تبكي على غربته الاملاك
تنوح في صريرها الافلاك
تبكيه حزناً اعين النجوم
تلعن فاتليه بالرُّجوم
وناحت العقول والارواح
بل ناحت الاظلال والاشباح
صبَّت عليه ادمع المعالي
هدَّت له اطوادها العوالي
بكت لربّانيِّها العلوم
ناحت على حافظها الرُّسوم
قضى شهيداً وبكاه الجود
كأنَّه بنفسه يجود
يبكي على مصابه محرابه
كأنَّه اصابه مصابُهُ
تبكي الليالي البيض بالضَّراعة
سوداً الى يوم قيام السّاعة
تعساً وبؤساً لابنة المأمون
من غدرها لحقدها المكنون
فانَّها سرُّ ابيها الغادر
مشتقَّة من اسوء المصادر
قد نال منها من عظائم المحن
ما ليس ينسى ذكره مدى الزَّمن
فكم سعت الى ابيها الخائن
به لما فيها من الضَّغائن
حتى اذا تمَّ لها الشَّقاء
اتت بما اسودَّ به الفضاء
سمَّته غيلة بامر المعتصم
والحقد داءٌ هي يعمي ويصمُّ
ويل لها ممّا جنت يداها
وفي شقاها تبعت اباها
بل هي اشقى منه اذ ما عرفت
حقَّ وليِّها ولا به وقت
ولا تحننت على شبابه
ولا تعطَّفت على اغترابه
تبَّت يداها ويدا ابيها
*******
المصدر: الانوار القدسية، نظم: العلامة الشيخ محمد حسين الاصفهاني، ناشر: مؤسسة المعارف الاسلامية.