البث المباشر

شرح فقرة: "أللهم اني اقسم عليك بنبيك المعصوم، ...".

السبت 27 يوليو 2019 - 12:02 بتوقيت طهران

لا نزال نحدثك عن الادعية المباركة، ومنها دعاء الامام المهدي (عليه السلام) بعد الزيارة للامام الحسين (عليه السلام)، وقد ورد فيه: (اللهم اني اقسم عليك بنبيك المعصوم، وبحكمك المحتوم، وبهذا القبر الملموم، الموسد في كنفه الامام المعصوم، المقتول المظلوم، ان تكشف ما بي من الهموم، …الخ) .
هذا المقطع من الدعاء، يقرأ كما أشرنا عند قبر الامام الحسين، حيث يبدأ بالتوسل بالله تعالى من خلال القسم بالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) اولاً ثم بالحسين (عليه السلام)، ومجرد ملاحظتنا ان الدعاء قد ربط بين النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والحسين (عليه السلام)، نستخلص دلالة خاصة ترتبط بالتواشج بين النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وبين الحسين، حيث يتداعى الذهن الى الحديث الشريف: (حسين مني وانا من حسين) ، وحيث يتداعى الى الرابط بين بدء الرسالة الاسلامية وامتدادها الى الحسين (عليه السلام) من حيث الاسهام في الدم عبر بقاء الرسالة، وحتى استمراريتها الى ظهور الامام المهدي (عليه السلام) (صاحب هذا الدعاء).
اذن ثمة تواشج بين النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وبين الحسين (عليه السلام)، فضلاً عن استمرارية ذلك الى الامام المهدي (عليه السلام).
والان خارجاً عن ذلك، نتجه الى مفردات القسم حيث تنتظمها مفردات تبدأ بالاشارة الى (الحكم المحتوم) و (القبر الملموم) و (توسد الامام المظلوم)، ثم: (المقتول) . هذه المفردات تحتاج الى عرض سريع لاستخلاص نكاتها. فماذا نستخلص؟
بالنسبة الى عبارة القسم (بحكم الله المحتوم) نلاحظ ان الله تعالى هو الحاكم أو احكم الحاكمين في صياغة ما يقرره تعالى في حسم الامور عند الساعة قبلها وبعدها، وهو حكم حتمي لا ترديد فيه وفي مقدمة ذلك: حكمه في الترتيبات المرتبطة بشهادة الحسين (عليه السلام) والجزاءات المترتبة على معركة الطف بعد الاشارة الى ما يحكم به الله تعالى في قضية الحسين (عليه السلام) يشير الدعاء الى القبر الملموم، ثم توسده (عليه السلام) في القبر المذكور، ثم ارداف ذلك بسمات ثلاث هي: انه (عليه السلام) اي الحسين (معصوم، مقتول، مظلوم). هنا، قد نتوقف قليلاً ونتساءل: ما هي النكات الكامنة وراء هذه السمات الثلاث؟
اما ان الحسين (عليه السلام) (معصوم) فهذا ما لا ترديد فيه بقدر ما يجعل اذهاننا تتداعى الى مدى ما أرتكبه المنحرفون في قتلهم لشخصية (معصومة) اي: لايصدر منها ذنب ولا خطأ وحينئذ نتصور مدى الجريمة حينما ترتكب حيال الشخصية المعصومة من الذنب والخطأ وهذا هو احد التداعيات الذهنية لمفردة (المعصوم) التي وسم الدعاء الامام الحسين (عليه السلام) بها.
اما العبارة او السمة الثانية فهي (المقتول) هنا عندما يتداعى الذهن من شخصية (معصومة) الى (مقتولة) تتصاعد التداعيات الى ذروتها من خلال التأكيد على (المقتول) بلا ذنب صدر منه ولا خطأ.
اما العبارة الثالثة (المظلوم) فهي تتويج للتداعيات السابقة اي: ان ذهن القارئ للدعاء يبدأ بان يستحضر مفهوم (العصمة) ثم يجد عملية الاستشهاد، ثم مظلومية ذلك، عندما تتصاعد الاحاسيس (ليس الى الذروة فحسب) بل تتجاوز الى ما لا نهاية له من التصورات التي يتداعى الذهن بها، حينما يتأمل مدى المظلومية المترتبة على المأساة المذكورة.
بعد ذلك يتجه الدعاء من المقطع الاستهلالي الخاص بالتوسل وبالقسم، تحسيساً بأهمية وخطورة الموقف عند مشهد الحسين (عليه السلام)، بعد ذلك ينتقل الى الهموم الفردية لقارئ الدعاء (وهو ما نحدثك به لاحقاً ان شاء الله تعالى).
ختاماً نسأله تعالى بنبيه المعصوم وبالامام المظلوم، ان يوفقنا الى ممارسة الطاعة، والتصاعد بها الى النحو المطلوب.

*******

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة