قال مولانا الامام الباقر _ عليه السلام _: "ان الحسين …قتل مظلوما مكروبا لهفانا، فآلى الله عزوجل على نفسه أن لايآتيه لهفان ولامكروب ولا مذنب ولا مغموم ولا عطشان ولا من به عاهة ثم دعى عنده وتقرب بالحسين بن علي الى الله عزوجل الا نفس الله كربته وأعطاه مسألته وغفر ذنوبه ومد في عمره وبسط في رزقه".
السلام عليكم إخوة الإيمان ورحمة الله، تحية مباركة طيبة نهديها اليكم ونحن نلتقيكم في حلقة اخرى من هذا البرنامج.
مستمعينا الافاضل، الحديث الشريف الذي أفتتحنا به لقاء اليوم هو نموذج لمئات الاحاديث الشريفة المروية عن النبي الاكرم _صلى الله عليه واله وسلم_ وأئمة عترته عليهم السلام _، والتي تتحدث عن عظيم الاجر والثواب الدنيوي والأخروي الذي أعده الله تعالى لزوار الحسين _ عليه السلام _ وقد رويت هذه الاحاديث الشريفة في المصادر الحديثية المعتبرة وكثير منها صحيحة الأسانيد ومضامينها الأساسية متواترة لايشك فيها من تأمل في نصوصها، وقد جمع منها الكثير من العلماء الاعلام في كتب مثل كامل الزيارات والكافي وتهذيب الاحكام والوسائل والبحار وغيرها، بل لايكاد يخلو مصدر من مصادر الحديث المعتبرة في مدرسة أهل البيت عليهم السلام من نماذج لها.
وفي الحديث الذي نقلناه في بداية هذا اللقاء يبين لنا مولانا الأمام الباقر عليه السلام أحد أسرار هذا الثواب العظيم الذي أعده الله للمتوسلين إليه بوليه سيد الشهداء _عليه السلام_ في الدنيا والاخرة … فالباقر _عليه السلام_ يمهد لذكر بعض هذا الثواب العظيم بقوله: (إن الحسين قتل مظلوما مكروبا لهفانا)، وفي ذلك _مستمعينا الافاضل_ أشارة الى أن سيد الشهداء _ سلام الله عليه _ تعرض لأشد أنواع المظلومية والكرب تحملها في سبيل الله عزوجل لكي ينقذ العباد من الجهالة وحيرة الضلالة، تحملها بشوق اللهفان إليها لأن فيها حفظ دين الله وكشف هوية أعدائه عزوجل.
ولذلك فقد أوجب تبارك وتعالى على نفسه أو حسب تعبير الامام الباقر_ عليه السلام _ (الى الله على نفسه) كما ورد في تتمة الحديث ومعناه أوجب على نفسه أن يختص من يأتي الامام الحسين _ عليه السلام _ برحماته الخاصة وألطاف كرامته، تكريما لسيدالشهداء نفسه وعظيم تضحيته في سبيل الله وخدمة لخلقه عزوجل.
مستمعينا الأفاضل، والمقصود بقول الامام الباقر _ عليه السلام _ (آلى الله عزوجل على نفسه أن لايأتيه لهفان ولامكروب ولامذنب) الى نهاية الحديث الشريف، هو أن لايأتي الامام الحسين _ عليه السلام _ أحد بهذه الأوصاف ويتقرب به الى الله عزوجل إلا وقضى الله حاجته ودفع عنه مايعاني منه وأستجاب دعائه كرامة للحسين عليه السلام. وهذه الحقيقة صدقها الواقع التأريخي لما أظهره الله عزوجل في المشهد الحسيني على طول تأريخه والى اليوم، فقد أصبح هذا المشهد المبارك دار قضاء حوائج
كل من يقصده بنية خالصة. المزيد من التوضيح لهذه الحقيقة نستمع اليه من ضيفنا الكريم في هذه الحلقة سماحة (الشيخ ابراهيم الحجاب الباحث الاسلامي من السعودية)
الشيخ ابراهيم الحجاب: بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صلي على محمد وال محمد اللهم اجعلني من عشاق الحسين ولاتحرمني يارب شفاعة الحسين في الدنيا والاخرة
عندما يتوجه الانسان اي انسان الى مشهد الامام الحسين سلام الله عليه يلاحظ في كل لحظة وحين كرامات تظهر لهذا العظيم من سبط رسول الله وريحانته ولايمكن بالذات الان ان يكذب الكرامات الظاهرة والواضحة كما ذكرتم هناك الان الكاميرات تصور ذلك، اي انسان يستطيع ان يشاهد بأم عينه هذه الكرامات المباركة. نعم عندما نتأمل في هذه الكرامات التي منحها الله عزوجل لسبط رسول الله صلى الله عليه واله وريحانته الامام الحسين سلام الله عليه نلاحظ ان الله عزوجل اراد ان يبين المكانة لهذا العظيم الذي اصطفاه الله وفضله هو وسائر المعصومين صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين وبما ان الله عزوجل اصطفاهم وفضلهم على سائر الخلق لابد ان يعطيهم امتيازات من جملة هذه الامتيازات هذه الكرامات التي تظهر ولاعجب، نحن عندما نقرأ في كتب التاريخ نسمع الى الان الكثير من الاولياء الصالحين عندهم كرامات تظهر كشفاء المرضى، كغيره على ايديهم هؤلاء الاولياء ربما بعضهم انسان عادي، مؤمن ذهب عن الدنيا لكن كانت له كرامات فما بالك بسيد شباب اهل الجنة الحسين بن علي سلام الله عليه، هذا السبط، هذا الكبش، كبش الفداء الفداء الذي اختاره الله تعالى ليكون قرباناً طاهراً في اهل البيت، لاحظوا السيدة زينب في شهادة الامام الحسين حينما وضعت يدها قالت اللهم تقبل منا هذا القربان وقربان لله عزوجل وكرامات الامام الحسين بأبي هو وامي لم تكن فقط في هذه الايام بل منذ وجود الامام الحسين سلام الله عليه في هذه الدنيا الى هذا اليوم وكل يوم تظهر له كرامات لكي يتأمل الانسان المؤمن ويتأمل كل انسان ينظر لهذه الكرامة يعرف ان الله عزوجل ميز هذا السبط الزكي، ميز هذا العظيم وفضله لأنه حق ورمز للخلود فيبقى حسين الفدا رمز للخلود يستمدون منه الناس الكرامة، يستمدون منه الناس المحبة، يستمدون منه الناس الحق الذي هو يعلو دائماً.
كانت هذه اعزائنا مستمعي صوت الجمهورية الاسلامية في إيران توضيحات سماحة (الشيخ ابراهيم الحجاب الباحث الاسلامي من السعودية) لأسرار كثرة الكرامات التي يظهرها الله عزوجل في استجابة دعوات المتوسلين إليه بوليه و وتره الموتور سيد الشهداء عليه السلام فشكرا له ونتابع أيها الاخوة والأخوات تقديم هذه الحلقة من برنامج (الحسين في كلام المعصومين عليهم السلام) فنعود الى حديث مولانا الامام الباقر _ عليه السلام _ والذي افتتحنا به هذا اللقاء، فنشير الى أن نص الحديث يصرح باللطف الإلهي الخاص بمن يأتي الامام الحسين _ عليه السلام _، والمقصود بالأتيان هو بالدرجة الاولى زيارة قبر سيد الشهداء _ عليه السلام _، ولكن هذا هو المصداق الأوضح وليس المصداق الوحيد، فعنوان الإتيان المادي، بمعنى أن الحكم نفسه واللطف ألألهي نفسه يشمل من لايقدر _ لعلة أو أخرى _ على زيارة الحسين _ عليه السلام _ في مشهده المقدس، فيتوجه اليه ويزوره من بعيد ويتوسل الى الله عزوجل به _ عليه السلام _ حيثما كان.
وهذا المعنى يصرح به الامام الباقر عليه السلام نفسه في حديث زيارة عاشوراء عندما سأله الراوي وهو علقمة الحضري قائلا: جعلت فداك، فما يصنع من كان في بعد البلاد وأقاصيها ولم يمكنه المصير إليه (أي الذهاب الى المشهد الحسيني)، فأجاب _عليه السلام_ قائلا: اذا كان في ذلك اليوم … فليغتسل من أحب من الناس أن يزوره من أقاصي البلاد أو قريبها، فليبرز الى الصحراء أو يصعد سطح داره فليصل ركعتين خفيفتين يقرأ بها (بعد الفاتحة) سورة الاخلاص فاذا سلم أومأ اليه بالسلام ويقصد اليه بتسليمه _الى ان قال عليه السلام_ في نهاية الحديث: ان استطعت ياعلقمة أن تزوره كل يوم بهذه الزيارة في دارك وناحيتك وحيث كنت من البلاد في أرض الله فافعل ذلك ولك ثواب جميع ذلك.
وقال الباقر عليه السلام في رواية أخرى: فأنا ضامن لهم إن فعلوا ذلك على الله عزوجل جميع هذا الثواب.
انتهى مستمعينا الأفاضل الوقت المخصص لحلقة اليوم من برنامج (الحسين في كلام المعصومين عليهم السلام) قدمناه اليكم من صوت الجمهورية الاسلامية الإيرانية، نودعكم بتلاوة نص الحديث الشريف الذي افتتحنا به هذا اللقاء وهو: قال مولانا الامام الباقر _عليه السلام_: ان الحسين … قتل مظلوما مكروبا لهفانا، فآلى الله عزوجل على نفسه أن لاياتيه لهفان ولامكروب ولا مذنب ولا مغموم ولا عطشان ولا من به عاهة ثم دعى عنده وتقرب بالحسين بن علي الى الله عزوجل الا نفس الله كربته وأعطاه مسألته وغفر ذنوبه ومد في عمره وبسط في رزقه.