البث المباشر

حسين مني وأنا من حسين أحب الله من أحبّ حسيناً حسين سبط من الأسباط

الأربعاء 29 مايو 2019 - 15:19 بتوقيت طهران

قال رسول الله صلى الله عليه واله: "حسين مني وأنا من حسين، أحب الله من أحبّ حسينا، حسين سبط من الأسباط".
السلام عليكم مستمعينا الأكارم ورحمة وبركاته، تقبل الله منكم صدق الولاء والمودة للعترة المحمدية وأنتم تتقربون إليه عزوجل بالمشاركة في إقامة الشعائر الحسينية تعظيماً لشعائر الله.
أهلا بكم في هذا البرنامج الذي نسعى فيه للتعرف أكثر وأكثر على إمامنا أبي عبدالله الحسين – عليه السلام – وذلك عبر التدبر فيما قاله عنه العارفون حقاً به آباؤه الطاهرون وأبناؤه الطيبون صلوات الله عليهم أجمعين. والبداية أيها الأخوة والأخوت من كلمات سيد الخلائق أجمعين الصادق الأمين الحبيب المصطفى صلي الله عليه واله. والحديث الشريف الذي إستمعتم اليه في مطلع هذا اللقاء هو من الأحاديث المشهورة التي رويت من مصادر الفريقين سنة وشيعة، ونصه نقلناه من صحيح الترمذي الذي رواه على الصفحة ۳۲٤ من الجزء الخامس من كتابه (السنن)، وهذا الكتاب هو أحد الكتب الستة التي تعد الأكثر إعتباراً عند أهل السنة.
وكما تلاحظون مستمعينا الأكارم فإن هذا الحديث الشريف يشتمل على ثلاثة فقرات في تعريف الامة بمنزلة سيد الشهداء سلام الله عليه هي:
الأولى: "حسين مني وأنا من حسين"
والثانية هي "أحب الله من أحب حسينا"
أما الثالثة فهي "حسين سبط من الأسباط".
لنبدأ بالفقرة الأولى... فكنوا معنا:
مستمعينا الأفاضل: إستخدم رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم– مثل هذا التعبير في احاديث أخرى ترتبط بأصحاب الكساء علي وفاطمة والحسنان – عليهم السلام – فقال ضمن حديث الكساء المتواتر (إنهم مني وأنا منهم). وإضافة الى هذا التعبير الجمعي فقد إستخدم رسول الله مثل هذا التعبير على نحو التخصيص أيضا، فقال – صلى الله عليه واله -: "علي مني وأنا من علي"وقال: "فاطمة مني وأنا منها.."، كما قال "حسين مني وأنا من حسين" وكلها أحاديث صحت روايتها من طرق الفريقين.
وفيما يرتبط بالحديث الأول فقد نص المفسرون من الفريقين أيضاً على أن جبرئيل الأمين – عليه السلام – قد نزل على رسول الله صلى الله عليه وآله بعد أن بعث أحد أصحابه لتبليغ الآيات الأولى من سورة براءة في موسم الحج من السنة التاسعة للهجرة، لكي يبلغه أمراً من الله عزوجل بارجاع من بعثه وإرسال أميرالمؤمنين – عليه السلام – بها لأنه لا يبلغ عنه إلا هو صلى الله عليه واله أو رجل منه كما ورد في نصوص الفريقين.
وهذه الملاحظة تشمل بلا شك الأحاديث الأخرى وتعيننا بالتالي على فهم المقصود من الفقرة الأولى من حديث هذا اللقاء وهو قوله – صلى الله عليه واله"حسين مني وأنا من حسين".
مستمعينا الأفاضل على ضوء الملاحظة المتقدمة نفهم الشطر الأول من قول النبي الأكرم –صلى الله عليه واله وسلم- أي (حسين مني)، فهو يعني الوراثة الحسينية لنهج سيد الأنبياء – صلى الله عليه وآله – وايصال الهداية المحمدية للعالمين، بل وتمثيلها الحقيقي أي أن الحسين – عليه السلام – هو من رسول الله بمعنى أن أخلاقه وسياساته وكلامه وبلاغاته هي أخلاق رسول الله وكلامه وبلاغاته وأوامره ونواهيه – صلى الله عليه وآله وسلم – كما هو واضح من نص الأمر الإلهي الذي نزل به جبرئيل الأمين أي الحديث القدسي "لا يبلغ عنك الا أنت أورجل منك".
أما الشطر الثاني من هذه العبارة أي قوله صلى الله عليه وآله (وأنا من حسين) فقد فسره العلماء بأن المراد منه هو إستمرار النهج المحمدي وحفظ رسالته وسنته النقية ببركة النهضة الحسينية المقدسة. للمزيد من التوضيح نستمع له من ضيفنا الكريم سماحة (السيد موسى الجبيري الباحث الاسلامي من الكويت ) وذلك في الاتصال الهاتفي التالي...
الجبيلي: السلام عليكم اولاً ورحمة الله وبركاته
هذا الحديث ورد في مصادر متفق عليها من كل المذاهب الاسلامية، عن النبي صلى الله عليه واله وسلم قال "حسين مني وانا من حسين" وهذا يدل على ان الامام الحسين قريب من رسول الله صلى الله عليه واله نسباً وهدفاً ومسيرة، الله بشر النبي بالحسين وايضاً بشره واخبره عن طريق جبرئيل بما يحدث ويجري عليه بكربلاء فمن هنا المستنتج، نستنتج من الحديث على ان الرسول صلى الله عليه واله وسلم عندما قال "حسين مني وانا من حسين" كما قال "علي مني بمنزلة هرون من موسى" كما قال "فاطمة بضعة مني"، "حسين مني" يعني قريب مني، دمه دمي، لحمه لحمي وهكذا مسيرته اكمال لمسيرتي، المستنتج ان الامام الحسين سلام الله عليه هو المكمل وايضاً المحافظ لجهود رسول الله وايضاً العين الحارسة لهذه المسيرة ولهذا يعطي الامام الحسين سلام الله عليه صورة واسعة وجغرافية الى البشرية جمعاء عندما قال "اني اطلب الاصلاح في امة جدي وشيعة ابي" معناه ان الامام الحسين له ارتباط بنهضة رسول الله يعني حافظ على جهوده وايضاً على هذه الرسالة الاخلاقية، هذه الرسالة التي ادلى الرسول للعالم بقوله "اني بعثت لأتمم مكارم الاخلاق" فالامام الحسين هو المكمل لهذه الرسالة بدمه وبجهوده فالرسول الاكرم يبين عظمة الحسين وقرب الحسين منه وكيف ان الامام الحسين سلام الله عليه يدافع عن نهضة وجهود الرسول صلى الله عليه واله وسلم. ونسبوا عنه الشعراء حينما قالوا:

ان كان دين محمد لم يستقم

الا بقتلي ياسيوف خذيني


فعندما يقول "حسين مني وانا من حسين" يعني نسباً من ناحية الزهراء هو ولدي فالرسول اراد ان يبين الى العالم حسين ولدي يمثل وجودي ويجسد ايضاً وجودي بالنسبة في وقته وزمنه وهكذا مسيرته مسيرتي ودعوته ايضاً مشتقة مما دعوة الناس الى طاعة الله وعبادة الله عزوجل لذا الامام الحسين سلام الله عليه هو الذي سار على نهج جده واستدل الامام سلام الله عليه بأستدلالات من القرآن الكريم وهو الوقوف في وجه الطغاة والوقوف في وجه الظلمة والجهاد والتضحية وايضاً حتى لايتحكم هذا الطاغية في عصره وهو يزيد بمقدرات المسلمين، اذن انتفض الامام الحسين عليه السلام حفاظاً على دين جده وعلى مسيرة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ولااطيل عليكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كانت هذه مستمعينا الأكارم توضيحات سماحة (السيد موسى الجبيري الباحث الاسلامي من الكويت) بشأن الدلالات المستفادة من قول رسول الله صلى الله عليه واله وسلم حسين مني وأنا من حسين فشكرا له وتقبل الله منه هذه المساهمة في برنامج (الحسين في كلام العصومين).
أما الآن فننتقل أعزاءنا مستمعي إذاعة طهران الى الفقرة الثانية في الحديث النبوي الذي إخترناه لهذا اللقاء، وهي قوله – صلى الله عليه وآله –: "أحب الله من أحب حسيناً" وهذه العبارة النورانية تشتمل على بشارة نبوية لمحبي الحسين عليه السلام وهي أن حبهم لوليه سيد الشهداء يهيأهم للفوز بحب الله عزوجل لهم ولا يخفى عليكم مستمعينا الأفاضل عظمة وبركات الفوز بحبه عزوجل في الدنيا والآخرة. وستأتيكم تفصيلات أكثر لهذه الحقيقة والبشارة النبوية في حلقة مقبلة من هذا البرنامج بأذن الله وضمن أحاديث شريفة أخرى.
تبقى مستمعينا الأكارم فقرة (حسين سبط من الأسباط) وفيها يشير رسول الله – صلى الله عليه واله وسلم– الى أن الإيمان والاعتقاد بالإمام الحسين عليه السلام ينبغي أن يكون جزء من الإعتقاد بجميع خلفائه الإثني عشر من أئمة عترته الطاهرة صلوات الله عليهم أجمعين، فهم نور واحد من نور سيد الخلائق – صلى الله عليه وآله وسلم–.
نختم ايها الأعزاء لقاء اليوم من برنامجكم (الحسين في كلام المعصومين)عليهم السلام بتنوير قلوبنا مرة أخرى بنص حديث هذه الحلقة وهو قوله – صلى الله عليه وآله –: "حسين مني وأنا من حسين، أحب الله من أحب حسيناً، حسين سبط من الأسباط".

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة