ضيف البرنامج: الدكتور سعد الشحمان
نرحب بكم- إخوتنا المستمعين الأكارم- خير ترحيب في هذه الحلقة الجديدة من برنامجكم الأسبوعي ((ذخائر العبر)) مع جولة لنا جديدة في رياض ذخائر الأدب الفارسي نأمل أن تكون عامرة بثمار الحكمة، وأزهار المواعظ والعبر، تابعونا...
سنحاول- أحبتنا المستمعين- في هذه الحلقة أن نروّح عن النفس، وننفض عنها غبار الملل والكدر، من خلال إيراد حكايات فكاهية ساخرة لاتخلو من العبر والموعظ، سطرها لنا يراع الشاعر والأديب الإيراني الساخر ((عبيد الزاكاني)) الذي عرف بأسلوبه النقدي الساخر الذي التزمه في معظم رسائله وكتبه ومؤلفاته، متناولاً بالنقد الساخر اللاذع والهادف في نفس الوقت للسلوكيات والظواهر السلبية التي كانت سائدة في مجتمعه آنذاك أي في القرن الثامن الهجري، ولكننا سنسلم زمام المايكروفون في البدء لضيف البرنامج الأستاذ الدكتور سعد الشحمان ليحدثنا خلال دقائق معدودة عن هذه الشخصية، وأسلوبها، وآثارها، ورائعتها الخالدة ((رساله دلگشا)) أو((الرسالة المبهجة)) التي تضم حكايات قصيرة ولطائف كتبها المؤلف باللغتين الفارسية والعربية:
مرحباً بكم حضرة الدكتور سعد الشحمان، السؤال الأول الذي نود أن نطرحه عليكم، حول مؤلف الكتاب// عبيد الزاكاني// وشخصيته، وملامح من حياته ومكانته....
المحاورة: اهلاً بكم استاذ في ذخائر العبر
الشحمان: اهلاً وسهلاً بكم وانا ايضاً يسرني ان التقيكم والتقي المستمعين الاعزاء من جديد
المحاورة: شكراً استاذ السؤال الاول الذي نود ان نطرحه عليكم حول مؤلف الكتاب يعني عبيد الزاكاني وشخصيته وملامح من حياته ومكانته.
الشحمان: نعم في البداية الاسم الكامل لهذا الاديب والشاعر هو عبيد الله الزاكاني والذي عرف بعبيد الزاكاني، كان شاعراً وكاتباً ساخراً من القرن الثامن الهجري وقد ولد في مدينة صغيرة وهي تعتبر من توابع مدينة قزوين كما قلت في بدايات القرن الثامن الهجري وتوفي سنة ۷۷۱ للهجرة ودفن في مدينة دزفول وقد اشتهر هذا الاديب بالزاكاني نسبة الى اسرته التي كانت تعرف بالزاكانية علماً ان هذه الاسرة كانت هي بطون احدى القبائل العربية وهي قبيلة بني خفاجة التي هاجرت الى ايران وسكنت بالقرب من مدينة همدان وكان عبيد الزاكاني يحظى بالكثير من الاحترام ومن مكانة مرموقة في بلاط مختلف الحكام والملوك الذي عاصرهم حتى انه حظي بالكثير من الالقاب من هؤلاء الامراء والحكام المعاصرين له. من جملة الملوك والحكام الذي عاصرهم عبيد الزاكاني كانت شخصيات معروفة مثل الخواجة علاء الدين محمد والشاه الشيخ ابو الحسن اينجو الذي كان من المغول وركن الدين عبد الملك وزير السلطان عويس والملك شجاع المظفري او الشاه شجاع المظفري ولاشك ان عبيد الزاكاني كان من كبار الادباء والشعراء وكما قلنا عرف بأسلوبه الهزلي والساخر والفكاهي في اشعاره وفي كتاباته حتى اننا يمكننا ان نشبهه بالكاتب الفرنسي الكبير فولتير الذي عرف بهذا الاسلوب.
المحاورة: طيب شكراً دكتور نواصل اخوتنا المستمعين لقاءنا مع ضيف البرنامج بعد فاصل قصير
المحاورة: نواصل- إخوتنا المستمعين- لقاءنا مع ضيف البرنامج، لكن بعد
المحاورة: أهلاً وسهلاً بكم من جديد استاذ سعد الشحمان، نرجو منكم أن تحدثونا في هذه المرة عن رائعة هذا الأديب//رساله دلگشا// وقيمتها ومكانتها بين الآثار للأدبية الأخري
المحاورة: نجدد التحية لكم مستمعينا الكرام ولضيفنا الكريم الاستاذ سعد الشحمان
الشحمان: اهلاً وسهلاً بكم
المحاورة: نرجو منكم استاذ ان تحدثونا هذه المرة عن رائعة هذا الاديب رسالة دلكشا وقيمتها ومكانتها بين الاثار الاخرى.
الشحمان: الحقيقة عبيد الزاكاني له الكثير من الاثار من الرسائل والدواوين الشعرية التي تركها لما والحقيقة كلها عرفت بأسلوبها الفكاهي النقدي التي حاول من خلالها ان ينقد بعض الظواهر الاجتماعية والسياسية السلبية التي كانت شائعة في عصره ومن بين هذه الاثار التي تركها لنا، الاثار المشهورة التي عرفت بين جمهور الناس الرسالة المعروفة برسالة دلكشا واذا اردنا ان نترجمها الى اللغة العربية نستطيع ان نقول انها الرسالة المبهجة او الرسالة المبهجة للقلوب وتعتبر هذه الرسالة من اشهر الاثار الفكاهية الساخرة في الادب الفارسي وتضم هذه الرسالة حكايات ولطائف او كما نصطلح عليه الان بالنكات، كتبها هذا الاديب باللغتين الفارسية والعربية وذكر فيها بعض الحكام والامراء والملوك الذين عاصرهم والذين ذكرتهم في القسم السابق من حديثي، نعم في هذه الرسالة انتقد من خلال الحكايات والقصص واللطائف التي وردت فيها الاوضاع التي كانت سائدة في عصره بلغة الهزل وبلغة الفكاهة والسخرية وايضاً ترك لنا الاديب والشاعر عبيد الزاكاني بعض الاشعار الجادة يبلغ عدد هذه الابيات حوالي ثلاثة الف بيت. هذه الرسالة رسالة دلكشا كما قلت تعتبر من الرسائل المشهورة والمعروفة بين عامة الناس وتعتبر من الرسائل الممتعة حقاً والتي نقد من خلالها بأسلوب ذكي بعض الظواهر السلبية في عصره في مجال السياسة ومجال الاجتماع.
المحاورة: طيب شكراً استاذ وكما نشكرك ايضاً على هذا الحضور في برنامج ذخائر العبر
الشحمان: انا ايضاً اقدم شكري لكم ونأمل ان شاء الله ان نلتقيكم
المحاورة: شكراً مستمعينا الكرام ونودع الاستاذ الدكتور سعد الشحمان ونعود لكم بعد الفاصل
المحاورة: نتابع- إخوتنا المستمعين- حكايات//الرساله المبهجة// بعد الفاصل
من الحكايات الطريفة التي يوردها الزاكاني عن شخصية ((جحا)) في رسالته علماً، أنه قد خصص جملة من حكاياته لهذه الشخصية، وجملة لشخصيات أخري أو حكام أو أمراء عاصروه، الحكاية الطريفة التالية التي لا نري إلا أنها سوف تنتزع الابتسامة منا فلنستمع معاً:
((كان جحا تلميذاً لأحد الخياطين في طفولته، وفي ذات يوم جاء أستاذه بإناء من العسل، ثم إنه أراد أن يخرج من الدكان لقضاء حاجة له، فقال لجحا: في هذا الإناء سم، فاحذر من أن تأكله، وإلا هلكت، فقال جحا: وما حاجتي به؟!، وعندما خرج الأستاذ، ناول جحا الصرّاف قطعة من القماش، وأخذ منه قطعة من الخبر، وأكل بها العسل كله!
ثم إن الأستاذ عاد، وتفقد قطعة القماش، فقال جحا: لا تضربني حتي أقول لك الحق، عندما كنت منشغلاً غافلاً سرق لص قطعة القماش، فخشيت أن تأتي وتضربني، فقلت: من الأفضل أن أتناول السم حتي أموت قبل أن تأتي: فأكلت السم في الأناء كله، ولكنني مازلت حياً، والباقي أتت تعلمه!)).
وبذلك- إخوتنا المستمعين- نأتي علي ختام حلقتنا هذه من ((ذخائر العبر))، انتطرونا في الحلقة القادمة مع ذخائر جديدة من العبر عبر تجوالنا في كنوز التراث الفارسي، نستودعكم الله، ونحن في انتظاركم.