وأوضح الخبير العسكري الفريق الركن عبدالكريم خلف أن الطائرات المسيرة لم تعد أدوات استطلاع فحسب، بل أصبحت منصات هجومية قادرة على تحقيق تأثير تدميري ملموس بفضل مرونتها التشغيلية وتكلفتها المنخفضة نسبياً مقارنةً بوسائل الردع الجوية التقليدية.
وبيّن أن المعادلة الاقتصادية بين تكلفة المسيرة وقيمة الاعتراض الدفاعي تُعد من أهم عوامل قوتها الاستراتيجية؛ فاستثمار محدود في منصة مسيرة قد يُجبر الخصم على إنفاق مبالغ ضخمة لاعتراضها، مما يفرض ضغطاً مالياً وتكتيكياً على منظومات الدفاع الجوي.
من جهة الأداء الفني، وصف خلف مسيرة «شاهد» بأنها سلاح مرن يُلبي متطلبات العمليات البعيدة والمناورة اللحظية، مشيراً إلى أن المدى التشغيلي الكبير والقدرة على إعادة التوجيه أثناء الطيران وتمكين «القائمة الديناميكية للأهداف» يمنحان المشغل قدرة تكتيكية تفوق الصواريخ التقليدية ذات المسار الثابت.
وحذر الفريق خلف من مرحلة جديدة تتشكل مع دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي بأنظمة المسيرات، واصفاً التطور بأنه «خطير جداً»، لأن الذكاء الاصطناعي يمنح المسيرات قدرة على معالجة البيانات وتحسين دقة الاستهداف بشكل يفوق المقاييس البشرية، بما في ذلك إمكانية التمييز بين أهداف محددة داخل تجمعات كبيرة وتقليل هامش الخطأ إلى مستويات لم تكن ممكنة سابقاً.
كما أشار إلى أن الانتشار الواسع لمسيرات منخفضة التكلفة في ساحات الصراع أدى إلى إطلاق مصطلح «كلاشينكوف المسيرات»، كناية عن السلاح الذي يجمع بين بساطة الإنتاج والتشغيل وبين أثره التكتيكي الاستنزافي على منظومات الخصم.
وخلص الفريق إلى أن المسيرات، وعلى رأسها «شاهد»، لم تعد خياراً فحسب، بل أصبحت عنصراً فاصلاً في تحديد نتائج وسير المعارك المستقبلية، ما يستدعي مواصلة تطويرها ودمجها مع قدرات القيادة والتحكم والذكاء الاصطناعي لتعزيز الفاعلية الاستراتيجية والقوة الردعية.