يا أيها التقيُّ يا طُهراً نُعِي
لكَ القلوبُ يا رفيعَ المَوضِعِ
فأنتْ في عَليَاكَ صرْحٌ شامخٌ
ولم يُضِرْ قَدْرَكَ وغدٌ أو دَعِي
فتِلكَ أَعلامُكَ دامَتْ دَوحَةً
تجودُ باليُمْنِ على المُطَّوِّعِ
على الذين يحْفَظُونَ ذِمَّةً
لطالما صانتْ ولم تُروِّعِ
وبارَ غَدرُ المارقينَ زُمرَةً
آلتْ الى الحضيضِ والمُستنقَعِ
يا أيها الجوادُ يا ذُخْرَ الرِّضا
صلَّتْ عليكَ ساخناتُ الأدمُعِ
رحَلْتَ مَسموماً بقلبٍ طاهرٍ
لأنَّكَ التّقوَى وجارُ المُفجَعِ
يا صائناً عقائداً قد شُوِّهَتْ
بفلسفاتِ ناقِمٍ ومُدَّعِ
فكنتَ للأُمَّةِ نوراً ساطعاً
وموئلاً للعابدينَ الخُشَّعِ
وأنتَ مِنْ صُلْبِ النبيِّ هادِياً
مؤيَّداً ونهضةً لم تخنَعِ
ألحاقدونَ حاربُوكَ مبْدأً
كيما تدومَ سلطةُ المنتزِعِ
ويستكينَ المؤمنونَ ذادةً
عنْ سُنَّةٍ منيرةٍ ومَهيَعِ
فكنْتَ للأخيارِ نبراسَ هُدىً
علامةً لِمنْ وَعى ومَن يَعِي
يا أيها الراقي مقاما شامخاً
خابَ المُعادِي وخبيثُ المُرضِعِ
ها انتَ أنوارٌ وحُضْنٌ آمِنٌ
والظالمونَ طعمةُ التضَيُّعِ
ما فازَ مَن ناوَءَ بَيْتَ أحمدٍ
في أيِّ أرضٍ طُهِّرَتْ بالشُفَّعِ
هناكَ في بغدادَ قَبرا مُهْجَةٍ
للمُصطفى المؤتَمَنِ المُشفَّعِ
والقُبَّتانِ في جِوارِ دجلةٍ
فخْرُ بنيِ الخيرِ الاُباةِ المُنَّعِ
هما الجَوادانِ لِمَنْ يأتيهِما
والكاظِمانِ بهجتا المُستنفِعِ
________
بقلم الكاتب والإعلامي
حميد حلمي البغدادي