البث المباشر

شرح فقرة "اللهم انى اسالك بحق ابراهيم خليلك"

الإثنين 5 أغسطس 2019 - 11:10 بتوقيت طهران

إذاعة طهران - ينابيع الرحمة: شرح فقرة: " اللهم انى اسالك بحق ابراهيم خليلك " من أدعية الزهراء (سلام الله عليها).

 

نواصل حديثنا عن الأدعية المباركة، ومنها: ادعية الزهراء (ع)، حيث حدثناك عن أحدها الخاص بتعقيبات صلاة العصر، وانتهينا من ذلك الى المقطع الآتي: " اللهم اصلح لي ديني الذي هوعصمة أمري، واصلح لي دنياي التي فيها معاشي، واصلح لي آخرتي التي إليها معادي، واجعل الحياة زيادة لي في كل خير، واجعل الموت راحة لي من كل شر "... والآن قبل ان نحدثك عن هذا المقطع الحافل بحصيلة المهمة العبادية التي خلق الله تعالى الانسان من اجلها، نلفت نظرك لمقطع أسبق لم يتح لنا الحديث عنه، وهو:
" فأسألك بحق ابراهيم خليلك، وموسى كليمك، وعيسى روحك، ومحمد صفيك ونبيك الاّ تصرف وجهك الكريم عنّي، حتى تقبل توبتي، وترحم عبرتي، وتغفرلي خطيئتي، يا ارحم الراحمين، ويا (احكم الحاكمين) "... 
تري: ماذا نستلهم منه؟
المقطع يتضمن اولاً: الصفات التي خص الله تعالى بها كل واحد من الأنبياء الاربعة ذوي الرسالات المتسمة باهمية خاصة، وهم محمد (ص) وابراهيم (ع) وموسى (ع) وعيسي،... وبسببٍ ما، اتسمّ كل نبيّ بسمة عُرف بها،... يعنينا ان نشيرالى سمة خاتم الأنبياء بصفته قد اصطفاه تعالى " يكون آخرالمظطلعين برسالة السماء وهي: الاسلام... حيث وصفه النص " اولاً بصفة (الصفّي) قبالة الصفات التي خلعها النص على الانبياء الثلاثة (الخليل) و (الكليم) و (الروح)، واضاف صفة جديدة لم يطلقها على الانبياء الثلاثة، ألا وهي (نبيك).
والسؤال هو: لماذا انتخب النص صفة (الصفّي) من حيث علاقتها بالانبياء الثلاثة)؟... ولماذا خص محمداً (ص) بـ (النبيّ) ولم يذكرذلك بالنسبة إلى الانبياء السابقين، من انهم انبياء؟
الجواب: من الواضح ان صفة (صفيّ) تختلف عن السمات الأخرى من حيث كونها تعني: الاصطفاء، اي: انتخابه (ص) من بين خلائقه (ومنهم: الانبياء ايضاً) حيث جعله خاتم الأنبياء وجعل رسالته هي المتوجّه لما سبقها مما يعني افضليتها دون ادنى شك، حيث تمت المباديء الإلهية المرتبطة بالآدميين وسواهم بها.اما تثبيت صفة (نبيك) مع ان الأنبياء الثلاثة هم انبياء ايضاً، ففي تصورنا انّ النكتة الكامنة وراء ذلك هي: ان الاصطفاء حينما تعقبه رسالة النبي (ص) اي: النبوّة يعني: انّ اختتام الرسالات بنبوة محمد (ص)، تأكيداً على ما ذكرناه من تمامية المباديء الالهية التي رسمها لأهل الارض.
بعد ذلك نواجه بان القسم بالأنبياء الاربعة، قد اقترن بتوسل هو: الا يصرف تعالى وجهه عن قاريء الدعاء، وحتى يقبل توبته، ويرحم عبرته،
ويغفرخطيئته..... فماذا نستلهم منها؟ اما عدم صرف الوجه فهو: تعبيررمزي يرمزالى رعايته تعالى لعبده لان صرف الوجه هو: عدم قبول التوبة، وعدم الرحمة للعبرة التي يسكبها قاريء الدعاء بصفة ان العبرة هي احد معاييرالقبول للتوبة: كما صرحت النصوص الشرعية بذلك.
يبقى ان نشيرالى عبارة (خطيئتي) حيث انتخبها الدعاء دون العبارات الاخرى وهي: الذنب، السيئة،... الخ، فما هو سرذلك: الجواب: تشيرالنصوص الى ان الخطيئة هي الذنب الخاص بين العبد والله تعالي،... ولذلك فان الدعاء يتوسل بما هو: حق الله تعالي، تعبيراً عن رحمته الواسعة بالقياس الى الذنوب التي بين العبد والآخرين حيث تتوقف المسألة على رضاهم، اي: البشر....
ختاماً: نسأله تعالى ان يوفقنا الى ممارسة طاعته تعالي، والتصاعد بها الى النحوالمطلوب.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة