البث المباشر

جائزة المصطفى (ص) والمعيار العلمي لاختيار المبتكرين المتميزين

السبت 6 سبتمبر 2025 - 17:57 بتوقيت طهران
جائزة المصطفى (ص) والمعيار العلمي لاختيار المبتكرين المتميزين

تعتبر جائزة المصطفى (ص) العالمية معيارا شفافا لتكريم العلماء في العالم الإسلامي، عبر قياس الابتكار، التأثير العلمي ومكانة الباحثين.

يتم اختيار الفائزين بجائزة المصطفى (ص) بناءً على ثلاثة مؤشرات رئيسية هي الابتكار، نطاق التأثير العلمي، والمكانة العلمية للمؤلفين؛ مما جعل هذه الجائزة معيارًا شفافًا لتكريم العلماء في العالم الإسلامي.

بدأت مؤسسة المصطفى (ص) للعلوم والتكنولوجيا، برؤية تهدف إلى نشر السلام والأمن ورفاه البشرية، أنشطتها عام ٢٠١٢، وحددت رسالتها في تطوير العلوم والتكنولوجيا في العالم الإسلامي. ولتحقيق ذلك، تُحدد الجائزة العلماء المتميزين وتُكرمهم، وتُمهّد الطريق لتطوير التفاعل بين الباحثين، وتُعزز التعاون والتآزر بين الدول الإسلامية في مجالات العلوم والتكنولوجيا، مع التركيز على التقنيات المتقدمة.

أُنشئت جائزة المصطفى (ص) للعلوم والتكنولوجيا، وهي أرفع جائزة للعلوم والتكنولوجيا في العالم الإسلامي، في إطار مهمة الاعتماد التي تُقدمها هذه المؤسسة، وخلال السنوات العشر الماضية، كرّمت 19 عالمًا بارزًا من العالم الإسلامي لإنجازاتهم القيّمة في مجال العلوم والتكنولوجيا. وتُقام هذه الجائزة كل عامين.

يختار مُحكمو هذه الجائزة من الدول الإسلامية العلماء بناءً على مؤشرات مُحددة.

وأول مؤشر لاختيار الأعمال هو السمات البارزة للعمل المُبتكر في المنهج العلمي، وتُعتبر ريادة العمل واستدامته من أهم السمات التي يُراعيها المُحكمون. كما يجب أن يكون للعمل تطبيقات مُحددة أو أن تكون نتائجه ذات تأثير ملموس على عالم العلوم. ويجب على المُشاركين تقديم أسباب كافية ووثائق مُعترف بها لإثبات هذه الخصائص.

المؤشر الثاني للتحكيم هو مدى التأثير حيث يجب أن يكون العمل العلمي قيد النظر قد ساهم في توسيع آفاق المعرفة عالميًا، وأن يكون له أثر علمي ملموس على المستوى العالمي أو الإقليمي.

كما يجب أن تكون الأعمال منشورة كنظرية علمية في وسائل إعلام علمية مرموقة، أو أن تكون قابلة للتحويل إلى مشاريع اقتصادية تُدرّ الثروة. كذلك، يجب أن يكون للأعمال العلمية المقدمة تأثير واضح على الثقافة والمجتمع والصحة والبيئة والرفاهية العامة، وأن يكون لها دور في تلبية الاحتياجات العلمية أو حل المشكلات الاجتماعية.

المؤشر الثالث هو خصائص مؤلف العمل حيث يجب أن يتمتع مؤلف أو مؤلفو العمل العلمي المرشح لجائزة المصطفى (ص) بسمعة طيبة وسجل علمي متألق في مجال تخصصهم. ويُقاس هذا السجل من خلال نشر أعمالهم ومقالاتهم في مجلات علمية مرموقة، أو تسجيل ابتكاراتهم وبراءات اختراعهم، أو دورهم في تطوير تقنيات جديدة. ومن السمات الأخرى للمرشحين لجائزة المصطفى (ص) التفكير الشمولي وروح الابتكار العلمي.

فيما يخص مرحلة الاختيار والتقييم، يتم تحكيم الأعمال التي تتلقاها أمانة جائزة المصطفى (ص) على مرحلتين:

في المرحلة الأولى، تُراجع لجان التحكيم التمهيدية وثائق الأعمال ومؤهلاتها من حيث الخصائص العامة، وتُحيل الأعمال المؤهلة إلى المرحلة التالية من التحكيم. ووفقًا للقواعد، لن تتقدم إلى المرحلة التالية الأعمال التي سبق لها الفوز بجائزة علمية مرموقة واحدة على الأقل على المستوى العالمي.

كما لن تُقبل في هذه المرحلة الأعمال المقدمة شخصيًا وخارج مسار الترشيح الصحيح من قِبل المؤسسات المُرشحة.

وفي المرحلة النهائية، وفي كل مجال من مجالات الجائزة، ستقوم لجنة تحكيم مكونة من سبعة أعضاء من الباحثين والعلماء الدوليين البارزين بتقييم الأعمال النهائية واختيار العمل المُختار.

على مدار العقد الماضي، كرست جائزة المصطفى (ص) على مدار العقد الماضي مكانتها كأعرق جائزة علمية في العالم الإسلامي من خلال تسليط الضوء على العلماء البارزين وأعمالهم المؤثرة والتعريف بهم.

إن تحديد معايير دقيقة في التحكيم، الاهتمام بالابتكار، نطاق التأثير، والأثر الاجتماعي للإنجازات، كل ذلك جعل من هذه الجائزة معيارًا جديدًا لقياس العلوم والتكنولوجيا بين الدول الإسلامية، بل نموذجًا عالميا لتقديم العلوم المفيدة والتطبيقية.

أثبت الفائزون بهذه الجائزة، من خلال أبحاثهم في مجالات الطب، تكنولوجيا النانو، الاتصالات، الفيزياء، والكيمياء، أن العلم يمكنه أن يلعب دورا حاسما في تحسين حياة الإنسان وحل القضايا المحورية للمجتمعات.

كما أن استمرار هذا التوجه من شأنه أن يمهد الطريق للتآزر العلمي، تعزيز التعاون البحثي، وتعزيز المرجعية العلمية للعالم الإسلامي.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة