السلام عليكم أيها الأحبة ورحمة الله وبركاته، معكم في لقاء آخر من هذا البرنامج نخصصه لرواية تبين جانباً من أصول الخلق المحمدي فيما يرتبط بالتعامل مع الله وخلق الله تبارك وتعالى، تابعونا مشكورين.
مستمعينا الأفاضل، روي في كتابي عيون أخبار الرضا – عليه السلام – ومكارم الأخلاق وغيرهما حديثاً طويلاً في صفات الأسوة الحسنة – صلى الله عليه وآله – وقد جاء في مقدمة الحديث أن الإمام الحسين سأل أباه أميرالمؤمنين – عليهما السلام – عن الصفات المحمدية، فكان مما جاء في جواب أعرف الناس برسول الله – صلى الله عليه وآله – قوله – عليه السلام -:
"كان – صلى الله عليه وآله -... إذا آوى الى منزله جزّأ دخوله ثلاثة أجزاء: جزء لله تعالى، أي للتهجد والعبادة؛ وجزء لأهله، وجزء لنفسه، ثم جزأ جزءه بينه وبين الناس، فيرد بذلك بالخاصة على العامة، ولا يدخر عليهم شيئاً، أي يوصل علومه الى عامة الناس عن طريق خاصته".
ويتابع الإمام علي المرتضى – عليه السلام – بيان السيرة المحمدية في إيصال البركات المعنوية للأمة حيث يقول:
"وكان من سيرته – صلى الله عليه وآله – في جزء الأمة إيثار أهل الفضل بإذنه – يعني يقدم لقاء أهل الفضل على غيرهم – وقسّمه على قدر فضلهم في الدين فيتشاغل بهم فيما أصلحهم وأصلح الأمة من مسألته عنهم وإخبارهم بالذي ينبغي، ويقول: ليبلغ الشاهد منكم الغائب، فإنه من أبلغ سلطاناً حاجة من لا يقدر على إبلاغها، ثبت الله قدميه يوم القيامة".
وهذه مستمعينا الأفاضل، من أهم الصفات التي ينبغي أن يلتزم بها القادة الصالحون في كل زمان ومكان.
أيها الأحبة، ويحدثنا إمامنا سيد الوصيين عن خلق الأسوة الحسنة وسيد النبيين – صلى الله عليه وآله – في معاشرته مع عموم الناس قائلاً:
"كان رسول الله يخزن لسانه عما لا يعنيه ويؤلف بين الناس ولا ينفرهم ويكرم كريم كل قوم ويوليه عليهم.. ويتفقد أصحابه ويحسّن الحسن ويقويه ويقبح القبيح ويوهنه... كان – صلى الله عليه وآله – معتدل الأمر.. لا يغفل مخافة أن يغفلوا أو يميلوا.. خيارهم أفضلهم عنده وأعمهم نصيحة للمسلمين، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة ومؤازرة".
والى هنا ينتهي لقاء آخر من برنامج (الأسوة الحسنة) نشكركم أحباءنا على طيب الإستماع وفي أمان الله.