سلام من الله عليكم أيها الأطائب ورحمة الله وبركاته، وأهلاً بكم في لقاء اليوم من هذا البرنامج؛ نستهدي فيها بسيرة صاحب الخلق العظيم وهو – صلى الله عليه وآله – يتعامل مع أهل الكتاب وهم ضعاف في ظل دولته الإلهية العادلة؛ تابعونا على بركة الله.
روى الشيخ الصدوق – رضوان الله عليه – في كتاب الأمالي الحادثة التالية في رواية، مسندة عن أميرالمؤمنين الوصي علي المرتضى، قال – صلوات الله عليه -:
إن يهودياً كان له على رسول الله – صلى الله عليه وآله – دنانير فتقضاه – أي اليهودي كان قد أقرض رسول الله – صلى الله عليه وآله -: ما عندي ما أعطيك؛ فقال اليهودي: فإني لا أفارقك يا محمد حتى تقضيني ديني.
فقال – صلى الله عليه وآله -: إذن أجلس معك.
فجلس معه حتى صلى في ذلك الموضع الظهر والعصر والمغرب والعشاء الآخرة والغداة.
وكان أصحاب رسول الله – صلى الله عليه وآله – يتهددونه ويتواعدونه، فنظر رسول الله إليهم مستنكراً وقال: ما الذي تصنعون به؛ فقالوا: يا رسول الله، يهودي يحبسك؟!
فقال – صلى الله عليه وآله -: "لم يبعثني ربي عزوجل بأن أظلم معاهداً ولا غيره".
أعزاءنا المستمعين: ترى ماذا كانت آثار هذا الخلق الرفيع والمصطفى يومئذ هو حاكم المدينة المنورة والمطلق على اليهودي الذي كان من الأقلية؟ نتابع الرواية حيث قال مولانا أميرالمؤمنين – عليهم السلام – في تتمتها:
"فلما علا النهار قال اليهودي: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وشطر مالي في سبيل الله؛ أما والله ما فعلت بك الذي فعلت إلا لأنظر الى نعتك في التوراة، فإني قرأت نعتك في التوراة [وهو]: محمد بن عبدالله مولده بمكة ومهاجره بطيبة؛ لا بفظ ولا غليظ ولا سخّاب [أي لا يرفع صوته عند الخصام]، ولا متزين بالفحش ولا قول الخناء – أي الظلم -. وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله، وهذا مالي فأحكم فيه بما أنزل الله".
قال الإمام علي – عليه السلام -: وكان اليهودي كثير المال.
شكراً لكم طيب المتابعة أعزاءنا مستمعي إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران الى لقاء آخر من برنامجكم (الأسوة الحسنة) دمتم بكل خير.