البث المباشر

قال رسول الله – صلى الله عليه واله – : اللهم أحب حسيناً فإني أحبه

الأربعاء 29 مايو 2019 - 15:39 بتوقيت طهران

قال رسول الله _ صلى الله عليه واله _: "أحب الله من أحب حسينا".
السلام عليكم مستمعينا الأكارم ورحمة الله، الكلام النبوي النوراني الذي استمعتم إليه في مطلع هذه الحلقة من البرنامج مجموع من ثلاثة أحاديث شريفة روته كثير من مصادر المسلمين المعتبرة من مختلف الفرق عن رسول الله _صلى الله عليه وآله_ وبأسانيد كثيرة يمكن مراجعتها في الجزء العشرين من موسوعة (الإمام الحسين عليه السلام) وهو الجزء الخاص بمنزلة الإمام الحسين في القرآن الكريم و الأحاديث النبوية.
يشتمل هذا الكلام النبوي على عدة حقائق مهمة فيما يرتبط بحب الحسين _عليه السلام_ وآثاره.
الحقيقة الأولى هي أن حبّ الحسين من أخلاق أولياء الله عزوجل ومن الأخلاق النبوية التي ينبغي للمؤمن التخلق بها، فهو _ صلى الله عليه وآله _ صاحب الخلق العظيم الذي أمرنا الله جل جلاله بالتأسي به فهو الأسوة الحسنة على نحو الإطلاق كما صرحت بذلك الآيات الكريمة... وهذا أي (التأسي به على نحو الإطلاق) مقام خاص به _صلى الله عليه وآله_ من بين جميع الأنبياء _سلام الله عليهم أجمعين_...
ولا يخفى عليكم مستمعينا الأفاضل أن وجود النبي الأكرم _ صلى الله عليه وآله _ إلهي بالكامل في أقواله وأفعاله ومشاعره جميعاً ولذلك أمر الله عزوجل بالتأسي به _ صلى الله عليه وآله _ بصورة مطلقة.
من هنا فإن حبه لسبطه الحسين _عليه السلام_ هو حب إلهي مقدس بالكامل ولذلك يطلب _صلى الله عليه وآله_ من الله عزوجل أن يحب الحسين _عليه السلام_ لأنه _صلى الله عليه وآله_ يحبه ؛ أي أن الحب المحمدي يكون سبباً لحب الله عزوجل للحسين _صلوات الله عليه_.
وهنا ينقدح السؤال التالي وهو: إن الحسين هو من أئمة العترة المحمدية وسيد شباب أهل الجنة، ولذلك فهو يحظى بحب الله عزوجل بلا شك، فما معنى ان يطلب رسول الله _صلى الله عليه وآله_ من ربه المحب للحسين أساساً أن يحبّه؟!
للإجابة عن هذا السؤال نقول: إن المطلوب هنا ليس أصل الحب، بل زيادته واستمراره ومضاعفة بركاته وآثاره في رحمة البشرية بالحسين _ عليه السلام _، وهذا المعنى شائع في الأدعية القرآنية كما في طلب الهداية الى الصراط المستقيم في سورة الفاتحة التي نكررها في جميع الصلوات.
فالنبي الأكرم _ صلى الله عليه وآله _ وهو سيد المهتدين والهادين الى الصراط المستقيم كان يكرر دعاء "اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ" في جميع صلواته وكل يوم وذلك طلباً للزيادة في بركات الإهتداء للصراط المستقيم وآثاره.
مستمعينا الأكارم، والكلام المحمدي المتقدم صريح في أن من يقتدي برسول الله _ صلى الله عليه وآله _ ويحب الحسين _ عليه السلام _ يحظى بحب الله عزوجل حيث قال _ صلى الله عليه وآله _ "أحب الله من أحب حسيناً".
وهذه الجملة مستمعينا الأفاضل خبرية و معناها أن من أحب الحسين يحظى حتماً بحب الله عزوجل، فما هي اثار حب الحسين عليه السلام على قلب المحب له بحيث تجعله يفوز حتماً بحب الله له؟
نستمع للإجابة عن هذا السؤال من ضيفنا الكريم في حلقة اليوم من برنامج الحسين في كلام المعصومين عليهم السلام (الدكتوره زينب عيسى الباحثة الدينية في لبنان).
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد اشرف الخلق والمرسلين
نعم سيدي الكريم حب الحسين هو واجب على كل مسلم ومسلمة وكل فرد من الافراد الذي يعي معنى الحرية ومعنى العيش ابياً ومعنى الكرامة فالحسين سلام الله عليه بحكم موقعه من الرسالة ومن النبوة يفترض علينا حبه كما احبه النبي صلى الله عليه واله وسلم ونحن علينا ان نعرف طبيعة الحسين فالحسين عليه السلام هو الامتداد الرسالي لابل هو النموذج الصادق عن النبي صلى الله عليه واله وسلم فالحسين عليه السلام نبت لحمه من لحم رسول الله ودمه حتى انه في رواية كان يأتي بالحسين الى النبي فكان يضع النبي ابهامه في فم الحسين فكان يمص منها ما يكفيه اليومين والثلاثة فنبت لحم الحسين من لحم رسول الله ودمه فلهذا نرى انه جمع للحسين ما جمع للنبي من صفات وخصائص وكمالات فهذه الصلة مع النبوة هي اول مظهر رمزي من مظاهر هوية الحسين والتي اعطته مقومات نمائية ثابتة لتلك الشخصية في اطار من التفرد والتمييز والتي علينا نحن ان نعيها ونعرفها وكلما وعيناها اكثر ووعينا قرب الحسين من النبي كلما ازداد حبنا للحسين خاصة ان النبي قال مقولته المشهورة "حسين مني وانا من حسين، احب الله من احب حسيناً" وهناك احاديث عديدة متواترة في الحب النبي للحسين حتى ان النبي صلى الله عليه واله وسلم جعل الحسين ابناً للنبي بقوله "الحسن والحسين عصبتي ولكل ولد اب عصبتهم ماخلا الحسن والحسين ولدي فاطمة فانا ابوهم وعصبتهم والحسن والحسين ريحانتي من الدنيا" هذه الاحاديث تبين موقع الحسين من النبي وقال الله تعالى "أَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ" والنبي صلى الله عليه واله وسلم امرنا وطلب منا حب الحسين وبالتالي علينا طاعة النبي ومعرفة مكانة هذا الانسان المتميز الفريد الذي استشهد في سبيل الخير وفي سبيل حب الله. علينا ان نعرف ما قام به الحسين فالحسين هو المثال الاعظم في البطولة وفي العزة والاباء والقدوة المثلى في اعلاء كلمة الحق وصرخة الحق ومبدأ الحق وما صرخته في مجلس الوليد بن عتبة ليعلن مقولته الشهيرة "مثلي لايبايع مثله" فيها اعلان للانكار ووثبة شجاعة من اعماق شجون التصمت لأختراق جدار العبودية مطلقاً هواء الحرية في فضاء الزمان فالحسين هو المثال الاعظم في العزة والاباء وكلماته ما زالت تتناقلها الاجيال التي عرفت ووعت معنى العزة والكرامة والحرية فالحسين علمنا ان نقول للظلم والاستكبار "هيهات منا الذلة"، علمنا الحسين ان نقول "والله لااعطيكم بيدي اعطاء الذليل ولااقر لكم اقرار العبيد" علمنا الحسين كيف نكون احراراً، علمنا ان القتل اولى من ركوب العار والعار اولى من دخول النار فهذا هو الحسين وعظمة الحسين وقوله تعالى "قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى"فحب الحسين طاعة واجبة علينا وعلى كل مسلمة ومسلمة وكل فرد وعى الحرية والعزة والكرامة.
نشكر مستمعينا الأفاضل سماحة (الدكتوره زينب عيسى الباحثة الدينية في لبنان) على هذه التوضيحات ونتابع تقديم الحلقة الرابعة من برنامج (الحسين في كلام المعصومين عليهم السلام) وهنا نشير الى أن النبي الأكرم وهو _صلى الله عليه وآله _ الصادق الأمين يطلب من الله عزوجل في كلامه الذي نقلناه في بداية اللقاء أن يحب من يحب حسينا، هذا من جهة ومن جهة ثانية يؤكد أن الله عزوجل يحب حتماً من يحب حسيناً، فكيف نجمع بين الأمرين؟
وبعبارة أخرى إذا كان محب الحسين _ عليه السلام _ يحظى حتماً بمحبة الله عزوجل له، فما معنى أن يدعو رسول الله لمحب الحسين بأن يحبه الله؟ نعتقد أن الأجابة عن هذا السؤال أصبحت واضحة على ضوء ما تقدم بيانه بشأن معنى طلب رسول الله _ صلى الله عليه وآله _ من الله عزوجل أن يحب الحسين _ عليه السلام _ لحبه له. فالمراد والمطلوب هنا هو زيادة حب الله لسيد الشهداء _ عليه السلام _ ومضاعفة آثاره و بركاته.
وهذا الأمر يصدق أيضاً على الدعاء لمحب الحسين بأن يحبه الله عزوجل فالمطلوب هو زيادة حب الله لمحب الحسين _ عليه السلام _ وزيادة آثاره و بركاته.
والنتيجة التي نخلص إليها مما تقدم أيها الأخوة والأخوات هي أن حب الحسين _ عليه السلام _ هو من أخلاق أولياء الله عزوجل، وهو من مصاديق الإقتداء برسول الله _ صلى الله عليه وآله _.كما أنه حب قدسي مبارك. فالمحب لأبي عبدالله الحسين _ عليه السلام _ يفوز بحب الله عزوجل الدائم والمستمر وبدعاء رسول الله وطلبه من الله أن يضاعف حبه عزوجل لمحب الحسين ويزيد من آثاره وبركاته.
وبهذه النتيجة ننهي لقاءنا بكم أعزاءنا مستمعي إذاعة طهران في رابعة حلقات برنامج (الحسين في كلام المعصومين عليه السلام).
ومسك الختام هو تنوير القلوب بالكلام المحمدي الذي إفتتحنا به اللقاء وهو قول رسول الله _ صلى الله عليه واله _: "أحب الله من أحب حسيناً"....

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة