وقالت الكتائب في بيانها: انه سيتم تسليم جثث ثلاثة من اسرى الاحتلال الذين عثر عليهم في مسار احد الانفاق جنوب قطاع غزة، ويأتي هذا بعد ايام من تسليم المقاومة رفات ثلاثة اسرائيليين اخرين تبين لاحقاً انهم ليسوا من بين الاسرى المفقودين في غزة.
وأفاد الجيش الإسرائيلي لاحقاً بأن الصليب الأحمر الدولي تسلم ثلاثة توابيت لرهائن إسرائيليين في طريقها إلى الأراضي المحتلة. وأوضح الإعلام العبري أن تسليم الجثامين تم بالتنسيق الكامل مع الصليب الأحمر، مؤكداً أن هذه الخطوة لا تُعد خرقاً لاتفاق تبادل الأسرى القائم.
ويأتي هذا التطور بعد أيام من تسليم المقاومة رفات ثلاثة إسرائيليين آخرين تبيّن لاحقاً أنهم ليسوا من بين الأسرى المفقودين في غزة.
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية أن طواقم من الصليب الأحمر الدولي وعناصر من حركة حماس أجروا جولات ميدانية مشتركة داخل مناطق تسيطر عليها قوات الاحتلال في خان يونس وحي الشجاعية للبحث عن رفات مفقودين، بموافقة رسمية من المستوى السياسي في تل أبيب.
وفي الوقت نفسه، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي خرق اتفاق وقف إطلاق النار الساري منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حيث نفّذ فجر الاثنين غارات جوية ومدفعية على مناطق مختلفة من قطاع غزة، شملت رفح وخان يونس وشرق مدينة غزة، كما أطلقت الطائرات المسيّرة الإسرائيلية النار شرق حي التفاح، ونفذت عمليات نسف لأبنية سكنية شرقي المدينة.
وأفاد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة بأن الاحتلال ارتكب حتى الآن 194 خرقاً لوقف إطلاق النار، مشيراً إلى أن قواته ما تزال تحتل ما يُعرف بـ"الخط الأصفر" الذي يمتد على نحو نصف مساحة قطاع غزة.
من جانبها، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن العدوان الإسرائيلي المتواصل خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية أدى إلى استشهاد سبعة فلسطينيين، بينهم ثلاثة جدد وثلاثة تم انتشالهم من تحت الأنقاض، وشهيد متأثر بجراحه، إضافة إلى إصابة ستة آخرين بجروح مختلفة.
وأكدت الوزارة أن عدداً من الضحايا ما زالوا تحت الركام وفي الطرقات، وأن طواقم الإسعاف والدفاع المدني تواجه صعوبات كبيرة في الوصول إليهم بسبب القصف المستمر والدمار الواسع.
وبحسب إحصاءات رسمية، بلغ عدد الشهداء في قطاع غزة أكثر من 68 ألفاً، معظمهم من النساء والأطفال، في حين أصيب نحو 170 ألفاً، ولا يزال أكثر من 9500 مفقود تحت الأنقاض، بينما دمّر الاحتلال أكثر من 90% من البنى التحتية المدنية في القطاع خلال عامين من العدوان.
في المقابل، تتواصل اعتداءات جيش الاحتلال والمستوطنين في الضفة الغربية، حيث استشهد فجر اليوم الاثنين مواطنان فلسطينيان في نابلس والخليل.
ففي نابلس، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية استشهاد الفتى جميل حنني (17 عاماً) متأثراً بجراحه الخطيرة إثر إصابته برصاص قوات الاحتلال خلال اقتحام بلدة بيت فوريك شرق المدينة، بعد مواجهات اندلعت عقب إغلاق حاجز البلدة. وقد داهمت قوات الاحتلال مركزاً طبياً ولاحقت مركبة إسعاف كانت تنقل مصاباً.
وفي الخليل، استشهد مواطن فلسطيني برصاص مستوطن قرب مدخل المدينة الشمالي، فيما أفاد الهلال الأحمر الفلسطيني بأن قوات الاحتلال منعت طواقمه من الوصول إلى المصاب، قبل أن يُعلن عن استشهاده لاحقاً.
كما شنت قوات الاحتلال عمليات اقتحام في بلدات سعير والشيوخ شمال الخليل، وبيت لحم، واليامون غرب جنين، وسط إطلاق كثيف للنار.
وتشهد الضفة الغربية منذ شهور تصعيداً خطيراً في اعتداءات المستوطنين وجيش الاحتلال، شملت إطلاق النار على الفلسطينيين، وحرق الممتلكات، واقتلاع الأشجار، والاستيلاء على الأراضي، ما أدى إلى استشهاد أكثر من 1057 فلسطينياً وإصابة نحو 10 آلاف آخرين، إضافة إلى اعتقال أكثر من 20 ألف فلسطيني بينهم 1600 طفل.
ويأتي استمرار هذه الانتهاكات في وقت تواصل فيه إسرائيل سياسة القتل الممنهج في غزة والضفة، في خرق واضح ومتكرر لاتفاق وقف الحرب، وسط صمت دولي متزايد وانتقادات محدودة لجرائم الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني.