أيظلني منك الرضا؟ فمن إذن
أخشاه إن كان (الحسين) نصيري
ما كنت أبغي الظل في كنف الورى...
حاشا!.. فعطفك أيكتي وغديري
ما لي سوى قلب أحبك، ليتني
كل قلوب من جوى وزفير
بسطت له الجلى يد التقدير
أنا في غرامك شعلة لعبت بها
أيدي الرياح فكنت أنت مجيري
أنا في رياضك زهرة علقت بها
عين الرضاء فزيد في تنضيري
أنا يا شهيد كدمعة وقفت على
هدب الدهور علامة التقصير
أنا لا أمل مدامعي وأنا الذي
أنا لا أمل مدامعي فمدامعي
عوني إذا احتدم الجوى وقصوري
أنا لا أزال أنا.. وحبك غايتي
ورضاك مأمولي وفيك سروري
ولسوف تشدو الساجعات قصائدي
ولسوف يمشي الدهر خلف مسيري
ولسوف تسطع في الخلود خرائدي
ولسوف أرضى الله يوم نشوري
ولسوف يندم عاذلي ومعنفي
ولسوف يرضى يومذاك عذيري
علمت من خلق (الحسين) سماحة
ولكم بليت بمنكر ونكير
أغرته بالتضليل دنيا الزور
يا سيدي ومعلمي ومهذبي
أزجيت شعري خالصاً وشعوري
لو خيروني بين جنات الدنا
ورضاك... لاختار الرضا ضميري
أنا لو قصدت إلى الثراء لسار في
ركبي كبير من وراء كبير
العيش عندهم بريق خلب
وحطام فانية وملك قصور
تخذوا طريقاً موحشاً هامت له
الأكباد يوم البعث والتشهير
(حسان) يا شرف القريض وطهره
يا أيكة الايناس والتعطير
(حسان) لولا أنت ما نزلت لنا
في الذكر آيات من التقدير
يا رب (مصرك) أدها ما نالها
مما اقتضته حكمة المقدور
فاكتب لها يا رب نصراً عاجلاً
واجعل (لناصرها) علا المنصور
*******
الشاعر: محمود جبر- مصر.