البث المباشر

جِسر.. من هو شاعر ملحمة جهاد العشائر العربية الأهوازية؟

الأحد 3 أغسطس 2025 - 08:32 بتوقيت طهران
تنزيل

فيديوكاست- إذاعة طهران: فيديوكاست خاص يتحدث عن مجموعة "جِسر" بصفة مجموعة من الإنتاجات التي تقدم لكم ما لا تعرفون عن الأهواز وخوزستان، وتتناول هذه الحلقة رواية الشاعر الدكتور عباس الطائي الذي درس الماجستير في جامعة الأَزهر، وعرف بدفاعه عن حقوق المرأة، وفي قصة «سلمى» وهي ملحمة شعرِية، فقد تناول الطائي واقعة جهاد العشائر العربية الأهوازية ضد الجيش البريطاني الذي احتل الأهواز عام 1915م.

 

مــــهـلاً كفــــاك دلالاً أيـها القمــر       أكـــلّما كثرت قتـــلاك تزدهر؟

تـمشي اختيالاً، وما أدراك، ما فعلت       سهام عينيك في الأكــباد تنكسِر

هل تعرف شاعر هذه الأبيات؟

وهل تعرف من هو شاعر العرب الكبير في عام 2022 م.

شاعر هذه الأبيات أديب وشاعر وكاتب ومعلم، سطع نجمه في سماء الأهواز الايرانية.

هو الدكتور عباس العباسي الطائي ولد عام 1944م في إحدي قُري مدينة البسيتين من قضاء دشت آزادكان 60 كم غربي الأهواز.

أنهي دراسته الابتدائية والثانوية فِي نفس المدينة، وعُيِن معلماً فيها.

نال شهادة بكالوريوس فرع الأدب العربي من جامعة تشمران في الأهواز، ثم سافر إلي مصر ليواصل دراسته للماجستير في جامعة الأَزهر.

وعندما كان يعد رسالته، أجبرته السلطات المصرية علي ترك مصر إثر انتصارالثورة الإسلامية في ايران، فعاد إلى الأهواز ليتابع دراسته العليا.

حاز علي شهادة الماجستير والدكتوراه من مركزالعلوم والدراسات العليا من جامعة طهران المركزية.

عرف بدفاعه عن حقوق المرأة، ونلمس هذا في شعره، كما في قصيدتي «عروس النار» و «الصمت الرهيب» وغيرهما.

في قصة «سلمى» وهي ملحمة شعرِية، فقد تناول الطائي واقعة جهاد العشائرالعربية الأهوازية ضد الجيش البريطاني الذي احتل الأهوازعام 1915م.

 

من مؤلفاته:

قصة «الناس والحجارة» ترجمة من العربية إلى الفارسية، نشرت عام 1982 للميلاد، «مأساة الحلاج» دراسة ومسرحيّة، نشر عام 1973للميلاد، قاموس«المرشد»، معجم فارسي-عربي، نشر عام1980 م وكتاب «اليمين واليسار في الإسلام» ترجمة من العربية إلى الفارسية وهو كتاب حاول فيه الكتاب البحث في التراث الديني.

له أكثر من خمسين مقالاً في العربية والفارسية نشرت في الصحف الإيرانية والعربية.

كما وعنده ديوان في الشعر الشعبي بشكل مخطوط و قصائد ومقطوعات شعرية باللغة الفارسية.

قام بمجاراة قصية البردة لكعب ابن زهير والبوصيري في مدح النبي عليه السلام كما قام أحمد شوقي وآخرون  وأسماها "نسيج البردة".

كُرّم شاعرنا من قبل الهيئة التأسيسية للرابطة العالمية للدفاع عن اللغة العربية في العراق ولقب بشاعر العرب الكبير في 21 تشرين الثاني عام 2022 م.

ركز شاعرنا اهتمامه علي تعريف الأدب العربي بجميع أنواعه للآخرين وحتي للناطقين بغيرها عبر مقالاته وكتبه وتأليفاته الجمة.

تناول حياته وآثاره الكثير من الأدباء الأهوازيين، من خلال المقالات التي نشرت في الصحف والمجلات وعلي صفحات المدونات والمواقع الكترونية والفيسبوك، هذا فضلا عن الكثير من الرسائل الجامعية التي كتبت عن حياته وآثاره في جامعات المنطقة وبعض الجامعات علي مستوي ايران.

بلغ حبه لمهنة الأنبياء هذه حد الشغف والهيام. فها هو يقول في قصيدة «أريد لساني»:

وإنَّ رصيـدي في الـحـيـاة ثلاثـة

فخرت بإيـماني وأهلي ومهنتي

حيَيـتُ بها فخراً وعشت مكرّما

ثلاثون عامـاً لسـت إلاّ مـعلّــما

يقول الطائي في إحدي قصائده:

منذ كنا في ربوع الأهل في عمــــــر الزهورْ

مالت الروحُ إلى الروحِ كما تهوي الطيور

كان إحساساً غريباً تجتليهِ النظراتْ

تتبعُ النظرةَ آهاتٌ، وأخرى حسراتْ

إنه شيءٌ جميلٌ غامضٌ في الروح يسري

إنّه الحبُّ ولكن دونَ أن يدري وتد ري

لعبَ الحبُّ بقلبينِ صغيرين فهاما

وإذا النرجسُ ينقضُّ على القلبِ سهاما بين خوفٍ ورجاءٍ

وحنين و حياءْ

تعبر النظرةُ للنظرةِ خَجلى لِلّقاءْ

والتقى قلبان غَضّان عَنِ الناس بعيدا

وجرى الحبُّ إلى القلب وريداً فوَريدا

***********

وهو سهـل البديهـة حاضرها، خذ مثلاً، أهدى إليه أحد أصدقائه كتاباً ، فقال له مرتجلاً:

أهديت لي روح الكلام مجلّداً

أهديك روحي أيها الإنسان

 

ونقرأ ابياتا من قصيدة نظمها حول عيد الفطر السعيد، حيث قال:

يا شعب أهواز حيَّ العيدَ قد جانا

ما أجمل العيد نلقاه ويلقانا

نلقاه في حلة تحلو لقامتنا

قد زينتها سجايانا وتقوانا

ويلتقينا بأحضان كأن بها

دفأ الأبوة أشواقا وتحنانا

فالشهر والعيد والأيام شاهدة

الله أتحفنا بالعيد أولانا

لم يبتعد شاعرنا عن الأدب والكتابة حتي في أحلك الظروف وأقساها حيث في فترة انتشار فايروس كوفيد 19 (الكورونا) والكل كان في خوف ووجل من أن يصابوا به، فقام شاعرنا بتأليف كتابين وصل صداهما إلي خارج الحدود الإيرانية.

الكتاب الأول هو كتاب "سيد السيف والقلم" حيث يحتوي على أربعة فصول منها مواصفات حياة السيد وبيئته وسيرته ونماذج من أبياته وأشعاره، ويهدف إلي حفظ هذا التراث الخوزستاني القيم للأجيال القادمة.

يذكر أن “المرحوم السيد جابر السيد مشعل آلبوشوكة” كان قائد واقعة الجهاد في الفلاحية ” شادكان” إبان اعتداء الجيش البريطاني علي المنطقة. المجاهد سيد جابر البوشوكة المتوفي عام ١٣٥٧ ه. ق، قاد معركة الجهاد في مدينة الفلاحية بحضور عشائر بني كعب وسائر العشائر العربية المتواجدة في المنطقة الشرقية من المحافظة.
وكان رحمه الله، عالما عاد من النجف الأشرف إلى الفلاحية بعد أن نال درجة الاجتهاد، وأصبح ملاذ الناس ورائدا في حل الخلافات.

والكتاب الثاني هو كتاب "فارس المدينة الفاضلة" طبع في دار نيبور العراقية يتطرق الكاتب في هذه الرواية التي تبلغ 400 صفحة لحياة السيد عليخان الحويزي من كبار الشيعة في عصره وكان ابن والي الحويزة الايرانية ودرس وترعرع في النجف الأشرف وألزم الكاتب نفسه علي تعريف هذه الشخصية من أمراء المشعشعيين.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة