السلام عليكم مستمعينا الأكارم وأكرمكم الله وإيانا بجميل التأسي بحبيبنا الهادي المختار – صلوات ربي عليه وآله الأطهار – في جميع أخلاقه الزكية وكلها أزكى الأخلاق ومنها خلق الدلالة على أعظم الخير، وهذا هو موضوع حلقة اليوم من برنامجكم (الأسوة الحسنة)، ننقل لكم فيها رواية لطيفة في الهداية الى هذا الخلق المجيد النبيل، تابعونا مشكورين.
روي في كتاب قرب الإسناد مسنداً عن أبي عبد الله الإمام الصادق – عليه السلام – قال: "نزل رسول الله – صلى الله عليه وآله – على رجل في الجاهلية فأكرمه، فلما بعث محمد عليه السلام قيل له: يا فلان، ما تدري من هذا النبي المبعوث؟ قال: لا.. قالوا: هو الذي نزل بك يوم كذا وكذا، فأكرمته فأكل كذا وكذا.. فخرج حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: يا رسول الله، تعرفني؟
فقال: من أنت؟
قال: أنا الذي نزلت بي يوم كذا وكذا، في مكان كذا وكذا، فأطعمتك كذا وكذا.
فقال: مرحبا بك، سلني.
قال: ثمانين ضائنة برعاتها.
فأطرق رسول الله - صلى الله عليه وآله - ساعة، ثم أمر له بما سأل.
أيها الأطائب، وبعد إعطاء الرجل ما سأل نبّه نبي الرحمة المسلمين الى أن مما ينبغي للمؤمن أن يكون طلبه وتطلعه لأعظم الخير ثم هداهم – صلى الله عليه وآله – الى أعظم مصاديقه من خلال قصة هي من أحسن القصص، جاء في تتمة الرواية قول إمامنا الصادق – عليه السلام -: ثم قال – صلى الله عليه وآله – للقوم: ما كان على هذا الرجل أن يسأل سؤال عجوز بني إسرائيل؟
قالوا: يا رسول الله، وما سؤال عجوز بني إسرائيل؟
قال: إن الله تبارك وتعالى أوحى الى موسى – صلى الله عليه – أن يحمل عظام يوسف – عليه السلام -، فسأل عن قبره فجاءه شيخ فقال: إن كان أحد يعلم ففلانة، فأرسل إليها فجاءت، فقال: أتعلمين موضع قبر يوسف؟ فقالت: نعم.
قال: فدليني عليه ولك الجنة، قالت: لا والله لا أدلك عليه إلا أن تحكمني.
قال: ولك الجنة.. قالت: لا والله لا أدلك عليه حتى تحكمني.
قال: فأوحى الله تبارك وتعالى إليه: ما يعظم عليك أن تحكمها؟ قال: فلك حكمك.
قالت: أحكم عليك أن أكون معك في درجتك التي تكون فيها.
وبعد نقل هذه القصة ختم – صلى الله عليه وآله – حديثه بالقول:
(فما كان على هذا الرجل أن يسألني أن يكون معي في الجنة).
وفقنا الله وإياكم مستمعينا الأكارم لمرافقة رسول الله حبيبنا المصطفى في جنان الرضوان ببركة التأسي والتخلق بأخلاقه الكريمة.
شكراً لكم على كرم المتابعة لحلقة اليوم من برنامج (الأسوة الحسنة) وفي أمان الله.