البث المباشر

الفرج بعد الشدة للدهستاني

الأحد 30 يونيو 2019 - 09:30 بتوقيت طهران

ضيف البرنامج: الدكتور سعد الشحمان
المحاورة: بسم الله الرحمن الرحيم مستمعينا الفاضل نحيكم تحية الإيمان والإسلام ونحن نلتقيكم في حلقة اخرى من برنامجكم الإسبوعي ذخائر العبر نسهم من خلالها في التعريف بجوانب اخرى من جوانب تراثنا الأدبي الإسلامي، ندعوكم للمتابعة
المحاورة: أيها الأحبة كتاب الفرج بعد الشدة او جامع الحكايات يُمثل معلماً آخر من معالم تراثنا الإسلامي حيث ضم بين دفتيه الكثير من القصص والعبر المُعبرة حول الأشخاص الذين عانوا الأمرين بسبب المصائب والبلايا التي حلّت وإذا بالفرج الألهي يُدركهم والرعاية الألهية تشملهم وإذا بنسيم اللطف الألهي يهب عليهم ليتنسموا رَوح الفرج وريحانه، مثل هذه الحكايات والقصص وغيرها جمعها المؤلف بين دفتيه كتابه كي تكون درساً وعبرة ولكي لاييأس الإنسان من رَوح الله. مستمعينا الأكارم عن هذا الكتاب ومؤلفه سيحدثنا ضيف البرنامج الكريم الأستاذ الدكتور سعد الشحمان من خلال الدقائق القليلة المخصصة لحديثه، مرحباً بكم ضيفنا العزيز أهلاً ومرحباً
الشحمان: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المحاورة: وعليكم السلام
الشحمان: والسلام على المستمعين الكرام يسرنا أن نلتقيهم من جديد عبر هذا البرنامج، هذه الحلقة مخصصة لكتاب جامع الحكايات الذي هو في الأصل كتاب عربي تُرجم الى الفارسية في اواخر القرن السابع الهجري وحملت ترجمته سمات الأسلوب النثري في القرن السابع الهجري. المؤلف العربي هو أبو علي محسن التنوخي من علماء القرن الرابع الهجري؛ كان من قضاة وكتّاب هذا القرن وألف العديد من الكتب أهمها كتاب الفرج بعد الشدة الذي يُعتبر من الكتب الشهيرة في مجال سرد القصص والحكايات باللغة العربية. قام سديد الدين محمد العوفي بترجمة هذا الكتاب الى اللغة الفارسية بإسلوب أدبي ولكن لم يصلنا أي أثر من هذه الترجمة والحكايات الوحيدة التي تبقت لنا من هذا الكتاب نراها في كتاب جوامع الحكايات لنفس المؤلف أي العوفي ولكن هناك شخص آخر بادر الى ترجمة هذا الكتاب هو حسين بن اسعد الدهستاني في أواخر القرن السابع الهجري وأضاف اليه بعض الأشعار الفارسية، كتبه بإسلوب نثري مُبسط وسلس ويعتبر هذا الكتاب من اهم الكتب التي ضمت القصص والحكايات وكان هذا الكتاب مصدراً للإلهام بالنسبة للكثير من الكتّاب والشعراء ومن بينهم الشاعر الصوفي الشهير جلال الدين المولوي الذي نقل بالمضمون الكثير من حكايات هذا الكتاب شعراً في ديوانه المثنوي. رغم أن هذا الكتاب كُتب في الأصل باللغة العربية إلاّ أنه إكتسب شهرة واسعة في اللغة الفارسية حتى أنه في العصر الحديث أصبح مصدراً للكثير من الأعمال الفنية التلفزيونية. بالنسبة الى محتويات هذا الكتاب فهو يشتمل على قصص وحكايات كما يوحي بذلك العنوان وهو الفرج بعد الشدة؛ يشتمل على قصص الأشخاص الذين اُبتلوا بشكل من الأشكال ببعض المصائب والمشاكل ثم من خلال التوكل على الله ومن خلال الصبر والسعي إستطاعوا أن يجدوا الخلاص من تلك المشاكل التي وقعوا فيها. معظم أحداث هذه القصص والحكايات تدور في مدن كبيرة في ذلك الوقت ومنها بغداد والكوفة والبصرة والأهواز والمراكز الأخرى في ذلك الوقت. الكتاب يتألف من ثلاثة عشر باباً وجميع قصص وحكايات هذا الكتاب متشابهة من حيث التقنية القصصية الفنية وهو مايُثير التأمل والإهتمام بهذا الكتاب وحاول الكاتب أن يُبوّب هذا الكتاب حسب نوع المصيبة او المشكلة التي وقع فيها هؤلاء الأشخاص مثلاً أفرد باباً لبعض الأفراد الذين اُبتلوا ببعض الأمراض وباباً آخر لبعض الأشخاص الذين اُبتلوا بمرض العشق او الحب والعياذ بالله والأشخاص الذين اُبتلوا بالخوف او الرعب والخ وكما قلنا إن مؤلف هذا الكتاب أضاف الى هذا الكتاب الكثير من الأشعار وقصص هذا الكتاب بشكل عام تعتبر قصاً طويلة الى أنه يشتمل على بعض الحكايات القصيرة.
المحاورة: نعم كل الشكر والتقدير نقدمه اليك على كل تلك الجهود التي بذلتها طيلة حلقات البرنامج آملين أن نلتقيك في برامج اخرى نُسهم من خلالها للترويج للثقافة والفكر الإسلامي الذي صيغ عبر العصور بقوالب الأدب والفن، نشكر لك...
الشحمان: كل مانقدمه في هذا الطريق هو قليل ونسأل الله أن يوفقنا
المحاورة: شكراً أما الآن نتواصل مع المستمعين الأفاضل من خلال إستعراض جوانب من هذه التحفة التراثية الرائعة جامع الحكايات او الفرج بعد الشدة للحسين بن أسعد الدهستاني.

الجمع بين يعقوب ويوسف عليهما السلام

أفرد الله سبحانه وتعالى بذكر شأن يعقوب ويوسف عليهما السلام وعظيم بلواهما وإمتحانهما صورة محكمة بيّن فيها كيف حسد إخوة يوسف يوسف على الملام الذي بشّره الله تعالى فيه بغاية الإكرام حتى طرحوه في الجب فخلّصه الله تعالى منه لمن أدلى الدلو ثم اُستعبد فألقى الله تعالى في قلب من صار اليه إكرامه وإتخاذه ولداً ثم مراودة امرأة العزيز إياه عن نفسه وعصمة الله له منها وكيف جعل عاقبته بعد الحبس الى مُلك مصر ومالحق ليعقوب من العمى لفرط البكاء ومالحق إخوة يوسف من التسرّق وحبس أحدهم نفسه حتى يأذن له أبوه او يحكم الله له وكيف أرسل يوسف الى أبوه قميصه ورده الله به بصيراً وجمع بينهم وجعل كل واحد منهم بالباقين وبالنعمة مسروراً.

كشف الضر عن أيوب عليه السلام

وأيوب عليه السلام وما اُمتحن به من الأسقام والأدواء وعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: لما عافى الله عزوجل أيوب عليه السلام أمطر عليه جراداً من ذهب؛ قال: فجعل يأخذه ويحعله في ثوبه. فقيل له: ياأيوب أما تشبع؟ قال: ومن يشبع من رحمة الله؟

لكل رزقه

غضب برويز الملك على بعض أصحابه من جُرم عظيم فحبسه زماناً ثم ذكره فقال للسجّان: هل يتعاهده أحد؟ فقال: أيها الملك المُغنّي وحده فإنه كان يوجه اليه في كل يوم بسلة من طعام. فقال كسرى أبرويز للمُغنّي: غضبت على فلان فحبسته فقطعه الناس غيرك فكنت تتعاهده بالبر في كل يوم. فقال: أيها الملك إن البقية التي بقيت له عندك فأبقت روحه في جسده، أبقت له عندي مقدار سلة من طعام. فقال له: أحسنت وقد وهبت لك ذنبه، وأطلقه في الوقت!

العقوبة على قدر الجناية

قرأت في بعض كتب الفرس المنقولة الى العربية أن ملكاً من ملوكهم قدّم اليه صاحب مائدته غذارة إسفيرباج وهو حساء من اللحم فنقطت منه نقطة على ساعد الملك فأمر بقتله؛ فقال له الرجل: اُعيذ الملك بالله أن يقتلني ظلماً بغير ذنب قصدته. فقال له الملك: قتلك واجب ليتعظ بك غيرك فلاتُهمل الحرمة، فأخذ الرجل الغذارة وصبّها بأسرها على رأس الملك وقال: أيها الملك كرهت أن يشيع عنك أنك قتلتني ظلماً ففعلت هذا لأستحق القتل، فيزول عنك قبح الأحدوثة بظلم الخدم فشأنك الآن وماتريد. فقال الملك ماأحصن الأجل وعفا عنه!
المحاورة: مستمعينا الأحبة أتمنى لكم أطيب الأوقات وتقبلوا تحيات قسم الثقافة والأدب والفن في إذاعة صوت الجمهورية الإسلامية في ايران راجين التواصل معنا من خلال بريد البرنامج الإلكتروني adabfan۹۱@yahoo.com، الى اللقاء.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة