السلام عليكم مستمعينا الأفاضل ورحمة الله وبركاته,, وأهلاً بكم في لقاء اليوم من هذا البرنامج ننور فيه قلوبنا بنقل روايتين تعينانا على التحلي بطيب القول وسعة الصدر تأسياً بأسوة الأولين والآخرين حبيبنا سيد المرسلين – صلى الله عليه وآله الطيبين الطاهرين – كونوا معنا مشكورين.
نتفكر معاً أولاً – أيها الأحبة – بما روي في كتاب الكافي مسنداً عن شبيه جده المصطفى وسميه الإمام محمد الباقر – عليه السلام – أنه قال:
"دخل يهودي على رسول الله – صلى الله عليه وآله – وعائشة عنده فقال: السام عليك، فقال رسول الله – صلى الله عليه وآله -: عليكم"
وقبل أن نتابع نقل الحديث نشير – أعزاءنا – الى أن السام هو من أسماء الموت ومقصود اليهودي واضح، قال الإمام الباقر – عليه السلام -:
"ثم دخل يهودي آخر فقال مثل ذلك، فرد – صلى الله عليه وآله – عليه كما رد على صاحبه ثم دخل يهودي آخر فقال مثل ذلك، فرد عليه مثلما رد على صاحبيه، فغضبت عائشة فقالت: عليكم السام والغضب واللعنة يا معشر اليهود، يا إخوة القردة والخنازير.
فقال لها رسول الله – صلى الله عليه وآله -:
يا عائشة، إن الفحش لو كان ممثلاً لكان مثال سوء، إن الرفق لم يوضع على شيء قط إلا زانه ولم يوضع عنه إلا شأنه.
قالت عائشة: يا رسول الله، أما زعمت قولهم: السام عليكم، فقال: بلى، أما سمعت ما رددت عليهم؟ قلت: عليكم، فإذا سلم عليكم مسلم فقولوا: السلام عليكم، وإذا سلم عليكم كافر، فقولوا: عليك".
ونقرأ – أيها الأكارم – في كتاب (الزهد) للشيخ الجليل الحسين بن سعيد من أصحاب الإمام الهادي – عليه السلام – مسنداً عن الإمام الصادق – عليه السلام – قال:
"مرت برسول الله إمرأة بذية – أي لا تتورع عن الفحش – وهو – صلى الله عليه وآله – يأكل، فقالت: يا محمد، إنك لتأكل أكل العبد وتجلس جلوسه!
فقال – صلى الله عليه وآله -: وأي أعبد أعبد لله مني؟
فقالت: أما تناولني لقمة من طعامك؟ فناولها لقمة فقالت: لا والله إلا الى فمي من فيك، فأخرج – صلى الله عليه وآله – اللقمة من فيه فناولها إياها فأكلتها.
قال الصادق – عليه السلام -: فما أصابها بذاء حتى فارقت الدنيا، يعني أنها لم تعد بعد ذلك تتكلم بالكلام البذيء!"
وبهذا نصل أحباءنا الى ختام حلقة أخرى من برنامجكم (الأسوة الحسنة) شكراً لكم وفي أمان الله.