنيه هذه العبارات بخاصة ان البعض منها يبدو وكأنه ترادف مثل القوة والقدرة ومثل البرهان والحجة ...، وهذا ما يقتادنا الى ضرورة توضيح ذلك ما دام قارئ الدعاء يفرض عليه ان يعي ما يقرأ والا لا فائدة من قراءة الادعية اذن لنتحدث ونقف اولاً عند هذه المصطلحات الثلاثة التي تبدو متماثلة في دلالتها وهي القوة القدرة الحول... فما هي الفوارق ينهما؟
من الواضح ان القوة هي الطاقة على ممارسة فعل من الافعال كما لو كنت تمتلك قوة على تحمل ما هو ثقيل من الاشياء، واما القدرة فهي الاستطاعة أي مرحلة ما بعد القوة فما دمت تمتلك طاقة او قوة على ما هو ثقيل من الاشياء فهذا يعني انك تمتلك قدرة او استطاعة على ممارسة تلك القوة فتكون القدرة مترتة على القوة كما هو واضح.
وهذا من حيث الفارق بين القوة والقدرة ... ولكن ما الفارق بين الحول وبين القوة؟
المصادر اللغوية تشير الى ان معناهما متماثل أي انهما مترادفان الا ان هذا الرأي خطأ لاننا طالما كررنا بان النصوص الشرعية من المستحيل ان تستخدم الترادف في سياق واحد، فهل معنى (لا حول ولا قوة الا بالله) بمعنى واحد أي يكون المعنى هو "لا قوة ولا قوة الا بالله"؟ ... لذلك فان مصطلح الحول لابد ان يختلف عن القوة وهذا ما اشار اليه بعض اللغويين من ان الحول معناه الحركة أي فاعلية الشيء وحينئذ يكون الفارق بين الحول وبمعنى الحركة وبين القدرة هو ان الحركة هي الفاعلية والقدرة هي التمكن ومن ثم تكون النتيجة المترتبة على ما لاحظناه هو ان قارئ الدعاء يستخلص ما يأتي انني اتوسل بك يا الله بان ترينا حادثة ظهور الامام(ع) لنشارك في المهمة الاصلاحية للامام(ع) مع علمنا بان لك القوة والقدرة والحول في تحقيق ذلك انَّى شئت وان تريه لمن شئت ولكننا نتوسل بك على الرغم من ذلك بان تحقق لنا طموحنا المشار اليه.
اذن التمكن بمعنى الطاقة والتمكن بمعنى التحرك للتنفيذ والتمكن بمعنى الاستطاعة على التنفيذ هي ما تعنيه العبارات المتقدمة مع ملاحظة ان الدلالات الاخرى التي سنحدثك عنها في لقاء لاحق ان شاء الله تعالى بدورها تصب في المعاني المذكورة. والمهم هو ان نتوسل بان يوفقنا الله تعالى للاسهام في المعركة وان يوفقنا الى ممارسة الطاعة والتصاعد بها الى النحو المطلوب.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة