أصفهان، جوهرة إيران اللامعة، مدينةٌ تستحق بجدارة لقب "نصف العالم".
يُعدّ التجوّل في أزقتها التاريخية ومبانيها الفريدة تجربةً تتجاوز مجرد رحلة عادية، ونافذةً على ماضٍ عريق.
أهلًا بك في حلقة جديدة من "اكتشف إيران".
في الحلقة السابقة، تعرّفنا على أصفهان من خلال المقامات الموسيقية الخاصة بها؛ وتحدثنا عن كيفية تجسيد مقام "بيات أصفهان" دفء الفرح والحزن في روح هذه المدينة.
واليوم، نواصل الرحلة نفسها في محافظة لا تقتصر معالمها على القباب والبلاط؛ إنها "جنة اللهجات القديمة".
من فارسية أصفهان بدقتها الصوتية وبمفرداتها، إلى لهجات خوانسار، كُلبايكان، مِيمِه، نطنز، أردستان، ونايين؛ ومن صوت جلفا الأرمني إلى روايات فريدون شهر الجورجية والحكايات القديمة لحي جوباره.
كل كلمة هي دلالة على بيئة حيوية، وكل لحن تحتويه الجمل هو جزء من الذاكرة الجماعية لهذه الأرض.
في هذه الحلقة، نتتبع أولاً آثار اللهجات في الأزقة والأسواق؛ ثم نصل إلى طباع أهل أصفهان؛ في نظمهم، ودقتهم، وكرم ضيافتهم، وفكاهتهم التي تثير إعجاب الجمهور؛ وأخيرًا، نتجه إلى كاشان لنتذوق عبق الثقافة بين طقوس "قطف الورود" و"غسل السجاد" العريقة؛ حيث لا تزال التقاليد تنبض بإيقاع الحياة.
أصفهان، جوهرة إيران اللامعة ، تُلقب بحق بـ"نصف العالم"؛
فالتجول في أزقتها التاريخية والاستمتاع بمعالمها الفريدة تجربة تتجاوز مجرد رحلة عادية؛ إنها نافذة على ماضٍ عريق ونابض بالحياة.
من بين عوامل الجذب الأقل ذكرًا في الرحلة إلى أصفهان والمناطق المحيطة بها هو التعرف على لهجات أهل هذه المنطقة؛ تنوع مسموع يُكمل معالم المدينة بنفس القدر. اللهجات ليست مجرد طريقة للتحدث؛ إنها جزء من الثقافة؛ مرآة لطبيعة حياة الناس وتاريخهم ومعتقداتهم وطقوسهم وعاداتهم. إن الحفاظ على كل لهجة يعني الاقتراب من هوية الأرض.
اللهجات الإيرانية هي كنز دفين من المفردات القديمة والجذور اللغوية؛ جميع مراحل اللغة، من القواعد والصوتيات إلى إيقاع الجمل، حية فيها. ومع ذلك، فإن العديد من اللهجات المحلية معرضة اليوم لخطر النسيان؛ وإنّ تراجع عدد المتحدثين بها يُنذر بانقراضها التدريجي. ومن هنا تبدأ مهمتنا: الاستماع والتسجيل والسرد لتبقى هذه الأصوات الأصيلة راسخة في الذاكرة الجماعية.
اللهجة الأصفهانية إحدى لهجات اللغة الفارسية. وهي من تنويعات الفارسية الفصحى التي تختلف معها في الصوتيات والمعجميات، وأحيانًا في تكوين الكلمات. ويمكن ملاحظة هذه الاختلافات في كلٍّ من الحركات السفلية والعلوية، وفي إيقاع الجملة.
كما تتميز هذه اللهجة بميزة معروفة وهي إضافة حرف "السين" إلى نهاية الكلمات كاختصار لكلمة "است " على سبيل المثال: "خوبِس" بدلًا من خوب است بمعنى هو أمر جيد، بالإضافة إلى استخدام كلمات نادرة الاستخدام أو منسية في لهجات أخرى.
من وجهة نظر اللغويين، تُعتبر أصفهان "جنة اللهجات القديمة" في إيران؛ فإلى جانب اللهجة الأصفهانية، تنتشر لغات ولهجات مثل الأرمنية والجورجية والعربية والتركية ومجموعة من اللهجات المحلية، وقد سُجِّلت العديد من لهجات هذه الأرض في قائمة التراث الوطني غير المادي.
يُظهر مسح ميداني أن مدينة خوانسار وقراها، گلپايگان و وانشان، وميمة، وأرياف مثل ويو وازان ووزوان، تتمتع كل منها بصبغة لغوية خاصة؛ وفي كاشان، تبرز لهجات أصيلة مثل أبو زيد آبادي؛ وفي النصف الشرقي من المحافظة، من نطنز ومحيطها إلى أردستان ونايين وجرقويه وگز و برخوار وكمشجه ، يمكن سماع أصناف من اللهجات المحلية المميزة.
في جنوب أصفهان، لا يزال حي جلفا ينبض باللهجة الأرمنية؛ وإلى جانب الأرمن، تتحدث الجاليات اليهودية والزرادشتية لغاتها ولهجاتها الخاصة في مختلف أنحاء المحافظة. ويُعد هذا التنوع اللغوي جزءًا من الهوية الثقافية لأصفهان؛ هوية لا بد من سماعها واستخدامها لضمان بقائها.
تتجذر ثقافة أصفهان الأصيلة في تاريخ هذه الأرض، ومثل أي مدينة كبرى في العالم، تتأثر بجغرافيتها وماضيها من تقلبات الأوضاع. لقد كان هؤلاء السكان هدفًا لغزوات مثل غزوات محمود أفغان وتيمور لن لنگ ، لكنهم في كل مرة حوّلوا التهديد إلى فرصة بأسلوب مستوحى من الثقافة الأصيلة نفسها.
يُحبّ أهل أصفهان مدينتهم ووطنهم، ولا يدخرون جهدًا في سبيل تطويرها. يُعدّ العمل الجاد، إلى جانب الإدارة الاقتصادية الرشيدة والبصيرة الثاقبة، من سمات ثقافة أصفهان الأصيلة، التي أدّت إلى نموّها الصناعي.
تُعدّ ثقافة أصفهان الأصيلة ثقافةً متعددة الأبعاد، وقد ساهم تنوّع الأعراق والأديان في تنوعها ونموّها. غالبية سكان أصفهان من المسلمين والشيعة، ولكنّ المنطقة تشهد أيضًا تاريخًا طويلًا من التعايش السلمي بين الأقليات الدينية كاليهود والمسيحيين والزرادشتيين.
تتجاوز ثقافة أصفهان وعاداتها قائمة المعالم السياحية في هذه المحافظة؛ فهي تجربة حيّة تتجلى في سلوك الناس وعلاقاتهم اليومية. يشتهر أهل أصفهان بحبّهم للفن وكرم ضيافتهم، ويمكن ملاحظة هذه السمة من أول لقاء: ترحيبٌ ودود، وأحاديث دافئة، واهتمام على أن لايغادر الضيف المدينة إلابسلام وذكريات طيبة.
تقوم آداب السلوك الاجتماعي في أصفهان على الاحترام المتبادل والنظام الاجتماعي؛ من التحية الأولى والدعاء لبعضهم البعض إلى الحرص على مراعاة حقوق الاخرين ونظافة البيئة. يتمسك أهل هذه البلاد بتقاليدهم ويؤدونها بكل فخر واهتمام في المناسبات الوطنية والدينية؛ تقاليد ليست مجرد استعراض، بل هي جزء من الهوية الجماعية وسلسلة تربط بين الأجيال.
عند القيام باستطلاع رأي الضيوف الأجانب و مستوى رضاهم عن استضافة أهالي أصفهان، يبرز عاملان أساسيان هما كرم الضيافة والود الذي يتسم به أهل أصفهان. فلطف الحديث والصدق والأمانة السائدة في المعاملات اليومية تخلق شعورًا بالأمن والسكينة لدى المسافر وتبني الثقة في نفسه.
تتخذ المدينة أيضًا وجهًا آخر في الليل حيث تنبض الأرصفة والساحات بالحياة، ويتداخل الضوء والموسيقى، ويتوافد السياح بشغف لرؤية أصفهان ليلًا.
هذا الدفء الاجتماعي ونبض الحياة المدنية هما تجسيد واضح لحيوية ثقافة وروح أهالي أصفهان.
ليس النظام والدقة في أصفهان مجرد عادات؛ بل هما الإيقاع الذي تسير به الحياة الاجتماعية. من الحفلات العائلية إلى الطقوس الدينية والمدينة، يسير كل شيء بتخطيط واضح، وتوقيت دقيق، وتوزيع أدوار؛ كما لو أن كل احتفال مسرحية مُعدّة مسبقًا.
يتجلى التسلسل الهرمي بوضوح في التعاملات اليومية ، جلوس الكبار والضيوف أولاً في المجالس، وإعطاءُ الاهتمام للمواقع في الحديث والاستقبال. كذلك، فإن "التعارف" في هذه الثقافة ليس مجاملات كلامية؛ بل هو نظام من اللباقة والاحترام و الإيثار.
يكمن فن الأصفهانيين في التوازن بين الاحترام والألفة؛ آداب تُضفي الكرامة وتحافظ على دفء الصحبة.
في سلوك الأصفهانيين، ترتبط الأخلاق بالجدية؛ وكما يقول أحد علماء الأنثروبولوجيا: من وجهة نظرهم، "يكون العالم على ما يرام عندما يُقاس بشكل صحيح".
تُشكل ثلاث سمات بارزة بنية هذه الشخصية:
"النظام، المتابعة ، والأخلاق".
لا مكان للإهمال في هذا النظام؛ فالنظافة والنظام يُشاهدان في المنازل والأزقة والأسواق، والضيوف - وفقًا للعادات القديمة - "ملوك" في منازلهم.
بلغت هذه الجدية نضجها في مجال الفن:
"إبداعٌ يتشكل في إطار المنطق والهندسة، ويبتكر أشكالًا أصيلة من البلاط والعمارة إلى الرسم والحرف اليدوية. قد يبدو هذا الالتزام بالنظام جافًا أحيانًا، لكن وراءه يكمن السعي والعمل الجاد والمثابرة التي أثمرت مرارًا وتكرارًا شخصياتٍ لامعة في مجالات الفن والعلم في إيران".
بالطبع، تُعدّ الفكاهة أيضًا ركنًا أساسيًا من أركان هذه الثقافة؛ فكاهة رقيقة وذكية لا تُثير السخرية ولا تُجرح مشاعر الاخرين ، بل تُثير ذكاء الجمهور برقة، وتجعل الحوار أكثر متعة.
الفرس هم أكبر الأعراق الموجودة في محافظة أصفهان، فهم يقيمون في شمال غرب وغرب وجنوب غرب وسهول المحافظة. ومع ذلك، إلى جانب الفرس، تعيش أيضًا في هذه المحافظة ثقافات فرعية ومجموعات عرقية أخرى.
تعيش قبيلة قشقايي في مناطق مختلفة في جزء كبير من مدن سميرم وشهر رضا ودهاقان، بالإضافة إلى مجموعات سكانية أصغر في مدن أخرى بالمحافظة، مثل أصفهان وشاهين شهر وميمه. كما تقضي القبائل القشقائية فصل الصيف في المدن الثلاث سميرم وشهر رضا ودهقان في محافظة أصفهان، وتقضي المصياف في محافظة فارس.
وفقًا للتقديرات الرسمية، يشكل البختياريون حوالي 10% من سكان أصفهان. وهم منتشرون في مدن فريدون شهر، داران، جادكان، بوئين، مياندشت و سميرم. وهناك بعض البختياريين الذين هاجروا أيضًا من تشهارمحال وبختياري وخوزستان إلى محافظة أصفهان، وسكن معظمهم في بهارستان وشاهين شهر وفولاد شهر.
خلال العصر الصفوي استقر الأرمن في مدن أصفهان فريدن و فريدون شهر ، ومنذ ذلك الحين لعبوا دورًا بارزًا في هذه المحافظة. يعيش اليوم معظم أرمن فريدن، وخاصة قرية خويگان عليا ، في فريدون شهر وفي منطقة تُسمى جلفا بأصفهان.
في هذه المنطقة، تتألق كنيسة وانك، وتُعرف بأنها رمز الكنائس الإيرانية. في 25 ديسمبر كما هو الحال في دول أخرى حول العالم، يشهد حي جلفا بدء احتفالات عيد الميلاد ، وهو ذكرى ميلاد السيد المسيح، ويستمر حتى 6 يناير. يُقام احتفال عيد الميلاد في أصفهان في كاتدرائية وانك، وخلال هذه الأيام، تكتسي جلفا بأجواء مميزة مع أشجار الصنوبر المزينة.
يعيش الأكراد في مدن أصفهان، كلبايكان، وكاشان، ونائين. ويعود جذورهم إلى إقليم كردستان، وقد أُعيد توطينهم في محافظات أصفهان ويزد في عهد البهلوي الأول.
وكما هو الحال مع الأرمن، إذ أُعيد توطين الجورجيين من القوقاز إلى إقليم أصفهان في عهد الشاه عباس الصفوي الأول. حيث استقروا أولاً في مدينة نجف آباد حديثة التأسيس. ثم بسبب عدم ملائمة مناخ نجف آباد وأسباب أخرى، انتقلوا إلى فريدن وفريدون شهر. واليوم، تُدرّس اللغة والكتابة الجورجية في هذه المدينة أي فريدون شهر.
في الماضي، سكن يهود أصفهان حيّاً يُدعى "جوباره"، و هو بالقرب من مسجد الجمعة.
حمل هذا الحيّ أسماءً مختلفة في الروايات القديمة، مثل "يهودية" و"داراليهود". وبالإضافة إلى "جوباره"، وهو من أقدم أحياء أصفهان، سكن اليهود حيَّيْ "دردشت" و"كلبهار" أو (كلبار).
وقد شُيّد في هذه الأحياء أكثر من 20 كنيساً للعبادة، بعضها يُعتبر من الآثار القديمة ولا يزال قائماً. كان لليهود اهتمامٌ كبير بالموسيقى والشعر والأغاني الشعبية، واشتهر بينهم فنانون في مجالات مثل العزف على التار والكمانجة والناي والتمباك والإنشاد.
لطالما حرص يهود أصفهان على حفظ وحماية التراث الثقافي والفني لإيران عموما واللغة الفارسية،خاصة وبذلوا جهوداً كبيرة في هذا المجال لقرون. في الوقت نفسه، كانت لديهم أيضًا لغتهم ولهجتهم الخاصة، وهي مزيج من الفارسية البهلوية واللهجات المحلية، إضافة إلى بعض الكلمات العبرية أو لغات أخرى. وهكذا، كانت لغة "الجيدي" في حي جوباره بأصفهان مزيجًا من الفارسية واللهجة الأصفهانية الحلوة والعبرية.
إلى كاشان، إحدى أقدم وأجمل مدن إيران، لم تشتهر بهندستها المعمارية الفريدة وتاريخها العريق فحسب بل أيضاً بثقافتها الغنية وعاداتها وتقاليدها العريقة، ولطالما كانت وجهةً سياحيةً مميزةً لسياح محافظة أصفهان. وقد لعبت هذه المدينة دوراً هاماً في الحفاظ على الثقافة الإيرانية وتعزيزها من خلال إقامتها لمهرجانات عديدة وطقوس فريدة.
إلى جانب إقامة المهرجانات الوطنية العريقة، مثل النوروز وسَدِه، يُقيم سكان كاشان أيضاً العديد من الطقوس الدينية. تُقام الاحتفالات الدينية في كاشان بحماسٍ خاص، ويشارك فيها أهالي المدينة بإيمانهم العميق ومعتقداتهم.
تعد صناعة ماء الورد وغسل السجاد من الطقوس التقليدية في هذه المدينة التي تجذب العديد من الزوار كل عام. يبدأ حفل إنتاج ماء الورد عادةً في أوائل مايو ويستمر حتى أواخر يونيو، وتُعتبر كاشان والقرى المحيطة بها وجهةً سياحيةً للكثيرين في ربيع كل عام.
تعدّ طقوس إنتاج ماء الورد في كاشان من أشهر الطقوس المحلية في إيران، وهي تُقام سنويًا ويعود تاريخه إلى ألف عام.
من الجدير بالذكر أن الورد من النباتات المحلية في إيران، وقد زُرع لأول مرة في العصر الأخميني وفي محافظة فارس. وفي العصر الصفوي، حظي الورد وعملية قطفه باهتمام خاص، حيث صُدّرت آلات قطفه من إيران إلى تركيا وسوريا وبلغاريا.
تقع مدينة قمصر جنوب كاشان، وتُعدّ منطقةً مناسبةً لزراعة الورد بفضل مناخها وتربتها الملائمة. ولأن الزهور في قمصر تنمو في منطقة معتدلة، فإن أفضل وقت لبدء قطفها هو شهر مايو، حيث تفوح أزهاره العطرة في جميع أنحاء المنطقة. يُذكر أن مدينة قمصر تُعرف بأنها من أفضل مراكز إنتاج ماء الورد وتصديره في إيران، حيث تضم أكبر عدد من ورش إنتاج ماء الورد.
عملية استخلاص ماء الورد تتم من خلال طقوس وأساليب تقليدية في أوانٍ نحاسية باستخدام الماء. ويستخدم ماء الورد المُستخرج بهذه الطريقة ليس فقط للاستهلاك المنزلي، بل أيضًا في الصناعات الدوائية والغذائية.
تأخذنا طقوس إنتاج ماء الورد في البداية إلى آلاف الورود العطرة والجميلة التي تم قطفها، ويُمكن استخلاص ماء الورد النقي منها، والاستمتاع برائحته ونكهته الرائعة.
في الماضي، كان إنتاج ماء الورد في كاشان يُقام ضمن طقوس خاصة، وفي هذا السياق لعبت الطقوس الدينية دورًا بارزًا في تشكيل هذه المراسم. كان استخلاص ماء الورد يُصاحبه فرح وسعادة، فتُنقل الزهور الجميلة والعطرة إلى ورش استخلاص ماء الورد مع الأهازيج والعزف . قبل نقل الزهور إلى الموقد والجدور ، يقوم العاملون في مجال استخلاص ماء الورد بأخذها أولًا إلى الأنهار ويدعون الله ويصلون على النبي وآله.
في هذه المرحلة، تُنقل الزهور المجمعة إلى أوانٍ نحاسية في ورش إنتاج ماء الورد وتوضع على الموقد. بعد أن تغلي الزهور، يخرج البخار منها، ويمر عبر أنابيب ويصل إلى إناء مغلق والذي يُوضع داخل ماء بارد، فيتحول البخار المتصاعد من الزهور إلى ماء الورد بعد وصوله إليه.
ومن المثير للاهتمام أنه على الرغم من تقدم العلوم والأدوات، فإن استخلاص ماء الورد في كاشان يتم بنفس الطريقة التقليدية تقريبًا على مدى فترة تتراوح بين 4 و7 ساعات، مع بعض التغييرات في نوع الأدوات فقط.
يتميز ماء الورد بخصائص عديدة، منها: أنه لطيف المذاق، ومفيد لاضطرابات المعدة والقلب والكبد والأعصاب. هذا السائل الطبيعي المعطر يقوي العقل، وهو مهدئ قوي. يُستخدم ماء الورد في إعداد بعض الأطعمة والحلويات الإيرانية.
يُستخدم ماء الورد، وخاصةً ماء الورد الأصلي، كتنوير للوجه، بالإضافة إلى ترطيب البشرة والعناية بها، ويُحسّن جودتها بشكل عام. كما لا يُمكن إغفال دور ماء الورد في العلاج بالروائح.
أصدقائنا الأعزاء، ما تقدم عن ثقافة أهل أصفهان في كل ركن من أركانها، من كرم الضيافة وروح الدعابة، إلى مظاهر الفنون القديمة والتقليدية، يُجسّد صورةً نابضةً بالحياة لتاريخٍ غنيٍّ وعميق.
هذه التفاصيل الدقيقة هي التي تجعل من مدينتي أصفهان وكاشان ملتقىً للتاريخ والحداثة، وتأخذنا خطوةً بخطوة إلى قلب التاريخ العريق لهذه الأرض.
يواصل برنامج "اكتشف إيران" هذا النهج؛
ففي الحلقات القادمة، سنروي لكم مجددًا جمال أصفهان وعجائبها، ونعرض لكم قصصها الخفية أمام أعينكم وآذانكم.
نأمل أن يُثري هذا البودكاست معرفتكم لإيران.
شكرًا لدعمكم
إلى اللقاء في رحلتنا القادمة
حتى ذلك الحين في أمان الله وحفظه.