بكاه عمُّه على بلائه
كاد يذوب الصَّخر من بكائه
وقد بكى على فتى الفتيان
فتيان فهر وبين عدنان
بكى على شبابه شبانها
ناح على فارسها فرسانها
وصرخة العقائل الزَّواكي
لقد علت الى ذرى الافلاك
بكى على مهجته الرَّسول
ناحت على بهجتها البتول
بكاه جدُّه الوصيُّ المرتضى
مذفتَّ في ساعده حكم القضا
وحقَّ ان يبكي ابوه المجتبى
دماً فانَّ نور عينه خبا
وكيف لا يبكي على خضابه
من دمه وهو على شبابه
لم يتهنَّأ بشبابه ولا
بالعيش في اوانه ولا ولا
بكى على عارضه السَّحاب
حنَّ شجاً لخدِّه التُّراب
والحور في قصورها صوائح
صوائح تتبعها نوائح
خررَّ لرزئه السِّماك الرامح
وكيف لا والخطب خطب فادح
والارض زلزلت له زلزالها
مذ فقدت بفقده جمالها
وانهملت لرزئه عين السَّما
دماً فكاد ان يصيبها العمى
اظلمت الدُّنيا بعين عمِّه
واحزني لهمِّه وغمِّه
لما رأى قرَّة عينه على
وجه الثَّرى يفحص من عظم البلا
قد عجبت من صبره الاملاك
ولا يحيط وصفه الادراك
*******
المصدر: الانوار القدسية، نظم: العلامة الشيخ محمد حسين الاصفهاني