حسب الفتى من حطام الدهر والنشب
ما صان ماء محياه عن الطلب
هبني حويت كنوز المال قاطبة
أليس غاية حاويها إلى العطب
والناس ما بين مسلوب ومستلب
ولا سلامة من همّ ومن نصب
بينا ترى المرء طليقاً في أعنتها
إذ راح يحجل في قيد من النوب
إليك عن حية الوادي فقد كمنت
لو كنت تعلم بين الماء والعشب
فكم ترشفت سماً من مراشفها
وأنت تحسبه ضرباً من الضرب
وطالما جرّدت من ملكه ملكاً
قد كان من قبل في أثوابه القشب
وكم لها من قتيل في عشيرته
صبراً على رغم أم برّة وأب
وحسبنا عبرة عبراء ما فعلت
بأنجم الدهر أهل الفضل والحسب
أودت بأحمد خير الخلق ثم رمت
وصيّه بسهام الغدر من كثب
وارثها بعد ردّ الصدق بالكذب
وأفرغت سمّها في المجتبى حسنٍ
ومزّقت صنه بالسمر والقضب
وصار في أسرها السجاد مرتهناً
وأركبته على عار من القتب
بفضله ألسن الأقلام والكتب
من نوره قبل خلق السبعة الشهب
أغر أبلج لا تعزى نقيبته
يوماً لغير نبي أو وصي نبي
*******
الشاعر: الشيخ إبراهيم بن يحيى العاملي الطيبي.