امحاجر ابكي سيد الشهداء
نجل النبي و فاطم الزهراء
ما عذر يوم الحشر من لم يبكه
بمدامع ممزوجة بدماء
سحّي الدما عوض الدموع لفتية
بذلوا النفوس لسيد الشهداء
و ابن البتول و والد النجباء
لم انسه لما رأي اصحابه
صرعي بلا غسل علي الرمضاء
وبقي فريد العصر فردا بينهم
اذ لا نصير له علي الاعداء
فغدا الى نحو الخيام مودعا
حرم النبي وجملة الابناء
يا اخت قومي قبل وشك فناء
قومي الى التوديع يابنة حيدر
لا تجزعي من مفضع الارزاء
ولتشكري فيه اخيه محمد
واحمد الرحمان في السراء والضراء
وعليك بالصبر الجميل وبالتقي
بعدي اذا جدّلت في الغبراء
وبطاعة السجاد نجلي انه
خلف لكم يا عترتي ونسائي
ثم انثني هذي تقبل نحره
وتشمه هذي بطول بكاء
ولهذه يوصي أخيّة فاصبري
وتجلدي ما دمت في الاحياء
حتى أتى حرب الطغاة وخلفه
النسوان في لطم وفرط عزاء
فسطي علي الاعداء سطوة حيدر
ليث الكتيبة فارس الهيجاء
كم قدّ ابطأ لا تجد حسامه
كم جدّل الفرسان في البوغاء؟
فاصابه سهم بلبة قلبه
ليت الفداء قلبي له وحشائي
فهوي صريعاً يستغيث من الظما
وغدا الجواء يجول في البيداء
لهفي وقد قمن النساء حوا سر
وقصدن نحو مصارع الشهداء
رأس الحسين علي قنا الاعداء
والجسم منه لقي علي الرمضاء
لما سمعن جواده بصهيله
ينعاه قد قتل الغريب النائي
فرأينه والجسم منه مبضّع
والشيب منه مضمّخ بدماء
والصدر منه مُرضَضٌ وكريمه
في المرح تحمله بنو الطلقاء
*******
الشاعر: للشيخ قاسم الهر (المتوفي سنة ۱۲۷٦ هـ).