البث المباشر

الحسين السبط ضمير حي وثورة معطاء..

الإثنين 10 سبتمبر 2018 - 20:17 بتوقيت طهران
الحسين السبط ضمير حي وثورة معطاء..

لم يحدثنا التاريخ ان الانبياء او الاوصياء الائمة او العلماء قد ارهبتهم قوة اعدائهم !، ابراهيم كان أمة في رجل ثار وحيدا وتحدى مفردا عدوا شرسا ظالما وواجه مجتمعا خاويا خانعا مطيعا لطاغوت عصره فنصره الله واسس اكبرحضارة واقام شريعة وبنى كعبة وجعل الله تعالى من عقبه ابناء وحفدة وجعل منهم رسلا يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحدا غيره !.

رسولنا الامين واهل بيته الطاهرين ما منهم الا شهيد او قتيل !، لم ترهبهم قوة البشر مهما طغى وتجبر واجهوا طواغيت عصرهم دفاعا عن المبدأ الحق فكانوا منهلا للعطاء ورمزاً للنقاء ومعينا لا ينضب للعلم والهدى والاستقامة والرشاد !، لم تغرهم دنيا ولم يستهويهم بريقها ومالها وزبرجها وقد عرضت عليهم بكل الوانها واطيافها!، لماذا؟؟ لانهم مبدئيون لا يهادنون على باطل ولا يساومون على منكر!!

الحسين بن علي بن ابي طالب (عليهما السلام) يمثل بحركته الاصلاحية الثورية ضد الظلم والتعسف المبدأ الحق لكل مسلم مؤمن بالله متوكل عليه واثق بنصره لن ترهبه اية قوة في العالم مهما عظمت وكبرت !، وانه مثل بحركته الرائدة جميع الديانات السماوية والشرائع الحقة فهو وارثها جمعيها وقطبها الاوحد ومعلمها البارز الذي لا يمحوه الزمن ولا تغيره الظروف !.

سبط الرسول (حسين الاباء والمجد والخلود) عليه صلوات ربي..صنع انسانا وأسس حضارة من وسط صحراء قاحلة لم تكن معروفة من ذي قبل اسمها (كربلاء...) !، اعتمد على قوة لا تضاهيها قوة فكان كلما اشتد به البأس يردد (هون علي ما نزل بي إنه بعين الله) (لاحول ولا قوة الا بالله العلي العظيم) ( والله لا اعطيكم بيدي اعطاء الذليل ولا اقر لكم اقرار العبيد ) ( وهيهات منا الذله يأبى الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون .....)!.

عناصر قوة الامام الحسين (عليه السلام) تعتمد على قوة اليقين وصدق الايمان والثقة بالله وبنصره للمؤمنين والمجاهدين في سبيله.. وكذلك هم اصحابه واهل بيته والذين ثاروا وضحوا من بعده من علمائنا الشهداء الذين سقوا الشجرة الطيبة بدماء العز والشرف والفضيلة.

الامام الخميني الراحل (رض) كان أمة في رجل توكل على ربه الواحد الاحد القوي الجبار وتحدى بمفره امبراطرية بهلوية تملك من القدرة والقوة والسطوة مالم تملكه بلدان المنطقة امتد سلطانها ونفوذها مئات السنين لا يملك من السلاح شيئا الا سلاح الايمان الصادق والادراك بأن الله معه وناصره !، فنصره الله تعالى وأيده بدولة إسلامية لازالت قواعدها تمتد وتمتد بالرغم من كل ماحيك ضدها !، الا يكفي هذا دليلا على اننا على الحق وان الله ناصرنا ومعنا !؟.

ما تمر به الامة الاسلامية اليوم من مآس وويلات وانهزام وسيطرة القوى المستكبرة على بلدانها وثرواتها ما هو الا دلائل واضحة ونماذج حية عن ابتعادها عن الخط الثوري الأصيل !.

ملحمة الطف مثلها الاعلى سبط الرسول الاكرم الحسين (عليه السلام) في ارض كربلاء بجميع مفاصلها غائبة تماما عن الفكر الاسلامي المعاصر للاسف الشديد !، بحيث ان الكثير من المثقفين الشباب والواعين وحتى المفكرين العرب والمسلمين يتعاملون مع هذه الملحمة تعاملا شكليا لاجوهريا..!.

في مدارسهم جامعاتهم وملتقياتهم ونواديهم الثقافية والاجتماعية الا ما ندر وكأن الحسين (عليه السلام) محسوبا على طائفة أو فئة معينة وليس لكل المسلمين !.

لقد حاولت قوى الشر المتغطرسة وذيولها الوهابيون والسلفيون والتكفيريون أن يغدقوا الاموال الطائلة من أجل انتزاع روح الحب والولاء الثوري المتأصل في قلوب اتباع أهل البيت عليهم السلام فما استطاعوا الى ذلك سبيلا !، وكلما اشتد الضغط زاد التعلق بالسبط الشهيد كونه يمثل المحور المقاوم والرمز الخالد الذي سكن قلوب الاحرار واشعل فيهم روح التحدي والتضحية في سبيل الله وشرائعه المقدسة !.

جميع الرهانات قد خسرت والاوراق قد احترقت .. ونحن على ثقة برعاية الله ومشيئته وفضله بأن شهر محرم الحرام لهذا العام سيشهد اندفاعا جماهيريا أكبر بأطارات متعددة وتعاون وثيق ووحدة صلبة وارادة قوية لمواصلة الدرب الذي خطه الحسين الشهيد بالدفاع عن الحق ونصرة الشريعة رغم كل التحديات والارهاصات والمؤمرات .


طارق الخزاعي - اذاعة طهران العربية 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة