وبحسب البروتوكولات الأمنية المتّبعة، ألقى غالبية النشطاء على متن "ألما" هواتفهم في عرض البحر، وهو إجراء يُنفذ عادة عند وجود خطر مؤكد لاعتراض السفن من قبل قوات معادية.
وأفادت مصادر على متن الأسطول، بأن طائرات استطلاع مسيّرة حلّقت على ارتفاعات متوسطة فوق السفن المشاركة، بالتزامن مع رصد سفن حربية مجهولة الهوية اقتربت دون أنوار، في محيط الأسطول. وقد أعلنت قيادة "أسطول الصمود" العودة إلى حالة التأهب القصوى، تحسباً لأي هجوم أو محاولة اعتراض جديدة.
وأكدت ياسمين أجار، عضو إدارة الأسطول، وجود محاولات متكررة للتشويش على الاتصالات والملاحة، مرجّحة أن تتعرض السفن لهجوم خلال ساعات، مشيرة إلى أن الوضع الحالي يُعيد إلى الأذهان سيناريو اعتراض سفينة "مادلين" في بعثة سابقة.
في سياق متصل، رفضت إدارة "أسطول الصمود" طلبًا جديدًا من الخارجية الإيطالية ورئيس الوزراء الإيطالي، بالعدول عن دخول "منطقة الخطر" وتسليم المساعدات للسلطات المختصة لنقلها إلى غزة.
كما وجهت سفينة حربية إيطالية تحذيرًا للناشطين، ودعوة لمن يرغب بالمغادرة إلى الصعود على متنها، وهي خطوة وصفتها إدارة الأسطول بأنها "محاولة مرفوضة لإجهاض الحملة الإنسانية".
وكانت إيطاليا وإسبانيا قد أرسلتا في وقت سابق من الأسبوع الماضي سفينتين لمرافقة الأسطول، عقب تعرضه لهجمات بطائرات مسيّرة قبالة سواحل اليونان، استخدمت فيها قنابل صوتية ومواد حارقة ومثيرة للحكة.
ويُعتبر هذا التحرك البحري الأكبر من نوعه منذ بدء الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة عام 2007، حيث يضم "أسطول الصمود العالمي" أكثر من 500 ناشط من 40 دولة على متن 50 سفينة. ويشارك في الحملة عدد من المنظمات الدولية، من بينها "اتحاد أسطول الحرية"، "حركة غزة العالمية"، "قافلة الصمود"، ومنظمة "صمود نوسانتارا" الماليزية.
وأكد ناشطون من اليونان ودول أخرى مشاركتهم عزمهم الوصول إلى غزة رغم التهديدات، مشددين على أن هذه الحملة "إنسانية بحتة" تهدف إلى تسليط الضوء على معاناة 2.4 مليون فلسطيني يعيشون تحت الحصار.
في الوقت نفسه، دعت منظمات حقوقية، من بينها منظمة العفو الدولية، إلى ضمان حماية "أسطول الصمود" وناشطيه، فيما أكدت الأمم المتحدة أن أي اعتداء على الأسطول أو عرقلته "غير مقبول ومخالف للقانون الدولي".
ويترقّب المجتمع الدولي، خلال الساعات القادمة، ما إذا كانت إسرائيل ستكرر سيناريوهات سابقة شهدت اعتراضًا عنيفًا لسفن كسر الحصار، أم ستسمح للأسطول بالوصول إلى هدفه، وسط تصاعد التوتر الإقليمي وتزايد الضغط الحقوقي والإعلامي.