قال إمامنا الصادق عليه السلام: "إقرأوا سورة الفجر في فرائضكم ونوافلكم فإنها سورة الحسين بن علي – عليهما السلام_، فارغبوا فيها رحمكم الله تعالى..."
الا تسمع الى قوله تعالى "يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ{۲۷} ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً{۲۸} فَادْخُلِي فِي عِبَادِي{۲۹} وَادْخُلِي جَنَّتِي{۳۰}"، إنما يعني الحسين بن علي فهو ذو النفس المطمئنة الراضية المرضية وأصحابه من آل محمد –صلى الله عليه وآله_ هم الراضون عن الله يوم القيامة وهو راضٍ عنهم...
من أدمن قراءة ((والفجر)) كان مع الحسين بن علي في درجته في الجنة والله عزيزٌ حكيم.
السلام عليكم أيها الاخوة والأخوات، على بركة الله نلتقيكم في الحلقة الخامسة والعشرين من هذا البرنامج وقد افتتحناها بواحدٍ من غرر أحاديث أهل بيت النبوة_عليهم السلام_ المعرفة بمنزلة سيد الشهداء_ عليه السلام_.
هذا الحديث مروي في عدة من مصادرنا المعتبرة كتفسير علي بن ابراهيم وغيره عن إمامنا جعفر الصادق_عليه السلام_، وفي بدايته يدعو المؤمنين للإهتمام بتلاوة سورة الفجر والرغبة في التدبر فيها والتشبع بمقتضيات الحقائق التي تتضمنها معللاً هذه الدعوة بأنها سورة الحسين _عليه السلام_.
مولانا الإمام الصادق_ عليه السلام_ يأمر بصراحة في مطلع الحديث بأن يتلو المؤمنون هذه السورة في صلواتهم النوافل منها والفرائض بعد سورة الفاتحة بالطبع.
وفي ذلك تأكيد على مزيد الإهتمام بها، إذ أن صلاة المؤمن هي من أهم مواطن تقربه الى الله عزوجل وقراءة هذه السورة في الصلوات يمنح الفرصة للحصول على أفضل الآثار المرجوة منها.
وهنا نسأل ما معنى كون سورة الفجر هي سورة الحسين – عليه السلام_؟
في الإجابة عن هذا السؤال نقول: إن الإمام الصادق – عليه السلام_ أجاب عنه في الحديث نفسه عندما سأله الراوي نفسه فقال:
الا تسمع الى قوله تعالى "يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ"الى أن قال: إنما يعني الحسين بن علي فهو ذو النفس المطمئنة الراضية المرضية...
وهذا القول يشير الى أن أوضح مصاديق هذه النفس المطمئنة قد تجلى في سيد الشهداء سلام الله عليه ولذلك جعلت سورة الفجر سورته_ عليه السلام_.
ولذلك فإن الإهتمام بتلاوة هذه السورة يعين المؤمنين على التحلي بدرجات من هذه النفس التي يحبها الله ويسكنها الجنة الخاصة بصفوة عباده.
فما هو معنى وصف الإمام الصادق لجده الحسين_ عليهما السلام_ بأنه ذوالنفس المطمئنة الراضية المرضية التي خاطبها الله عزوجل في سورة (الفجر).
الإجابة عن هذا السؤال نتلمسها في توضيحات ضيفنا الكريم سماحة (السيد جعفر العلوي الباحث الاسلامي من لبنان)، نستمع معاً لحديثه عبر الهاتف.
السيد جعفر العلوي: تبرز من خلال الاوضاع الموضوعية لكل امام صفة خاصة يعنون بها ويعرف بها من خلال مجريات حياته وحينما علم الامام الحسين سلام الله عليه بمقتله الشريف ومقتل ابناء واهل بيته واصحابه فجابه كل ذلك من خلال تحركه بكل اطمئنان وحينما قال له ابنه علي الاكبر سلام الله عليه انك تسترجع الله فقال الامام القوم يسيرون والمنايا تسير معهم وبالتالي فأن الصورة كانت واضحة للامام سلام الله عليه وبالتالي جابه كل ذلك بنفس مطمئنة فهنا يبرز الاطمئنان في نفس الامام وتبرز النفس المطمئنة كعنوان واضح لحقيقة ايمان الامام سلام الله عليه وايضاً عندما علم انه سيجري عليه ذلك الذبح الذي لم يجر على احد من غيره ولم يكن احداً غيره في مستقبل الايام حيث يذبح هذا الامام ويذبح ابناءه وبطريقة شنيعة ثم تركب الخيول على صدره الشريف ويضرب تلك الضربات الموجعة بالاسهم المختلفة قد نقول هذا الكلام وهو امر سهل في اللسان الا انه حقيقة امام واقع العيان فأنه صعب جداً فقد تحمل الامام كل ذلك راضياً وجعله الله بصفة هذا الرضا مرضياً من قبل الله سبحانه وتعالى فحاز هذا الوصف عن يقين وحاز هذا الوصف ايضاً عن واقع برز به الامام سلام الله عليه.
جزيل الشكر نقدمه لسماحة (السيد جعفر العلوي الباحث الاسلامي من لبنان) على ما تفضل به ونتابع من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران تقديم حلقة اليوم من برنامج (الحسين في كلام المعصومين عليهم السلام)....
ونعود مستمعينا الأفاضل الى حديث مولانا الإمام الصادق_ عليه السلام_ وهو يحث المؤمنين على الإلتزام بتلاوة سورة الفجر خاصة بعد سورة الفاتحة في النوافل والفرائض لأنها سورة الحسين_ عليه السلام_.
والحسين هو صاحب النفس المطمئنة الراضية المرضية والمواظبة على تلاوة هذه السورة تعين المؤمن على الفوز بأسمى صفات الشخصية الإيمانية وهي:
الإطمئنان والثقة بحسن تدبير الله عزوجل لشؤون عباده وجميل صنعه ورعايته لهم.
أما الصفة الثانية فهي الرضا بقضاء الله عزوجل في أصعب الأوضاع وأشد الإبتلاءات كما تجلى في الملحمة الحسينية وبأسمى صورها والصفة الثالثة مستمعينا الأفاضل، أن يصبح المؤمن مرضياً عند الله عزوجل ببركة الصفتين السابقتين.
من هنا كان التشبع بمضامين هذه السورة عبر الإلتزام بالتقرب الى الله عزوجل بتلاوتها في صلوات الفرائض والنوافل إحدى الوسائل للتحلي بالروح الحسينية التي تجعل المؤمن مع الحسين – عليه السلام_ في درجته يوم القيامة كما يبشرنا بذلك مولانا الإمام الصادق – عليه السلام_ في ختام حديثه النوراني المتقدم.
نشكر لكم أعزاءنا مستمعي صوت الجمهورية الاسلامية في ايران طيب الأصغاء للحلقة الخامسة والعشرين من برنامج (الحسين في كلام المعصومين عليهم السلام) نودعكم بأعادة قراءة الحديث الذي إخترناه لها وهو:
قال إمامنا الصادق عليه السلام: "إقرأوا سورة الفجر في فرائضكم ونوافلكم فإنها سورة الحسين بن علي – عليهما السلام_، فارغبوا فيها رحمكم الله تعالى..."