البث المباشر

«هفت اورنگ» او الكواكب السبعة لعبد الرحمان الجامي

الأربعاء 26 يونيو 2019 - 11:46 بتوقيت طهران

ضيف البرنامج: بسم الله الرحمن الرحيم
مستمعينا الأكارم في كل مكان، تحية من القلب نبعثها إليكم عبر الأثير في هذا اللقاء الذي يجمعنا بكم عند حلقة أخري من برنامجكم الأسبوعي «ذخائر العبر» آملين أن تمضوا معنا أطيب الأوقات عبر عِبر أخري‌ من نفائس التراث الفارسي، ندعوكم إلي المتابعة...
أحبتنا المستمعين! سبق وأن تحدّثنا في إحدى حلقاتنا سابقة من البرنامج عن مؤلف هذا الأثر «عبدالرحمان الجامي»، ولذلك فإننا سوف نقصر الحديث في حلقة هذا الأسبوع علي رائعته «هفت أورنگ» أو الكواكب السبعة، فطلبنا من ضيف البرنامج الأستاذ الدكتور (سعد الشحمان) أن يركز حديثه حول هذه المجموعة الشعرية الضخمة التي حوت بين دقيقها سبعة من أروع القصص في تاريخ الأدب الفارسي، نرحب أجمل ترحيب بضيف البرنامج راجين منه أن يتفضل بتقديم صورة مجملة حول هذا الأثر النفيس... .
الشحمان: بسم الله الرحمن الرحيم يسرني ان التقيكم من جديد مع اثر اخر من الاثار الفارسية في مجال الادب والتصوف والعرفان، من ضمن هذه الاثار التي تستوقفنا في تاريخ الادب الفارسي المجموعة الشعرية الضخمة التي حوت سبعة دواوين والتي نظمها شعراً الشاعر الصوفي الشهير عبد الرحمن الجامي والذي سبق وان تحدثت عنه في حلقة ماضية ولكن سنركز حديثنا كما قلتم حول اثره هذا المسمى بهفت اورنك وكلمة اورنك باللغة الفارسية تعني العرش وتعني ايضاً الكوكب وقد رأيت انه من المناسب ان اترجم عنوان هذه المجموعة الى الكواكب السبعة، يعتبر هذا الاثر من افضل اثار الشاعر الكبير عبد الرحمن الجامي ونظمه بأسلوب مثنويات ويضم كما قلت سبعة دواوين، الاورنك الاول او الكوكب الاول يسمى ايضاً بسلسلة الذهب وهو عبارة عن مثنوي طويل نظمه على البحر الخفيف ويضم ذكر الحقائق الصوفية والعرفانية ويتألف هذا الديوان الاول من ثلاثة دفاتر كما يسمى باللغة الفارسية يعني ثلاثة مجموعات شعرية، الفه الجامي في سنة ۸۹۰ للهجرة واما المجموعة الشعرية الثانية فهو عبارة عن قصة حب نظمت شعراً وتسمى بسلامان وابسال اقتبسها الجامي من التراث اليوناني وتحوي بعض الاشارات الصوفية والعرفانية والاخلاقية الممزوجة بالحكايات القصص والتمثيلات في هذا المجال، في المجال الصوفي والاخلاقي نظمها الشاعر سنة ۸۸٥ للهجرة، هذه المنظومة الثانية او الكوكب الثاني هي عبارة عن مثنوي رمزي يقوم على قصة معروفة اسمها سلامان وابسال وهذه القصة ذكرها ابن سينا في كتاب الاشارات والتنبيهات في معرض حديثه عن هذا النوع من القصص في التراث اليوناني وشرحها الخواجة نصير الدين الطوسي في شرح كتاب الاشارات وقد وظف شاعرنا الجامي الاسس والمبادئ والرموز التي وردت في هذه القصة وذكرها بشكل مفصل.
المحاورة: طيب شكراً استاذ، حضرات المستمعين الافاضل نستأذن ضيف البرنامج العزيز الاستاذ الدكتور سعد الشحمان في استعراض بعض من القصص والحكايا التي ضمها كتاب هفت اورنك لنعود بعدها لأكمال الحديث معه، تابعونا بعد الفاصل.
حضرات المستمعين الأفاضل! نستأذن ضيف البرنامج العزيز الأستاذ الدكتور سعد الشحمان في استعراض بعض من القصص والحكايا التي ضمّها كتاب «هفت اورنگ» لنعود بعدها لإكمال الحديث معه، تابعونا بعد الفاصل... .

عاقبة الطمع

روي أن دباً جاء إلي ضفة النهر لصيد السمك، وإذا بسمكة تقفز من الماء‌ فما كان من الدب إلا أن مدّ يده من فوره لصيدها، ولكن رجله تزحلقت، فسقط في الماء، وتبلّل فروه، وكان جريان النهر هادراً وعنيفاً بحيث جرف الدب المسكين الذي كان يولول ويصيح دون فائدة، ويتخبط في الماء وقد استسلم للموت،‌ ويئس من النجاة، وإذا برجلين يصلان إلي ضفة النهر، فوقع نظرهما علي ذلك الشيء المشرف علي الغرق،‌ وسألا أنفسهما هل هو ميت أم حي،‌ أم إنه قماش كسي بالفرو؟ فما كان من أحدهما إلا أن ألقي بنفسه في الماء طمعاً في الحصول علي الفرو حتي وصل إليه وإذا بالدب يمسك بالرجل بكلتا يديه ويقبض عليه بمخالبه أملاً بالنجاة حتي كاد الرجل يغرق، وهنا صاح به صاحبه قائلاً: إن كان الفرو ثقيلاً فدعه يا رجل ولتجرفه المياه، فأجاب الرجل قائلاً:
لقد تركت الفرو، ولكنه لايتركني، بل إن مخالبه كسرت ظهري، فقال له صاحبه: حاول يا أخي أن تنجو بحياتك، واعلم أن الفرو من الدب، والقربة من الخنزير، ولاتظنن الدب قماشاً من الفرو، وثوباً نفيساً وأنت تنظر إليه من بعيد).

الطاووس والغراب

روي أن طاووساً وغراباً التقيا في أحد البساتين، فقال الطاووس للغراب: «إن هذا الحداء الأحمر في قدميك إنما يليق بجسمي المزركش المزيّن بالألوان. يبدو أننا قد أخطانا في لبس أحذيتنا عندما خرجنا من ظلمة العدم إلي نور الوجود، فلبست حذاءك الأسود القبيح ولبست أنت حذائي الأحمر، فقال الغراب: إن الأمر علي عكس ما تقول، فإن حدث خطأ،‌ فقد حدث في ملابسنا الأخري، فملابسك الأخري إنما تليق بحذائي، ففي لحظة الخلق خرجت أنت من ثيابي الحريرية المزركشة، وخرجت أنا من ثيابك السوداء!
وفي هذه الأثناء كان هنالك طائر يراقبهما ويستمع إلي جدالهما،‌ فخاطبهما قائلاً: صديّقي العزيزين! أتركا هذه المجادلة العديمة الجدوي، فإن الله- تعالي- لم يهب كل شيء لشخص واحد، ولم يسلمه زمام كل ما يريده، وما من أحد أنعم الله عليه بما لم ينعم به علي الآخرين، فعلي كل كائن أن يرضي ويقنع بما وهبه الله له)).

ذوو القلوب العمياء

حكي أن أعمي كان يسير ليلاً وفي يده مصباح وعلي كتفه جرّة، فسأله رجل وقد عقدت الدهشة لسانه: أنت أعمي لاتري شيئاً، فلماذا تحمل هذا المصباح؟! فأجاب الرجل الأعمي: إني أحمل المصباح لذوي القلوب العمياء كي لا يصطدموا بي ولا يكسروا جرّتي!)).
أعزتنا المستمعين!
نعود الآن إلي ضيف البرنامج الأستاذ الدكتور (سعد الشحمان) ليكمل حديثه الشيق حول رائعة الشاعر (عبد الرحمان الجامي)، أهلاً بكم أستاذنا الكريم من جديد راجين أن تزودوا المستمعين الأفاضل بالمزيد من المعلومات حول هذا السفر النفيس.. .
المحاورة: اعزتنا المستمعين نعود الان الى ضيف البرنامج الاستاذ الدكتور سعد الشحمان ليكمل حديثه الشيق، اهلاً بكم استاذنا الكريم من جديد راجين ان تزودوا مستمعينا الافاضل بالمزيد من المعلومات حول هذا الاثر النفيس، بأختصار لو سمحتم.
الشحمان: نعم ان شاء الله، وصلنا الى المجموعة الثالثة من ديوان هفت اورنك ويحمل عنوان تحفة الابرار وهو ديوان معروف ومشهور عبارة عن منظومة في الوعظ والتربية مزجها الشاعر بالحكايات والتمثيلات الكثيرة وكتبها في عشرين مقالة تشتمل على ۱۷۱۰ ابيات والمجموعة الرابعة او الكوكب الرابع ايضاً معروف وهو سبحة الابرار وهو ايضاً عبارة عن منظومة ذكر فيها الشاعر مقامات السلوك والتربية والتهذيب نظمها الشاعر في اربعين عقداً وطرح فيها الاصول والمبادئ العرفانية والاخلاقية وذكر حسب المناسبة بعضاً من الحكايات والتمثيلات والمجموعة الخامسة وهي قصة شهيرة جداً معروفة بين خاصة الناس وعوامهم هي يوسف وزليخا وكما يدل العنوان عليها ذكر فيها قصة يوسف وزليخا شعراً على غرار منظمة خسرو وشيرين للنظامي واما المجموعة السادسة وهي ايضاً مجموعة معروفة تسمى ليلى ومجنون ذكر فيها هذه القصة المعروفة شعراً نظمها في سنة ۸۸۹ للهجرة والمجموعة الاخيرة هي عبارة عن رسائل في الحكمة اسمها خردنامة اسكندري اي رسالة الحكمة ذكر فيها بعض الحكم المواعظ على لسان الفلاسفة اليونانيين وسمى كلاً منها بخردنامة مثلاً خردنامة ارسطاليس وخردنامة سقراط وغيرها.
المحاورة: طيب استاذ نشكرك على حضورك معنا في حلقة اليوم من برنامج ذخائر العبر وايضاً على هذه الاجابة القيمة.
الشحمان: عفواً نرجو ان نكون قد وفينا حق الموضوع وان نلتقيكم في الاسبوع المقبل ان شاء الله.
المحاورة: ان شاء الله بهذا احبتنا المستمعين نصل الى نهاية المطاف في حلقة هذا الاسبوع من ذخائر العبر آملين ان تكون قد قضيتم معنا اوقاتاً طيبة حافلة بالفائدة ودمتم في رعاية الله شاكرين لكم حسن المتابعة.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة