البث المباشر

كريك .. من القلاع القديمة إلى الطقوس التقليدية الإيرانية

الأحد 7 ديسمبر 2025 - 12:34 بتوقيت طهران
كريك .. من القلاع القديمة إلى الطقوس التقليدية الإيرانية

تقع قرية كريك في محافظة كهكيلويه وبوير أحمد، وتقدم تجربة سياحية فريدة تأخذ الزائر في رحلة بين التاريخ العريق والثقافة الإيرانية الغنية، حيث لكل زاوية فيها قصة ترويها، من القلاع القديمة إلى العادات والطقوس التقليدية.

تقع القرية في قلب جبال المحافظة الخضراء والمهيبة، وتُعد وجهة سياحية غير مكتشفة بعد، تزخر بالتراث الثقافي والمعماري، وتضم آثاراً ومباني تاريخية فريدة تجعلها محطة مثالية للراغبين في استكشاف إيران خارج المسارات السياحية المعتادة.

المعالم التاريخية والمعمارية
أبرز معالم القرية التاريخية قلعة كريك القديمة، الواقعة على مرتفعاتها، والتي تمنح الزائر إطلالات بانورامية على القرية والسهول المحيطة، استخدمت كمأوى طبيعي عبر العصور، وما تزال جدرانها الحجرية وأبراج المراقبة شاهدة على أهمية الأمن والحماية في تلك الفترة.

كما تشتهر القرية بالمطاحن المائية القديمة على ضفاف الأنهار، والتي تمثل نموذجاً مميزاً للعمارة التقليدية واستخدام الموارد الطبيعية لتلبية الاحتياجات اليومية لسكان المنطقة.

المواقع الأثرية
تحيط بالقرية العديد من المواقع الأثرية، بعضها مسجل ضمن قائمة التراث الوطني الإيراني، وتعتبر هذه المواقع نقطة جذب لهواة التاريخ والآثار، إذ تضم آثاراً حجرية وفخاراً قديماً وأجزاء معمارية تعكس الحضارات المتعاقبة في المنطقة.

الطقوس والمناسبات الثقافية والدينية
إلى جانب التراث التاريخي، تزخر كريك بثقافة غنية ومتنوعة، ومن أبرز فعالياتها الاحتفالات بليلة يلدا وعيد النوروز، التي تُقام بحماس ونشاط خاص، حيث يشارك السكان بالزينة التقليدية، وقراءة الأشعار المحلية، وإقامة مهرجانات ثقافية، ما يوفر للزائر فرصة للتعرف العميق على عادات وتقاليد المنطقة.

السياحة الريفية والبيئية
تُعرف كريك بطبيعتها البكر وطقسها المعتدل، مما يجعلها وجهة سياحية ريفية واعدة. وتتيح البيوت التقليدية وضيافة السكان المحليين تجربة فريدة للزائر للعيش عن قرب أسلوب حياة أهالي القرية. كما يمكن للزوار الاستمتاع بالمنتجات المحلية مثل العسل الطبيعي ومنتجات الألبان التقليدية، ما يضيف تجربة حسية مميزة.

أهمية الحفاظ على التراث
أكد رئيس إدارة التراث الثقافي في مدينة دنا على أهمية قرية كريك التاريخية والطبيعية، مشيراً إلى أن القلعة القديمة والمطاحن والمنازل التراثية تعكس تاريخ وثقافة المنطقة بوضوح، وأن الطبيعة البكر للقرية، بما في ذلك الأشجار العتيقة والينابيع والمسارات الجبلية، تزيد من جاذبيتها السياحية.

السياحة المتزايدة وتجربة فريدة
شهدت القرية خلال السنوات الأخيرة ارتفاعاً ملحوظاً في أعداد السياح، بفضل تطوير البنية التحتية، وخاصة في مجال الإقامة الريفية والبيئية، ما جعل كريك مقصداً مفضلاً لعشاق السياحة الثقافية والطبيعية.

توفر الإقامات الريفية فرصة للتعرف على الثقافة المحلية، وأسلوب الحياة التقليدي، وتذوق الأطعمة المحلية والاستمتاع بالحرف اليدوية، ما يجعل تجربة الزائر أكثر عمقاً وثراءً.

حماية التراث الثقافي
أكد الخبراء على أهمية صيانة وحماية الآثار التاريخية، مؤكدين أن مشاريع الترميم تهدف إلى تعزيز القيمة الثقافية للمعالم التاريخية وجذب المزيد من الزوار، بما يضمن استدامة هذا الإرث للأجيال القادمة.

قرية كريك بجمال طبيعي وتراث تاريخي وثقافي غني، وهي وجهة سياحية أقل شهرة لكنها مليئة بالفرص والتجارب الفريدة، ما يجعل دعمها وتسليط الضوء عليها أمراً ضرورياً من قبل المسؤولين والزوار على حد سواء.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة