البث المباشر

"الماء لا يموت أبدا" بين يديك

الإثنين 22 ديسمبر 2025 - 19:04 بتوقيت طهران
تنزيل

فيديوكاست- إذاعة طهران: فيديوكاست خاص يتحدث عن رواية "الماء لا يموت أبدا" والتي نقرأ فيها عن مذكرات الأشخاصِ الذين عاشوا تجربة أجواء الحرب مثل صراع المشاعر الإنسانية، الغضب واللطف، الحب والكراهية، النقاء والقذارة، كـ "الحاج ميرزا محمد سُلكي".

متى تَتَشَكَّلُ شخصية الإنسان؟

متى تَظهَرُ قُدرةُ ومَوهبةُ الإنسانِ؟

متي يَتِمُّ السعيُ بكلِّ إخلاص وبذلُ كلِّ الجُهْدِ دونَ كللٍ لتَحقيقِ الأهدافِ؟

والعديدُ من الأسئلةِ الأخرى التي يُمكِنُ أنْ تُساعدَكَ إجاباتُها في التَّعرُّفِ علي نَفسِكَ بِشكلٍ أفضلَ والحصولِ علي تحليلٍ أفضلَ لها.

يُمكِنُكَ الحصولُ على إجاباتٍ لهذه الأسئلةِ وغيرِها عندما تَكونُ في مواقفَ صعبةٍ في الحياةِ.

عندما لا يَكونُ لَديكَ خيارٌ سوى استخدامِ قُدراتِك الخاصةِ وليسَ لديكَ خياراتٌ أخرى سوى أصولِك الشخصيةِ.

أُريدُ أنْ أُعَرِّفَكُم بكتابٍ يَحكي تجرِبة الآخرينَ في مواجهةِ هكذا حوادث.

لا! لا تَكُنْ مُخطئاً. أنا لا أَنوي تقديمَ كتابٍ في علم النفس!

يَتَحدَّثُ هذا الكتابُ من داخلِ التجربة والحياة الإنسانية في ظِلِّ الظروفِ الصعبةِ.

من الفتحِ والنصر أو الهزيمة والدمارِ، من امتلاكِ الأملِ واستخدام الموهبة أو القدرةِ التي أَودَعَها اللهُ في أعماقِ كيانِك.

عاصفةُ الأحداث تُزيلُ سَحابةَ الإهمالِ المُظلمةَ وشمسُ الأملِ تَرفعُ نَظرَك إلى السماءِ.

الحرب حَدَثٌ صَعْبٌ ومُحزِنٌ ورَهيبٌ. والدمار والخرابُ وفقدانُ الأَحبةِ هو أسوأُ حدثٍ في حياةِ كلِّ إنسان. لكنَّ نفسَ هذه المصيبةِ يُمكنُ أنْ تَتَحَوَّلَ إلى كنزٍ بجهودِ الناسِ وبعَوْنِ اللهِ تعالي ويُمكِنُ استخدامُها لسنواتٍ عديدةٍ.

عندما لا يَنظُرُ أبناءُ مُجتَمَعٍ ما بمشاكِلِهمُ الشخصيةِ ويَتَّحِدونَ مع بعضِهِم من أجلِ حلِّ مشاكلِ بلدِهم، يُصبِحونَ صورةً جميلةً تَكونُ خيوطُها ونَسيجُها نتيجةَ الإيثار والعطفِ والصدقِ والوحدةِ والحبِّ.

فيُمكِنُ لِصدمةِ الحربِ أنْ تُزيلَ الغبارَ عن الوجودِ البشري و تَكشِفَ عن الجوهرةِ التي وَهبَها اللهُ لهم.

تُعتَبرُ مذكرات الأشخاصِ الذينَ عاشوا تَجرِبةَ هذه الأجواء مادةً مفيدةً للقراءة. يُمكنُك أنْ تَجِدَ دَورَكَ في كلِّ جزءٍ منه، ومن خلالِ التَشَبُّه، يُمكنُكَ التنبؤُ بِردِّ فِعلِكَ في تلكَ اللحظةِ.

صراعُ المشاعرِ الإنسانيةِ، الغضبُ واللطفُ، الحبُّ والكراهيةُ، النقاءُ والقذارةُ، كلُّها مختلطةٌ في جرعة الحرب، بحيثُ يَختفي اللونُ والعرقُ والطبقةُ في قاعدةِ الحياة، ويَجِدُ الجميعُ هويةً واحدةً، ويَنكشِفُ بياضُ الشَّرفِ والحريةِ.

كتابُ "الماءُ لا يموتُ أبداً" سَرْدٌ لهذه التجربةِ الثمينةِ، بروايةِ ضميرِ المتكلمِ وهو نفسُ "الحاج ميرزا ​​محمد سُلكي"، أحدُ مُعاقي الحربِ والذي ضَحّي بِقَدَمَيْهِ.

وُلدَ ميرزا محمد عامَ ألفٍ وتسعِ مئةٍ وسبعةٍ وخمسين، والرواية تَبدأُ من ولادَتِه. إنَّ حلاوةَ البناءِ السردي ونثرِه القوي والمؤثِّرِ يَعتمدانِ على نبرةِ الراوي الصادقةِ وتعبيرِه؛ كما هو الحالُ في جميعِ الأعمالِ الناجحةِ لهذا الكاتبِ وهو الأستاذُ حامد حسام.

يَتِمُّ سرد أحداث الجزءِ الأولِ من الكتابِ بسُرعةٍ. عائلةٌ مُتديِّنةٌ ووصفٌ لقريةٍ نائيةٍ في مدينةِ نهاوند بمحافظةِ همدان، تَتَميَّزُ بِبناءٍ على شكلِ قلعةٍ؛ مجموعةٌ من القلاعِ، كلٌ منها تَأوي عشرَ أُسرٍ.

ميرزا محمد المراهقُ تَركَ دراستَه لمساعدةِ والدهِ وتَوجَّهَ إلى الزراعةِ، وبعدَ ذلك، ذهبَ إلى طهران مع شَقيقِه الأكبرِ بحثًا عن عملِ وحياةٍ أفضلَ، عَمِلَ في مجالِ دهانِ المباني، وقبلَ ثورةِ عامَ ألفٍ وتسعِ مئةٍ وتسعةٍ وسبعين، ذَهبَ إلى الخدمةِ العسكريةِ. وصادَفَ انتهاءُ خِدمتِه العسكريةِ أحداثَ الثورةِ وبدايةَ الحربِ، واستدعاءَ الجيشِ له مُجَدَّدا كقوةِ احتياط.

كانَ لِتَعرُّفِه علي قواتِ حرسِ الثورة الإيرانية في خِضَمِّ الحربِ تأثيرٌ كبيرٌ عليه لِدرجةِ أنَّه بعدَ إكمالِ خِدمتِه التَكميليةِ الإلزاميةِ في الجيش، انضمَّ إلى حرسِ الثورة وبَقيَ في جَبَهاتِ القتال، لقد كانَ هذا التأثيرُ كبيراً لدرجةِ أنَّه فَضَّلَ البقاءَ في جبهات القتال علي حضورِه مع العائلةِ ايامَ ولادةِ أطفالِه الأربعةِ!.

وبعدَ فترةٍ من الوقتِ، تَمكَّنَ من التأثيرِ على إخوتِه الأربعةِ وجَرِّهم إلى الجَبْهة. حتى فَقدَ ساقَيه في عمليةِ "كربلاء خمسة" عامَ ألفٍ وتسعِ مئةٍ وستةٍ وثمانين؛ إلاّ إنَّه استمرَ في نشاطِه حتى نهايةِ الحرب تقريباً، ففي عامِ ألفٍ وتسعِ مئةٍ وتسعةٍ وثمانين وفي عمليةِ "مرصاد" أي هجومِ طائفةِ رجوي أو ما يُسَمَّوْنَ بالمنافقينَ، قادَ العمليةَ حتى وُصولِ التعزيزاتِ في اليومِ الأولِ من هجومِ منظمةِ مجاهدي خلق.

هذا الكتابُ ليسَ مجردَ قصةٍ عن حياةِ شخصٍ واحدٍ؛ وإنَّما هو استعراضُ مُشاهداتِ هذا الفردِ ورفاقِه في كتيبةِ أبي الفضل (سلامُ الله عليه) من الفرقةِ الثانيةِ والثلاثينَ من أنصارِ الحسين (عليه السلام) للحروبِ، والاستراتيجياتِ الحربيةِ، ومصيرِ رفاق ميرزا ​​محمد سُلكي الآخرينَ الذينَ نَتعَرَّفُ عليهم في فصولٍ مختلفةٍ من الكتابِ.

هذا الكتابُ هو نتيجةٌ لِخبرةِ المؤلِّفِ لمدةِ عشرينَ عامًا في الكتابةِ من خلالِ التَحدُّثِ إلى المحاربينَ القُدامى وتَجميعِ قصصِ حياتِهم، بالإضافةِ إلى عشرينَ شهراً من العملِ في المقابلات. كما أنَّ الصورَ والخرائطَ والشُروحاتِ النصيةَ الجيدةَ في شكلِ حواشٍ سُفليةٍ مفيدةٌ أيضًا.

لاحَظَ المؤلفُ أثناءَ سَردِ قصةِ الراوي أنَّه من بابِ الإخلاصِ وتَجَنُّبِ مدحِ الذات، يَروي عن الآخرينَ أكثرَ مما يَروي عن نفسِه! إنَّ موقفَ الراوي هذا يَجعلُ المؤلفَ يَعتقِدُ أنَّه نظراً لكثرةِ المُجاهدينَ فإنَّه من المناسبِ أنْ يَعمَلَ كما فَعَلَ الرواي بمركزيتِه نفسِه في الروايةِ وتركيزِه الأكثرِ علي الشخصياتِ الأخري من حولِه للتسريعِ وإعطاءِ شكلٍ كميٍّ ونوعيٍّ في تسجيلِ ذكرياتِهم وشخصياتِهم.

فإلى جانبِ خَطِّه السردي لحياةِ الشخصيةِ الرئيسةِ، عليه أنْ يَصفَ حياةَ العديدِ من رفاقِه في الجبهاتِ، بالإضافةِ إلى لَمَحاتٍ مختصرةٍ عن حياةِ العديدِ من الثوارِ والمُجاهدينَ في جَبَهاتِ القتالِ؛ وبهذه الطريقةِ، حوَّلَ الكتابَ إلى موسوعةٍ اجتماعيةٍ ونفسيةٍ، يُمكنُ أنْ يَستفيدَ منها المحللونَ والباحثونَ الحاليونَ والمستقبليونَ في إيران والعالم؛ وفي الواقعِ إذا أرادَ شخصٌ التعرفَ على العديدِ من أنواعِ المُضحينَ والمُجاهدينَ الإيرانيينَ والجوانبِ الداخليةِ والخارجيةِ لشخصيةِ مُجاهدي الدفاعِ المُقدسِ، فيَجبُ أنْ نَنصَحَه بقراءةِ هذا الكتاب.

فعلى سبيلِ المثالِ يُصَوِّرُ المؤلفُ حياةَ شابٍ أَقامَ حياةً عاطفيةً مع جثمانِ أخيه الشهيدِ لعدةِ أيام، أو جنوداً مثلَ الراوي نفسِه يَبْقَونَ في الخطوطِ الأماميةِ بعدَ انتهاءِ فترةِ الخدمةِ العسكريةِ الإلزاميةِ وبعضَ الآباءِ والأبناءِ معا في الجبهةِ وهم يَتسابقونَ مع بعضِهم البعضُ علي التواجدِ في الخطوطِ الأماميةِ؛ وكذلك معلمَ قرآنٍ مُسِنٍّ كانَ مشهدُ تلاوتِه للقرآن في لحظاتِ شهادتِه مؤثراً جداً.

بالإضافةِ إلى كلِّ هذه الخصائص، لا بُدَّ من إضافةِ المحتوى المُفارِقِ في كثيرٍ من الحالات. والذي تمَّ تَضمينُه عمداً في الروايةِ؛ مثلُ الأفرادِ أو المجموعاتِ الذينَ لا يَرغَبونَ في الانخراطِ في عملياتٍ استشهاديةٍ أو الإقامةِ في ظروفٍ صعبةٍ. ويَنطبقُ الشيءُ نفسُه على الاختلافِ في الأماكنِ ومساحاتِ القصة؛ مثلُ برودةِ قممِ إيلام الثَّلجيةِ ودفءِ فاو!.

وحتي اسمُ الكتيبةِ يحتوي على نوع ٍمن الواقعيةِ السحريةِ! أثناءَ الحربِ كانَ رجالُ كتيبةِ أبي الفضل (عليه السلام) يَتدرَّبونَ على القتالِ دونَ شُربِ الماء، بل يَتدرَّبونَ على العطشِ في المعركةِ، وفي خِضَمِّ الأحداثِ كانوا يُقاتلونَ بهذه الطريقةِ في كثيرٍ من الأحيانِ!.

وأخيراً، التَحقَ بطلُ الدفاع المقدسِ هذا بِركبِ رفاقِه الشهداء في الرابعِ من شهرِ فروردين سنةَ ألفٍ وثلاثِ مئةٍ وتسعٍ وتسعينَ للهجرةِ الشمسيةِ، بعدَ أنْ تَحَّملَ المعاناةَ والصعوباتِ التي خَلَّفَها الدفاعُ المقدسُ وبسببِ مشاكلِ الجهازِ التنفسي إثرَ الهجومِ الكيميائي للنظامِ العراقي البائدِ.

وقد فازَ هذا الكتابُ أيضًا بجائزةِ جلال آل الأحمد الأدبيةِ، وتَمَّ تكريمُ مؤلِّفه، الذي كانَ يُعَدُ من المحاربينَ القدامى في حقبةِ الحربِ المفروضةِ، عدةَ مراتٍ في المهرجاناتِ الأدبيةِ المختلفةِ.

وبالمناسبةِ، لم يَمُرْ هذا الكتابُ الجيدُ دونَ التفاتةِ سماحة السيد القائدِ، قرّظَ سماحتُه هذا الكتابَ تخليداً لهذه المقاوماتِ وذكرياتِ مجاهدي جَبهَةِ الإسلام وهو ما كانَ أحدَ أسبابِ نجاحِ الكتابِ ومبيعاتِه المرتفعةِ في أكثرَ من مائتي ألفِ نسخةٍ خلالَ السنواتِ الماضيةِ.

نقدم لكم هنا أبرز الكتب الإيرانية التي تكون متاحة "بين يديك" للشراء والقراءة

يمكنكم شراء كتاب "الماء لا يموت أبداً" عبر:

https://arabicbook.ir/product/2345566

+

https://dar-alhadarah.com/book/152/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A7%D8%A1-%D9%84%D8%A7-%D9%8A%D9%86%D8%B6%D8%A8-%D8%A3%D8%A8%D8%AF%D8%A7

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة