ففي الضفة الغربية، شهدت تصعيداً ميدانياً ملحوظًا، حيث نفذت قوات الاحتلال وفرق المستوطنين عمليات اقتحام واسعة للمدن والبلدات الفلسطينية، بما في ذلك الرام، أم صفا، شقبا، علار، وكفر قدوم.
وأفادت مصادر محلية أن عمليات الاقتحام ترافقها إطلاق كثيف لقنابل الغاز المسيل للدموع والصوت، ووضع حواجز مفاجئة، وتفتيش منازل المواطنين، ما أدى إلى إصابة عدد من الفلسطينيين بحالات اختناق وإصابات جراء الرصاص المعدني والمطاطي، بالإضافة إلى اعتداءات مباشرة من مستوطنين على المواطنين.
وفي قطاع غزة، نفذت قوات الاحتلال عمليات نسف وتفخيخ لمبانٍ سكنية في المناطق الشرقية من خان يونس، في انتهاك واضح لاتفاق وقف إطلاق النار.
وفي سياق متصل، أعلن مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية أن الجيش تسلم من الصليب الأحمر جثة الضابط هدار غولدن التي عُثر عليها في نفق بمخيم يبنا، بعد إعلان كتائب القسام نيتها تسليم الجثمان، في خطوة رمزية ضمن ملفات تبادل الأسرى والجثامين.
فيما أصدر الجيش الإسرائيلي بيانًا أعلن فيه بدء مناورات عسكرية واسعة في الضفة والأغوار لمدة ثلاثة أيام، تشمل حركة مكثفة للقوات والمركبات العسكرية، وتدريبات على تأمين المستوطنات والتعامل مع أي هجمات محتملة. تأتي هذه المناورات بعد قرار سابق برفع عدد القوات في الضفة، عقب احتجاجات من جناح أمني متطرف في الحكومة الإسرائيلية.
دبلوماسياً، وصل المبعوث الأميركي جاريد كوشنر إلى إسرائيل لمتابعة تنفيذ خطة الإدارة الأميركية بشأن قطاع غزة، مع التركيز على وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والجثامين وتسهيل الإجراءات الإنسانية وإعادة الإعمار.
وتأتي زيارة كوشنر ضمن ضغوط أميركية متواصلة على تل أبيب للسماح بمرور آمن لعشرات المسلحين الفلسطينيين العالقين في أنفاق رفح، إلى مناطق خاضعة للسيطرة الفلسطينية، ضمن المرحلة الثانية من خطة ترامب.
إقليمياً، جدّدت قيادات يمنية دعمها للمقاومة الفلسطينية، حيث أكّد رئيس هيئة الأركان اليمنية، اللواء الركن يوسف المداني، وقوف بلاده إلى جانب المقاومة الفلسطينية، محذّرًا من أن العمليات اليمنية قد تستهدف عمق الكيان الإسرائيلي في حال تجدد العدوان على غزة. وأشاد بالصلابة والصمود الفلسطيني، واعتبرها نموذجًا للجهاد المقاوم أمام القوة العسكرية والتكنولوجية للاحتلال.
وفي لبنان، أعلنت وزارة الصحة عن استشهاد مواطن لبناني جراء استهداف مركبته بواسطة طائرة مسيرة إسرائيلية في بلدة حومين الفوقا بجنوب البلاد.
ويأتي ذلك بعد يوم من مقتل 3 لبنانيين وإصابة نحو 6 آخرين في غارات استهدفت بلدات برعشيت، شبعا، وبنت جبيل، في ظل استمرار انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي للحدود اللبنانية، وخرق اتفاق وقف النار في نوفمبر/تشرين الثاني 2024، خاصة في المناطق الحدودية مع فلسطين المحتلة، بما في ذلك البقاع والضاحية الجنوبية لبيروت.